«ميدل إيست آي»: التهور السعودي بلبنان عزز مكانة «حزب الله»

  • 11/30/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الباحث والأكاديمي بشير نافع أنه بالرغم من أن الظروف التي أحاطت باستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض في 4 نوفمبر كُتب عنها الكثير، إلا أن هناك مسائل أكثر أهمية لم يتم التطرق إليها. وأشار إلى أن الحقيقة حول ما حدث لرئيس الوزراء اللبناني وما تعرّض له في السعودية لم تعد هي القضية، بل الطريقة الطائشة التي أدارت بها الرياض قضية استقالة الحريري، والتي أدت إلى تحقيقها نتائج عكس النتائج التي سعت إليها الرياض.أوضح الكاتب بشير نافع، في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري كرر، في مقابلة مع قناة «سي نيوز» التلفزيونية الفرنسية يوم الاثنين، الأسباب التي أجبرته على اتخاذ مثل هذه الخطوة. سياسة محايدة وقال إن على «حزب الله» أن يتوقف عن التدخل في الصراعات الإقليمية، وأن يقبل سياسة محايدة لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان. ومن وجهة نظر الحريري -وكذلك من وجهة نظر المملكة العربية السعودية وجزء كبير من الجمهور اللبناني- كان الوقت قد حان لوضع حد لتورط «حزب الله» في الحروب الإقليمية ووقف دوره كميليشيا مسلحة وكحزب سياسي في الوقت نفسه. وتابع: بغض النظر عما إذا كانت استقالة الحريري تعبيراً عن تقييمه الخالص للوضع، أو مؤشراً على تحول السياسة السعودية في لبنان والمنطقة ككل؛ فإن الأسباب الحقيقية وراء الاستقالة كان المقصود منها أن تكون إشارة تحذير إلى لبنان. وبعبارة أخرى، بدأت المملكة العربية السعودية -التي تعتبر الحريري «من رعاياها»، والتي تعدّ الداعم الإقليمي الرئيسي لقيادته- نهجاً متعدد الأوجه للتعامل مع التأثير المتزايد لـ «حزب الله» وكذلك مع الميليشيات المسلحة الموالية لإيران والناشطة في دول عربية أخرى. اتفاق سعودي إسرائيلي وأشار الكاتب إلى أن ما يعزز هذه الحملة الاتفاق السعودي- الأميركي على ضرورة الوقوف في وجه «حزب الله»، وترجمة ذلك إلى مجموعة جديدة من العقوبات ضده. وكان هناك أيضاً عدد من التقارير حول اتفاق سعودي- إسرائيلي لتحدي النفوذ الإيراني في المنطقة. غير أنه من المؤكد أنه مهما كان المسعى الإقليمي والدولي كبير، فلن يكون من الممكن تحقيق أي أهداف ملموسة دون وجود جهة محلية لبنانية لمواجهة «حزب الله». والحريري وحزبه السياسي (تيار المستقبل) يمثلان هذه الجهة، وهنا تكمن أهمية المواقف السياسية التي اتخذها الحريري أو قد يعتمدها في المستقبل. وأكد الكاتب أن أهداف استقالة الحريري لم تتحقق قط. وما كان المقصود منه أن يكون إشارة لإعادة المواءمة والتعبئة ضد «حزب الله» وإيران؛ تحوّل إلى شيء مختلف تماماً. ففي غضون ساعات من الاستقالة أثارت دوائر «حزب الله» وحلفائه داخل حزب الرئيس اللبناني (الحركة الوطنية الحرة) شكوكاً في موقف الحريري الصحيح، وتساءلت عن دستورية الاستقالة التي أعلن عنها رئيس الوزراء من الرياض، ودون الاتصال المباشر مع رئيس الجمهورية. وأعلن الرئيس اللبناني ميشال عون مراراً أنه لن يقبل الاستقالة، وأنه سينتظر حتى يعود الحريري ليعلم منه ما إذا كان قد قرر فعلاً الاستقالة عن إرادته الحرة.. حتى حزبه (المستقبل) حثّه على العودة إلى لبنان في أقرب وقت ممكن. ولما كان الغموض يكتنف وجود الحريري في الرياض، فقد برز «حزب الله» كحامٍ للسيادة اللبنانية، على الرغم من انتهاكه لتلك السيادة على مدى عقود. ولم يتردد عون في وصف اعتقال الحريري في الرياض بأنه عمل عدائي. دبلوماسية ناجحة وفي الوقت نفسه -والقول للكاتب- بدأ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، صهر عون والرئيس الحالي للحركة الشعبية، جولة في عدد من العواصم العالمية بما فيها باريس ولندن وبرلين وموسكو. وعلى الرغم من أن باسيل ليس معروفاً عنه أنه عبقري دبلوماسي، فقد حققت جولته تعاطفاً ملموسا للبنان وأثارت انتقادات ضمنية وأخرى صريحة للموقف السعودي. وقد أدان وزير الخارجية الألماني صراحة الطبيعة المتهورة للسياسة السعودية خلال الأشهر الأخيرة، ما أثار أزمة دبلوماسية بين برلين والرياض. وأشار الكاتب إلى أنه، باستثناء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أعربت معظم الدول التي لها مصلحة في استقرار لبنان عن سخط واضح تجاه ما يبدو أنه ليس فقط دولة أجنبية تفرض إرادتها على رئيس وزراء بلد آخر، ولكن أيضاً تقييد حريته وحركته. واختتم الكاتب مقاله بالقول: كان لا بد أن تجري المواجهة مع حزب الله، عاجلاً أو آجلاً؛ لكن المشكلة هي أن شخصاً ما في المملكة العربية السعودية قرر إشعال فتيل تلك المواجهة في أكثر الأوقات غير الملائمة، ثم استمر في إدارتها بطريقة طائشة.;

مشاركة :