قطر تحت وصاية منظمة العمل الدوليـة بسبب العبودية الحديثة

  • 11/12/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قررت منظمة العمل الدولية، في إطار دبلوماسي، تنفيذ القرارات التي أعلنتها فيما يتعلق بحقوق العمال لحفظ الشكاوى الدولية ضد قطر، في إطار ضغوط جديدة تمارس على قطر لوقف «عبوديتها الحديثة» في التعاطي مع العمال الوافدين للمشاركة في بناء منشآت كأس العالم 2022، وذلك في ظل اتهامات مستمرة، ليست بالجديدة، وانتهاكات بحق العمال الأجانب في قطر. في مقابل التزام الدوحة ببرنامج عام شامل تحت إطار «تعاون فني» مدته ثلاث سنوات بين المنظمة وقطر، في وقت أحيت أسرة مهندس لقي حتفه في قطر ملف ابنها مجدداً، حيث تطلب الكشف عن ملابسات وفاته. ويسعى البرنامج إلى تحسين ظروف عمل العمال المهاجرين، وممارسات استقدامهم، وضمان دفع أجورهم في وقتها، وتعزيز معايير تفتيش العمل، والصحة، والسلامة المهنية، وتعزيز الحماية من العمل الإجباري، ومنح العمال صوتاً في المسائل العمالية. ويهدف الإطار إلى إحداث تغيير يحمي حقوق العمال على المدى الطويل تماشياً مع استراتيجية التنمية الوطنية 2017-2022، ولا يُمكن للحكومة القطرية في إطار هذا البرنامج وضع أو تنفيذ أي تشريع أو قانون خاص بالعمال والعمال الأجانب، بما في ذلك القوانين الأخيرة التي وُضعت من جانب وزارة العمل القطرية، إلا بعد موافقة ممثلي المنظمة الدولية، ومصادقتها عليها، في إطار «الوصاية» التي تهدف إلى ضمان التزام الدوحة، بما وقعت عليه مع المنظمة، أو التعرض إلى إحياء الشكاوى ضدها، وتسليط العقوبات المناسبة عليها. يُذكر أن تقارير حقوقية كثيرة تعرضت إلى انتهاكات قطر لحقوق العمالة الأجنبية، ووضعتها في مرتبة «الجرائم ضد الإنسانية»، ما استوجب تنظيم حملات دولية ضد الممارسات القطرية، وصولاً إلى مقاضاتها أمام المنظمات الدولية، وفي طليعتها منظمة العمل الدولية التي انتهت إلى إجبار قطر على القبول «ببرنامج تعاون دولي تشرف عليه المنظمة» يتحقّق من حل مشكلة العمالة الوافدة في قطر وضمان حقوقها. وفاة المهندس وفي مواجهة جديدة لانتهاكات وتجاوزات قطر وإهمالها لملف العمالة الأجنبية، تمسكت أسرة المهندس البريطاني زاك كوكس الذي توفي قبل 10 أشهر، أثناء عمله في الإنشاءات الخاصة بمونديال 2022، بالتعرف على الحقيقة الكاملة لأسباب وفاته، الأمر الذي استجاب له الطب الشرعي في بريطانيا بعد تقدم الأسرة بطلب رسمي لعدم غلق ملف التحقيقات. وتمسكت أسرة «كوكس» بالتعرف على الحقيقة الكاملة. وفى تقرير لها، قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، إن السلطات القطرية ومقاولي البناء متعددي الجنسيات قابلوا جهوداً استمرت 10 أشهر لمعرفة ملابسات مقتل بريطاني أثناء بناء أحد ملاعب استضافة كأس العالم 2022، بصمت مطبق، الأمر الذي أثار غضب واستياء أقاربه. وأضافت الصحيفة إن مهندس الإنشاءات زاك كوكس توفي في يناير بعد أن سقط من ارتفاع 40 متراً بسبب فشل معدات وإجراءات السلامة، وتم إبلاغ أسرته بأن تقريراً يتضمن معلومات مهمة عن ظروف وفاته أصبح متاحاً الآن، ولكنه لم يقدم إليهم أو للطبيب الشرعي البريطاني الذي يحقق في وفاته. وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب الطبيب الشرعي انتقد بشدة الطريقة التي تم بها التعامل مع أسرة كوكس، الأمر الذي يثير تساؤلات حول ما فعلته وزارة الخارجية البريطانية لإجبار السلطات القطرية على شرح أسباب وفاته. ولم تتصل الهيئة المشرفة على كأس العالم، وهي اللجنة العليا للمشاريع والإنشاءات، بالعائلة حول الحادث، كما فشلت شركة «فايفر» الألمانية للبناء، التي تم التعاقد معها لبناء ممرات سقف في الملعب، والتي كان يعمل كوكس عليها، في نقل المعلومات والرد على رسائل البريد الإلكتروني المرسلة من أسرة كوكس. كما لم تتمكن الشرطة البريطانية من الحصول على معلومات من نظام قطر القضائي، الذي وصفته الصحيفة بالغامض وغير الواضح، فضلا عن فشلها في الحصول على معلومات من مجموعة من الشركات المشاركة في العمل، بحسب الصحيفة. وتوفيت زوجة كوكس عام 2015، في حين تسعى شقيقتاها إيلا جوزيف وهازل مايز، لاكتشاف الحقيقة وراء وفاته. ظروف سيئة وقالت إيلا جوزيف لـ الغارديان: «بعد عشرة أشهر، ما زلنا لا نملك رواية رسمية حول سبب وفاة زوج شقيقتنا ومن كان مسؤولاً، كما لم يقدم لأي شخص أي ضمان بأن حادثاً مروعاً من هذا القبيل لن يحدث مرة أخرى». وقالت فيرونيكا هاميلتون-ديلى، الطبيبة الشرعية في حديثها أمام جلسة استماع مبدئية للتحقيق في برايتون: «ثبت أنه من المستحيل تقريباً الحصول على المعلومات، نجد أنفسنا في وضع غير مرض بالمرّة».

مشاركة :