اختتم اليوم الأول لأعمال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع فعالياته بعدة جلسات ساخنة ناقشت موضوعات القوة الناعمة في السياسة الدولية دولة الإمارات نموذجاً، وموضوع العالم العربي مستقبلات متنافسة (سوريا، اليمن، ليبيا، العراق، قطر)، بينما خصص الملتقى جلسة تناولت التحولات في السياسة التركية الخارجية والعلاقات التركية العربية. وحظي موضوع القوة الناعمة بجلسة خاصة في الملتقى تحدثت خلاله معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة ود. ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات عن مفهوم القوة الناعمة وتبني دولة الإمارات لهذا المفهوم. جاذبية الإمارات وفي الجلسة التي قدمها الإعلامي السعودي تركي الدخيل أكدت الكعبي أن جاذبية نموذج دولة الإمارات يعوضها عن محدودية الديمغرافيا والجغرافيا حيث قدمت الدولة نفسها كنموذج عالمي للتنمية والتعايش وسعت لتكريس مقوماتها الاقتصادية والثقافية والإنسانية كدولة منفتحة على الثقافات وهي الجهود التي كرست أخيراً بتشكيل المجلس الأعلى للقوة الناعمة. وأكدت الكعبي، أن قصة الإمارات بشكل عام تستحق التأمل والاهتمام. وقالت: لدينا في الإمارات رسائل إنسانية متسامحة معتدلة واضحة في التعامل مع العالم أجمع. وأضافت إنه في الإمارات نتحدث عن ثقافات متعددة تحت سقف واحد ومتحف اللوفر أبوظبي أكبر دليل على ذلك. واعتبرت معاليها أن مكتسبات القوة الناعمة يجب أن تحمى بالقوة الصلبة وهو ما فعلته الإمارات في مشاركتها في التحالف الدولي للحرب على «داعش» الإرهابي مما يعد شكلاً من أشكال حماية عناصر القوة الناعمة المتمثل في الإسلام المعتدل. وأشارت إلى أن مجلس القوة الناعمة في الإمارات معني بوضع خطط قصيرة وطويلة الأمد تكفل التأثير وقوة الوصول واستثمار النجاحات التي حققتها قطاعات متعددة في الدولة وتحويلها إلى قوة ناعمة. مكونات كبرى من جانبها، تحدثت الكتبي عن أبرز مكونات القوة الناعمة في الإمارات والمتمثلة في كونها النموذج الاتحادي الوحيد الناجح في المنطقة إضافة إلى نجاحها الاقتصادي والحوكمة الرشيدة وانفتاح دولة الإمارات على العولمة ودعم الإسلام الوسطي. وسلطت الكتبي الضوء على المكونات الكبرى للقوة الناعمة الإماراتية والمتمثلة في التعليم وإدارة المعرفة والإعلام الذي ينجح في مخاطبة المتلقي في القرن الـ21 إضافة إلى المكون الثالث وهو التدريب المستدام لنقل المهارات وتنميتها. السياسة التركية وفي جلسة أخرى، ركز المشاركون في الملتقى على التحولات في السياسة التركية تحت عنوان (النار واللهب في الشرق الأوسط تركيا: إحياء أمة أم تراجعها؟)، وألقت الجلسة الضوء على الفجوة بين تركيا والعالم العربي. شيفرة المستقبل عرض الباحث الرئيس التنفيذي لشركة «إيسرتاس» د. مارك عبداللهيان في مداخلته خلال الملتقى نظاماً يعتمد على معالجة البيانات الضخمة المتراكمة على وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت والتفاعلات المختلفة لأي حدث حالي بهدف تفكيك «شيفرة المستقبل».
مشاركة :