قالت معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة: بالثقافة نرسّخ دبلوماسيتنا ونعزز دور وأثر قوتنا الناعمة. وأضافت: نفخر في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتكامل مع جمهورية الصين الشعبية والتواصل الخلاق، الذي يستكشف آفاقاً وفرصاً عديدة تسهم في تعزيز رخاء دولتينا ورفاه شعبينا. جاء ذلك خلال كلمة ألقتها معاليها، خلال ندوة كتاب «شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة» لفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، وحفل افتتاح معرض الكتاب الصيني، وذلك صباح أمس، في منارة السعديات في أبوظبي بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، ومعالي سلطان الجابر وزير دولة، ومعالي وانغ شياوهوي نائب الرئيس التنفيذي لدائرة الإعلان والترويج للحزب الشيوعي الصيني- اللجنة المركزية، وني جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، والدكتور علي بن تميم مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، وحشد من كبار المسؤولين. علاقة وثيقة وقالت معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة: تربطنا بالصين علاقات وثيقة لا في المجال السياسي الدبلوماسي والاقتصادي والتجاري فقط، بل بالعلاقات التاريخية عبر طريق الحرير القديم. وأوضحت: أعطى طريق الحرير للعرب والمسلمين دور الوسيط والشريك الحضاري بين الصين والعالم، وأسهم،على سبيل المثال، في استفادة العالم من صناعة الحبر الذي اكتشفه الصينيون منذ العام 2500 قبل الميلاد. وتابعت: كان للصين فضل تعليم العالم وحفظ تراثه والارتقاء بمعارفه المكتوبة. وأضافت معاليها: تَعدُّ جمهورية الصين الشعبية، منذ بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في نوفمبر 1984، دولةَ الإمارات شريكاً استراتيجياً أساسياً، سياسياً واقتصادياً وثقافياً في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وقالت: هنا، من منارة السعديات، على مقربة من متحف اللوفر أبوظبي، العلامة الثقافية العالمية الفارقة، في تاريخنا المعرفي الحديث، وعلى أبواب تحولنا إلى اقتصاد المعرفة..نتابع ترسيخ هذه الشراكة. انسجام وحول الأسبوع الإماراتي الصيني الذي يفتتح صباح غدٍ الثلاثاء، أوضحت الكعبي أنه ليس أدل على هذا الانسجام العميق في مُخرجات التنمية المعرفية والثقافية، ومُمكّنات الرفاه والسعادة لشعبينا، من المعرض الإماراتي الصيني الذي يترجم التلاقي الثقافي بجميع تجلياته، المعرفية والثقافية والتراثية. وأضافت: هنا يقف الفنان التشكيلي الإماراتي إلى جانب الصيني ليبدعا معاً الخلق الفني الذي يعكس متانة الشعور المشترك بالانتماء إلى الإنسانية، وعراقة الحس الحضاري الذي تتوجه قيم التسامح والانفتاح واحترام ثقافة الآخر ومعتقداته. وتابعت: كيف لا يكون ذلك في ظل احتفائنا المشترك بعناصر ثقافتنا الوطنية، وتراثنا المادي والمعنوي، وفنوننا، من نشر وتأليف، وحرف يدوية وأزياء وفنون شعبية، وصناعة سينما وتشكيل. دور واختتمت معاليها بالتأكيد على أنّ للثقافة ووزارتيها في كلٍ من البلدين، الدور الكبير في ترجمة استعداد الدولتين للارتقاء بالوعي المجتمعي لدى الشعبين الإماراتي والصيني بضرورة التواصل العميق ثقافياً ومعرفياً. وقالت: يأتي هذا بعدما شهدنا الإنجاز الكبير بمجالات السياسة والتجارة والسياحة والاقتصاد، فبالثقافة نلتقي لنكمل مسيرة شراكتنا الاستراتيجية في جميع المجالات، بكل كتاب نترجمه من العربية إلى الصينية وبالعكس، وأضافت: وبكل فيلم وكل عمل فني وكل ملتقى حواري يعزز قيم انفتاحنا ويضيف إلى تلاقينا بُعداً جديداً نحو استشراف مستقبل أفضل للإنسانية جمعاء. شراكة ومن جهته، أكد وانغ شياوهوي، أن الإمارات شريك مهم للصين، وقال: نتطلع من خلال هذه الشراكة إلى المستقبل بما فيه تقدم الدولتين وبناء لرابطة المصالح من خلال نشر الكتب والدافع للبناء الحضاري وتعزيز الصداقة التقليدية. وقال: يعد كتاب «شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة» لرئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، حثاً للشعب للمثابرة على تنمية الأفكار، والدفع في قضية السلام. وأضاف: حظي الكتاب باهتمام واسع، ولقي إقبالاً من قراء الإمارات، ما ساعدهم على فهم الصين، وهو ما يخدم التواصل البشري، ويسهم في توطيد الصداقات. وأشار إلى أن الكتاب في مجلده الثاني الذي يغطي الفترة الزمنية من 2014 إلى 2017 قد طبع بـ 20 لغة بأكثر من 160 دولة، ولاقى اهتماماً كبيراً في العالم من الأصدقاء الذين لديهم رغبة لفهم أفكار حول الاشتراكية والانفتاح لحضارة عمرها أكثر من 5 آلاف عام. وأوضح: أكد الرئيس شي جين بينغ، أن أعظم حلم هو الحلم الصيني، وسعادة الشعب وتحقيق حلمه هو مبدأ. واستطرد: عكس الكتاب حوكمة الدولة بشكل متمركز منذ المؤتمر الثاني، وقاد في تحقيق إنجازاته ودخلت بهذا الاشتراكية عصراً جديداً. وقال شياوهوي: يبين الكتاب كيفية تطور الاشتراكية على أساس إنجاز بناء الدولة الحديثة، في عناصر بناء التخطيط الشمولي الاستراتيجي وحوكمة الدولة. وأضاف: بناءً على سؤال ماذا نفعل؟ طرح الرئيس شي جين بينغ سلسلة من الأفكار وأكد بناء رابطة المصير بالسلم الدائم والنظافة والجمال وبناء علاقات دولية جديدة، وبناء اقتصاد عالمي منفتح، تسجل هذه الأمور المهمة التأثير في البشرية، وتخلق مستقبلاً أفضل للبشرية، ما يلاقي إقبالاً في المجتمع الدولي. علاقة متميزة وبدوره، أشاد ني جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، بالعلاقة المميزة بين الإمارات والصين، وقال: نتطلع إلى مستقبل مميز في العلاقات بين الجانبين. وقال: يبين كتاب «شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة» مسيرة تشكيل فكر الرئيس الصيني شي جين بينغ حول الاشتراكية وحكمة وخطة الصين وتحقيق السلام وأهداف التنمية بناء على الفرص الاستراتيجية. وأشار إلى أن الكتاب يتميز بالعمق والحيوية. ندوة حول الكتاب وفي ندوة حول كتاب الرئيس الصيني «شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة» تحدث من الجانب الإماراتي عمر البيطار، سفير دولة الإمارات الأسبق في جمهورية الصين الشعبية، وخليفة الطنيجي، مستشار ومتخصص في الشؤون الصينية، وسعيد حمدان مدير إدارة النشر- دائرة السياحة والثقافة، ومن الجانب الصيني الناشر أحمد محمد السيد، وشو بو، مدير عام ورئيس تحرير دار نشر اللغات الأجنبية، والأديب والناشر حسين إسماعيل حسين. وأشار البيطار إلى أن الكتاب يعرف بالهوايات التي يمارسها الرئيس شي جين بينغ، ومنها المطالعة والسباحة ولعب كرة القدم والسلة والتنس، إلى جانب كونه مفكراً متميزاً، كما استعرض البيطار تاريخ الصين الحديث بدءاً من عهد ماو تسي تونغ لغاية تحقيقها ما وصلت إليه الآن. الصين معجزة وفضل خليفة الطنيجي أن يتحدث في الندوة بالصينية، مشيراً إلى أن ما حققته الصين من إنجازات كبيرة. ولفت إلى العلاقة الوثيقة بينها وبين الإمارات لوقوعها عبر طريق الحرير الطويل. وبدوره، قال سعيد حمدان: كل ما يحيط بنا في العالم كله جزء كبير منه مصنوع في الصين، لهذا فالصين معجزة حقيقية، وذكر: لكن كيف وصلت من الصين، كيف أصبحت ضرورة كونها أكبر مصدر في العالم، وثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر وأضخم دولة من حيث السكان ومن حيث المساحة. وأوضح: كل هذه القضايا وغيرها يناقشها الرئيس الصيني في كتابه «حول الحكم والإدارة»، وأضاف: يتحدث الرئيس شي جين بينغ عن الصين في الداخل ومشاريعها وعلاقتها في العالم كيف يفكر الرئيس وكيف يدير هذه الدولة العظمى. وقال: إنها رحلة تاريخية ولحظة تاريخية نتعرف عن قرب في هذا الكتاب عن الاشتراكية، ولكن تختلف عن الاشتراكية التي عايشناها في المراحل ذات الخصائص الصينية. وقال أحمد محمد السيد: يعرف الكتاب بقيادة الصين ويفسر أهميتها ومستقبلها، وإلى أين تتجه. وأشار حسين إسماعيل إلى ترجمة الكتاب إلى لغات أخرى مع الحفاظ على عمقه، واستشهد بالكثير من العبارات التي جاءت في الكتاب في جزأيه، واستعراضه حياة الصينيين في الداخل وعلاقتهم بدول الجوار، بينما بيّن شو بو الجهد الذي استلزمه ترجمة الكتاب من قبل عدد من المترجمين الصينيين، لأن «شي» استخدم الكثير من الكلمات الصينية التقليدية. معرض الكتب أقيم في منارة السعديات معرض للكتب الصينية، منها ما هو باللغة الصينية، ومنها ما هو مترجم للغة العربية وللغات أخرى، ويقام هذا المعرض بالتزامن مع معرض آخر للكتب الصينية في مكتبة جرير في أبوظبي، ومكتبة المقهى في دبي.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :