مسميات تناقض الواقع

  • 11/13/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بحث مخصص الدخول والأرشيفنسخة الجوالal - watanالرئيسيةالسياسةالمحلياتالاقتصادالثقافةالرياضةحياة الوطنيكتب لكمنقاشاترؤية 2030PDF آخر تحديث: الإثنين 13 نوفمبر 2017, 0:31 ص نقاشات مسميات تناقض الواقع نايف الفيفي 2017-11-12 10:45 PM انطلاقا من مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة بدلا من ذوي الإعاقة، وبعدها انقلبت الاحتياجات إلى القدرات ليليها تحول عبارة الخاصة إلى الخارقة ومرورا بالكثير من الألقاب والمسميات، إلى أن وصلنا لذوي الهمم العالية، وما زالت مسيرة الألقاب والمسميات مستمرة لتكون سلسلة من المفردات المفتقرة للمضمون الفعلي والمستفزة أحيانا، ولتتضح الصورة أكثر، مشكلتي ليست مع الألقاب التي قد تصيب الواقع غالبا، بل هي في من يطلقها ويتغنى بها ويبالغ في الاهتمام بها وهو غير مقتنع بما ترمي إليه. فأنا كمعاق بصريا لا أرى أن في مسمى ذوي الإعاقة بأسا لو تمت معاملتي كشخص بإعاقة واحدة، وليس وكأني عاجز عن كل شيء، وبلا أي مواهب أو قدرات، بل إن البأس كل البأس في من يرفض التعامل بهذا المسمى ويستبدله بذوي القدرات الخاصة والخارقة، وتعامله يبين عدم إيمانه حتى بقدرتي على إنجاز أشياء بسيطة وليس للإعاقة البصرية بها أي تأثير. وللتعمق في هذه النقطة أكثر بقصد التوضيح، يدرس أغلب المعاقين المواد العلمية إلى أن يتجاوز الصف الأول ثانوي، وبعدها يجبر على تكملة دراسته في المسار الأدبي بحجة صعوبة المواد العلمية عليه، وكأنه لم تسبق له دراستها اعتمادا على قرارات شخصية ووجهات نظر خاصة تفتقر لما يثبتها من أبحاث ودراسات، أو حتى فرص يستطيع خلالها إثبات جدارته في هذه المواد أو يقتنع بصعوبتها عليه ويبدأ بالتفكير في غيرها. ومن هذا المنطلق يتم تحديد مجالات قليلة، وغالبها متواضعة لدراسة الجامعة مع قدر كافٍ من العقد والمصاعب التي سيواجهها خلال مسيرته التعليمية، من مبانٍ غير مهيأة وخدمات ناقصة ووعي محدود بقدراته واحتياجاته، لينتهي به الأمر للانضمام لقائمة العاطلين عن العمل، رغم أنه جامعي المستوى التعليمي وعالي المعدل الدراسي، والحصول على وظيفة له يعد من أصعب ما قد يواجهه، بالرغم من أنه من ذوي القدرات الخاصة والخارقة! ولو اطلعنا على كافة القطاعات والجهات سنجد أن هذه الفئة منسية وكأنها غير متواجدة في المجتمع، لتبقى عبارة الفئة الغالية على قلوبنا مجرد عبارة تردد في المناسبات الإنسانية، والفعاليات الاجتماعية مفتقرة للكثير من المصداقية، بدليل التهميش والتناسي الذي يعم ذوي الإعاقة في معظم الجهات المهمة! ولو ألقينا نظرة على الندوات والمحاضرات التي تناقش وتتحدث عن حقوق أفراد هذه الفئة سنرى أن الألقاب تأخذ الجزء الأكبر والأهم مما يتم طرحه والتحدث عنه. والسؤال هنا: هل الاسم أكثر أهمية من المسمى؟ أم أن قضايا ذوي الإعاقة قد نُظر إليها بعين الاعتبار وقد أزيلت كل العقبات والمشاكل ولم يبق غير الألقاب والمسميات لتُناقش وتسلّط عليها أضواء الاهتمام؟! أحب أن أقول إنه من الواجب علينا أن نفهم مضمون تلك الألقاب، وأن نعمل بذلك المضمون قبل أن نـحولها من مُشجِّعة إلى مستفزة بتكرارها في بيئة تتناقض مع معانيها والمبالغة في الاهتمام بها وإهمال ما هو أهم منها. أخيرا أقول لكل معاق ومعاقة أيا كانت إعاقتهم رسالة مقتضاها: لا تهتموا كثيرا بالبحث عن الفرص المتاحة، بل اجعلوا اهتمامكم بما تهوون وما يتوافق مع ميولكم وقدراتكم التي لا يعرفها حقا غيركم، وكونوا واثقين بأن من سيحكم عليكم بالعجز وينكر قدرتكم على الإنجاز بالمجال الذي تحبون في بداية طريقكم سيكونون أول المصفقين لإبداعاتكم، وسيقفون احتراما واعتزازا بكم عند أول نجاح ستحققونه في ذلك المجال مهما كان بسيطا. وتجاهلوا كل ما قد يستفزكم أو يؤذي مشاعركم، وتذكروا دائما أن معظم ما تعاني منه من تهميش لقدراتكم والحكم عليكم بما لا يتوافق مع حقيقة واقعكم، ليس إلا نتيجة لجهل وقلة للوعي بكل ما يخصكم، فحاولوا أن تغيروا المعطيات ببناء أنفسكم كما ترون وكما تحبون، لتتغير النتيجة وتصبح بيئة مجتمعنا أفضل وأكثر ملاءمة لنا ولمستوى أحلامنا وتطلعاتنا.

مشاركة :