قبيلي-أو-خضيري---إنما-هو-الإنسان-(2-من-2-)

  • 9/13/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

فأجابه الضحيان: لست ممن يتشدق بالمثاليات ويراوغ في الإجابات وأقول الحق إنني لن أزوجه أو أتزوج منه لا لقناعتي بسخافة التمييز الطبقي بين بني آدم، بل خضوعاً للمواصفات الاجتماعية. ومن المعلوم في علم الاجتماع أن العادات والتقاليد لا تحل بالحلول الثورية كأنْ يضحي واحد أو عشرة بمخالفتها، بل تغيير العادات يحتاج إلى خطوات. (انتهى) وحقيقة لا أدّعي فهمي بعلم الاجتماع، ولكنني أعرف معنى التضحية ومعنى الثورية، وعلى ما يبدو أن فهمنا لهما مختلف، فأن يتزوج قبيلي من خضيرية أو العكس ليس تضحية وليس ثورة فما الذي سيخسره الدكتور يا ترى إن تزوجت ابنته من خضيري أو العكس؟ ببساطة إن أقصى ما يمكن أن يحدث أن بعضهم لن يتزوج منه أو من عائلته الصغيرة بسبب ذلك، وهذا الأمر يحدث فعلاً بإرادته؛ لأنه لا يزوج ابنته لخضيري فهو سيفقد جماعة، وسيكسب جماعة أخرى، أي أن الأمر سيان، علماً أنها ليست خسارة، فالطرف الرافض لا يناسب تفكيره. ثم كيف يكتب الدكتور مقالة رائعة يفند فيها العنصرية ويبرئ الدين منها ثم يريد من غيره أن يقرع الجرس؟ بعد ذلك استرسل الدكتور قائلاً: «أما القفز على المواصفات الاجتماعية فهو قفز في الظلام، لأن العادات والتقاليد لا تمس فرداً بعينه، بل تمس مجموعة من الناس (الرجل والمرأة وأسرتيهما)، ومن الخطأ أن تفكر وتنفذ نيابة عن المرأة والأسرة؛ لأن الضرر يتعدى المضحي إلى المحيطين به، وليس مطلوباً أن يكون الكاتب كبش فداء في قضية خاسرة لم يتهيأ لها المجتمع، ويكفى الكاتب أن يسهم مساهمة صغيرة في نشر الوعي. وكثير من الإخوة ممن يسمون «الخضيري» يمارسون العنصرية ضد الطبقة الثالثة، وهي طبقة ذوي البشرة السوداء، فهم لا يتزوجون منهم ولا يزوِّجونهم، إذنْ المشكلة عامة في المجتمع، وليست خاصة بطبقة واحدة، ومهمتنا إذ لا نملك حلاً سحرياً لهذه المشكلة أن نساهم في نشر الوعي لعل جيلاً قادماً يكون لديه الحل الحقيقي». الدكتور يعتبر أن من الخطأ أن تفكر نيابة عن المرأة والأسرة. حسناً يا دكتور إذا أرادت ابنتك الزواج بخضيري فهل ستفكر أنت عنها؟ لا أحد يفكر عن أحد فاتركوها مفتوحة ما دامت لا تمس الدين. ثم ينتقد ما يسمون «الخضيري» لعدم تزويجهم السود مطالباً بنشر الوعي، وهو تهرب من ممارسة حق طبيعي بمنح الفتاة أو الشاب حقهم في الاختيار من دون وصاية أو تدخل أو قمع، فهذا هو الحل الحقيقي. بينما السالم قال بعد مقدمته الساخطة والرافضة لهذه التفرقة: لكنني لا أزوج خضيرياً ما دام القضاء الشرعي السلفي سيمنعني من ذلك. فمفهوم التزويج أن يتقدم الخاطب للأهل وتوافق البنت بموافقة الأهل وبناتنا مسكينات غافلات، لا يدركن الحياة ورأيهن تبع لرأي أهلهن. فبهذه الحالة لا أملك الحق في توجيه رأي ابنتي في رأي قد تلومني فيه. وزاد: «الفقه السلفي هو من أصّل ورسّخ هذا المفهوم الجاهلي.. فماذا إن أقيمت دعوى بعد مماتي وفرق القضاءُ الشرعي بينهما وشتت أولادهما؟ وبصراحة السالم كتب مقالة جميلة إلا أنه لم يستمر على مواقفه (مع عدم قناعتي قطعاً بوصفه بناتنا بمسكينات غافلات). فإذا كان يؤمن بما يقول يجب ألا يجد أعذاراً لنفسه، فكل الذين يرفضون يخترعون المبررات. فهو التجأ إلى العذر نفسه الذي يرفض المتعصبون من أجله أن يزوجوا بناتهم إلى من يعتبرونه «خضيرياً». مع الإشارة إلى أن تخوفه من أن تقام دعوى بعد مماته ويفرق القضاء الشرعي بينهما احتمال بعيد جداً، وليس وجود حالات حدثت بمقياس لكثرتها بل بالعكس الحالات قليلة وأحدثت ضجة لندرتها. أعتقد بأن الإيمان بمبدأ هو بالإصرار عليه والدفاع عنه، أما أن نكتب مقالات هلامية تصنع منا نجوماً مزيفة (مع احترامي للأخوين الكاتبين ) ونتراجع عنها قبل أن تنتهي المقالة فإنه لا يخدم القضية بل يرسّخ تحفظات المتعصبين تجاهها. ختاماً، أود التنبيه إلى أن إصدار قانون تجريمي لكل من يرفض الزواج بسبب النسب أياً كان أصبح ضرورياً، نعم من حق كل أسرة أن ترفض أو تقبل من تريد لكن ليس من حقها أن تبرر بسبب عنصري غير موجود في الشرع أو القوانين الدولية بل في قواميس أساطير الأولين، وتلك حضارة سادت وبادت، فنحن، يا سادتي، في القرن الـ21.

مشاركة :