عودة الحريري قد تفتح الباب لحوار حول امتدادات سلاح «حزب الله»

  • 11/14/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

فتحت تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، مساء أول من أمس، الباب على البحث عن تسوية للأزمة السياسية في لبنان، تكرس مبدأ حياد لبنان عن الأزمات في المنطقة، وإخضاع سلاح «حزب الله» لحوار داخلي يستضيفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وسط دعوة رئيس البرلمان نبيه بري إلى عودة الحريري عن استقالته. وتركت مقابلة الحريري التلفزيونية مساء الأحد، انطباعات إيجابية في الوسط السياسي، تلقفها الرئيس عون بالقول: «سررت بإعلان الرئيس الحريري عن قرب عودته إلى لبنان، وعندها سنطّلع منه على كافة الظروف والمواضيع والهواجس التي تحتاج إلى معالجة»، كما توقف الرئيس عون عند ما أعلنه الرئيس الحريري من أن التسوية السياسية لا تزال قائمة، وأن مسألة عودته عن الاستقالة واردة من ضمن خياراته.وكان الحريري ربط العودة عن الاستقالة بـ«احترام سياسة النأي بالنفس». وربطت مصادر قريبة من رئيس الجمهورية البحث في شكل أي تسوية: «بعودة الحريري أولاً»، بحسب ما قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدة أنه «قبل عودة الحريري إلى بيروت والبحث في استقالته والبتّ بها، لا مجال لأي بحث آخر، لا طاولة حوار ولا غيرها»، مشيرة إلى أن الاقتراحات عن تسوية «لا تزال ضمن إطار التحليل والاجتهاد والآراء، قبل البت باستقالة الحريري».لكن موقف الداعين إلى طاولة حوار، يلتقي بالمبدأ مع موقف رئيس الجمهورية حول ضرورة حضور الحريري ومشاركته في طاولة الحوار. وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب عقاب صقر لـ«الشرق الأوسط»: «إننا على يقين أن طاولة الحوار لا تعقد إلا بعد عودة الحريري الوشيكة، ولا حوار من دونه»، مشدداً على أنه «لا مجال للتعايش مع السلاح بالشكل السابق، ولا حكومة تقبل بأن يبقى السلاح متفلت».وأوضح صقر، أنه لا حل للأزمة، إلا بالعودة السريعة لطاولة حوار تبحث الوظيفة العسكرية والأمنية الإقليمية لـ«حزب الله»، والبعدين الأمني والعسكري في الدول العربية والخليج، وخصوصاً باليمن، وتبحث أضرار استخدام السلاح في الداخل خارج إطار المقاومة بشكل يسيء إلى لبنان، ويهدد الأمن الاقتصادي والاجتماعي والسلم الأهلي».وقال صقر: «إننا أمام تسوية جديدة؛ كون التسوية الماضية، انتهت. اليوم عنوان التسوية يتمثل برفض السلاح الخارج عن الشرعية، ولا مكان نهائياً له خارج الحدود اللبنانية؛ كون السلاح في اليمن بات يهدد أراضي السعودية»، مؤكداً أنه «لدينا مسؤولية تجاه السلم الأهلي في الدول العربية وسلامة أراضيها، كما ندعو للحوار والسلم الأهلي في لبنان». وتوقف البحث على طاولة الحوار اللبنانية قبل سنوات عند مناقشة الاستراتيجية الدفاعية.وشدد صقر، على أن «الرسالة للحزب الآن أنه يجب أن يتوقف عن التدخل بالأمن العربي، وعليه أن يُفهم إيران أن ورقتها بتهديد الأمن العربي بسلاح الحزب، انتهت صلاحيتها». وأكد صقر، أن «لبنان أكبر من مصالح كل فريق الصغيرة، وأصغر من أن يتحمل استراتيجية عسكرية إيرانية لمواجهة العالم العربي، ونحن غير قادرين على أن نكون رأس حربة في مواجهة العالم العربي، ولا يمكن أن يتحول لبنان إلى منصة إطلاق صواريخ على الدول العربية». وأكد أن الحزب «معني ببحث وضعه مع إيران وترتيب أوراقه». وأضاف: «بعد تلميحاته إلى قرب انسحابه من سوريا والعراق بعد انتهاء المعارك، يجب أن ينسحب من التدخل في اليمن، ويتخذ موقفاً نهائياً من خلاياه الأمنية في دول عربية»، مشدداً على أننا نحتاج إلى طاولة حوار كون العالم كما الدول العربية «لا يقبل ضمانات وشيكات بلا رصيد، وعلينا وضع سقف زمني لهذه القضية الشائكة كي نجنب لبنان عقوبات بدأت بعقوبات اقتصادية أميركية، ونخشى عقوبات أخرى»، مؤكداً أنها «صرخة الحريري في الصدمة الإيجابية التي آثارها باستقالته».وكان الحريري أكد في مقابلته التلفزيونية، أنه «يجب أن يحصل حوار بشأن سلاح (حزب الله)، وهذا أمر يقع على عاتق رئيس الجمهورية». وارتفعت الدعوات لتكريس النأي بالنفس؛ إذ أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنه «ما زال من الممكن إنقاذ التسوية السياسية إذا التزمت الحكومة فعلياً وعملياً بسياسة النأي بالنفس، خصوصاً لجهة سحب (حزب الله) من سوريا، ومن أزمات المنطقة».من جهته، اعتبر رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميل، أن «التسوية القديمة سلمت البلد وقراره إلى الآخرين، لذلك وصلنا إلى المأزق، ونحن بحاجة لتسوية جديدة، والمطلوب اليوم حل نهائي بنيوي للأزمة السياسية ولطريقة إدارة البلد».وقال الجميل في مؤتمر صحافي: «لن نقول إننا سننزع سلاح (حزب الله) غدا، إنما يجب وضع خريطة طريق لتسليم السلاح واستعادة الدولة سيادتها، والأولوية للملف اللبناني لا الإقليمي، ونتمنى لبننة الخطاب ووضع الأولوية القصوى لكيفية بناء الدولة القوية». وشدد الجميل: «إننا لا نريد رهانا على سلاح هنا أو هناك، إنما على دولة قوية، وجيش قوي، ومسؤولين أولويتهم هي مستقبل البلد»، مطالباً «بوضع مشكلاتنا على الطاولة بشكل واضح، مع معايير بناء الدولة واحترام الدستور ومواعيده، ونلتزم الحياد، ونسترد استقلالنا وسيادتنا»، مؤكدا أنه «حان الوقت لنستفيد من الأزمة ونحل للمرة الأخيرة مشكلاتنا، ونضع القطار على السكة الصحيحة». وتمنى الجميل «أن يكون كلام الحريري عن تسوية حلا بنيويا»، معربا عن استعداده «لنكون إيجابيين إلى أقصى الحدود».

مشاركة :