تحت عنوان،"روسيا بلا نفط أو غاز: كيف نعيد بناء الاقتصاد"، كتب في "موسكوفسكي كومسوموليتس" اليوم الثلاثاء، سيرغي غلازييف، مستشار الرئيس الروسي لشؤون التكامل الاقتصادي في الأقاليم. وجاء في مقال الأكاديمي غلازييف، أستاذ العلوم الاقتصادية بأكاديمية العلوم الروسية، أن كثيرين كانوا يعتقدون، حتى عهد قريب، بأن "نهاية التاريخ" قد حلت وأن جميع البلدان ستتبع طريق الولايات المتحدة الأمريكية. وأما الآن، فقد بات واضحا أن النظام الاقتصادي العالمي الليبرالي، القائم على مسألة المال، أثبت عدم اتساقه وقابليته للبقاء. وقد بينت تجربة القرنين العشرين والحادي والعشرين أن تحقيق "معجزة اقتصادية" لا يمكن أن يتم بمعزل عن مشاركة نشطة من قبل الدولة. وأبرز مثال على السياسة الاقتصادية العقلانية للدولة نراه في الصين. وعلى خطى الصين، تسير اليوم الهند وبلدان الهند الصينية. فهنا، في الشرق، اليوم، يتم وضع ملامح عالم المستقبل، يتم إنشاء نظام عالمي جديد. وإذا أرادت روسيا الانتقال إلى الصدارة، فإنها تحتاج إلى الاندماج في هذا النظام الجديد، الذي لا تملي فيه الولايات المتحدة شروطها، إنما الصين. ومن أجل ذلك، تحتاج روسيا إلى استراتيجية إنمائية تقوم على نظام متكامل، ينبني على تركيبة السوق مع تنظيم الدولة للاقتصاد. ولكي لا يتم تهميش روسيا- يقول غلازييف- حان الوقت للابتعاد عن نموذج الاقتصاد القائم على المواد الخام. فمن الضروري الانتقال من مرحلة تصدير المواد الخام إلى معالجة متكاملة وعميقة لها وتصدير منتجاتها. ولكن إعادة تأهيل الاقتصاد في هذا الاتجاه تتطلب استثمارات كبيرة، ولا يمكن لأحد سوى الدولة أن يوفر متطلبات ذلك. والشيء الأهم هو أننا بحاجة إلى إرادة سياسية. فلإجراء إصلاحات جذرية، لا بد من الابتعاد عن السياسات الليبرالية التي تضع البلد في حالة تبعية.
مشاركة :