أنقرة - قالت تركيا الثلاثاء إنها مصدومة بسبب موقف وزارة الدفاع الأميركية من اتفاق بين وحدات حماية الشعب السورية الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية على انسحاب متشددي التنظيم من مدينة الرقة. وكان متحدث باسم وحدات حماية الشعب قال الشهر الماضي إن المقاتلين السوريين في صفوف الدولة الإسلامية سيخرجون من الرقة بموجب انسحاب جرى الاتفاق بشأنه مع فصائل سورية مدعومة من الولايات المتحدة. وذكر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن نحو أربعة آلاف من متشددي التنظيم بما في ذلك مئات المقاتلين الأجانب جرى إجلاؤهم من الرقة في إطار الاتفاق وانتشروا في سوريا وصولا إلى تركيا. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "إن رؤية البيانات الصادرة عن المتحدثين باسم التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية وعدم نفي وزارة الدفاع الأميركية لوجود الاتفاق المعني بل على العكس قالوا إنهم ’يحترمونه’ أمر يبعث على الصدمة". وثار غضب تركيا من واشنطن بسبب الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب التي ترى فيها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يحارب الدولة التركية منذ عقود وتصفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنه جماعة إرهابية. وأشارت الوزارة التركية إلى أن انسحاب متشددي الدولة الإسلامية من الرقة "مزعج بشدة" وتطور "تجدر ملاحظته". وأضافت "صار الاتفاق المعني مثالا على أنه إذا دارت المعركة مع تنظيم إرهابي فإن تلك التنظيمات الإرهابية ستتعاون مع بعضها البعض في نهاية المطاف". وبعد سقوط الرقة في أيدي قوات سوريا الديمقراطية في أكتوبر/تشرين الأول أعلن الجيش السوري النصر على الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي وقال إن سيطرته على مدينة البوكمال، آخر معقل للتنظيم المتشدد في البلاد، تعني انهيار حكمه الذي بدأ قبل ثلاث سنوات في المنطقة. إقرار باحتمال حصول الصفقة واقرّ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الجهاديين في سوريا والعراق الثلاثاء بـ"امكانية" ان يكون مقاتلون اجانب قد تمكنوا من الهرب وسط المدنيين من مدينة الرقة السورية قبيل تحريرها من تنظيم الدولة الاسلامية. وكانت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من التحالف اعلنت أنه تم إجلاء نحو 3 آلاف مدني من المدينة في 14 تشرين الاول/اكتوبر بموجب اتفاق تم التوصل اليه بين المجلس المدني في الرقة ومقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية، قبيل أيام من إعلان تحرير المدينة. وقال التحالف في ذلك الوقت إنه "مُصّر جدا" على عدم السماح للمقاتلين الاجانب في التنظيم الجهادي المتطرف بمغادرة الرقة، لكن شبكة "بي بي سي" البريطانية ذكرت الاثنين أن المئات من مقاتلي التنظيم، بينهم أجانب، غادروا الرقة بأسلحتهم وذخائرهم في قافلة ضخمة في 12 تشرن الاول/اكتوبر. وقال الكولونيل رايان ديلون الناطق باسم التحالف للصحافيين "من بين 3500 مدني خرجوا من الرقة في ذلك الوقت، هناك تقريبا أقل من 300 شخص تم فحصهم وتعريفهم كمقاتلين محتملين" لتنظيم الدولة الإسلامية. واضاف انه "خلال عملية الفحص، تم التعرف على اربعة مقاتلين اجانب واعتقلتهم قوات سوريا الديموقراطية". وأشار ديلون إلى ان التحالف اتفق مع هذه القوات على التحقق من صور وبصمات كل الرجال في سن القتال لمنع الجهاديين المعروفين من الهرب، لكنه أوضح "لا يمكنني التأكيد بنسبة 100 بالمئة أنه تم التعرف على كل جهادي خرج من الرقة". وأضاف "ان احتمال ان يكون بعض هؤلاء المقاتلين قد تمكنوا من التسلل كمدنيين أو كمقاتلين محليين امر وارد". ونوّه ديلون إلى أن طائرات التحالف المسيّرة راقبت القافلة بعد مغادرتها الرقة، لكن القرار اتخذ بعدم ضربها بسبب وجود مدنيين في صفوفها.
مشاركة :