أحكم الجيش في زيمبابوي سيطرته على البلاد، أمس، فيما قال الرئيس، روبرت موغابي، الذي يحكم البلاد منذ 37 عاماً، إنه «قيد الإقامة الجبرية»، على الرغم من نفي جنرالات الجيش القيام بانقلاب عسكري. وتراجعت سلطة موغابي (93 عاماً) بعد أن انتشر الجيش في الطرق المؤدية إلى البرلمان في هراري، وتلا ضباط كبار من التلفزيون الحكومي بياناً إلى الأمة. وقال الجنرال سيبوسيوي مويو، من داخل الاستوديو وقد جلس بجانبه ضابط آخر، إن «هذا ليس انقلاباً عسكرياً على الحكومة»، مضيفاً «نود أن نطمئن الأمة إلى أن الرئيس وأسرته بخير وأمان، وسلامتهما محفوظة». وأكد البيان العسكري أن ما يقوم به الجيش مجرد «استهداف للمجرمين المحيطين» بالرئيس، الممسك بزمام السلطة منذ 37 عاماً، مشيراً إلى أنه «حالما تُنجز مهمتنا نتوقع عودة الوضع إلى طبيعته». بدوره، أكد رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، أحد أبرز حلفاء موغابي، أنه تحدث إلى الزعيم التسعيني عبر الهاتف. وقالت حكومة جنوب إفريقيا، في بيان، إن زوما تحدث إلى موغابي «الذي ألمح إلى أنه قيد الإقامة الجبرية في منزله، لكنه قال إنه بخير». وعبّر الاتحاد الأوروبي عن «قلقه» إزاء تطورات الأحداث في زيمبابوي، ودعا الأطراف المعنية إلى الانتقال من المواجهة للحوار بهدف التوصل لحل سلمي للأزمة. من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إلى عدم اللجوء للعنف في الأزمة، وقال جونسون «أعتقد أن أهم نقطة أن الكل يريد رؤية زيمبابوي مستقرة وناجحة». وخرج التوتر بين الرئيس والجيش، الذي طالما كان حجر الزاوية في نظامه، إلى العلن في الأيام القليلة الماضية. واتهم حزب «زانو - بي إف» الحاكم، أول من أمس، قائد الجيش، الجنرال كونستانتينو شيونغا، «بالخيانة» بعد أن انتقد موغابي لإقالته نائب الرئيس، ايميرسون منانغاغوا. وإزاحة منانغاغوا أفسحت الطريق أمام زوجة موغابي غريس (52 عاماً) لتكون الرئيسة المقبلة، وهو ما يعارضه بشدة ضباط كبار في الجيش.
مشاركة :