دمشق، موسكو، أنقرة - وكالات - كثف النظام السوري قصفه مناطق الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق، رغم أنها مشمولة باتفاق مناطق «خفض التصعيد»، ما أدى إلى سقوط ضحايا وإتلاف كميات كبيرة من المساعدات التي دخلت المناطق المحاصرة قبل أيام. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن حدة المعارك تصاعدت منذ صباح أمس بين قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها وبين قوات «حركة أحرار الشام» المعارضة في غوطة دمشق الشرقية. وأشار إلى أن قوات النظام استهدفت مدن وبلدات الغوطة الشرقية بنحو 550 غارة وقذيفة مدفعية وصاروخاً منذ يوم الثلاثاء الماضي، تسببت في وقوع نحو 110 بين قتيل وجريح بصفوف المدنيين. واضاف ان تصاعد وتيرة المعارك، أمس، ترافق مع قصف مكثف على مناطق في مدينة حرستا ومحاور القتال بين الجانبين، مؤكداً أن طائرات النظام الحربية استهدفت مدينة حرستا بست غارات على الاقل بالتزامن مع استهداف مدينة عربين التي يسيطر عليها «فيلق الرحمن» بغارات جوية. واتهمت المعارضة قوات نظام بشار الأسد باستخدام غاز الكلور في قصفها مدينة حرستا. وحسب إحصائية للمرصد، فإن القتال المستعر منذ الثلاثاء الماضي أدى إلى سقوط 29 قتيلاً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، من بينهم ثمانية ضباط احدهم برتبة لواء، كما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من مقاتلي «أحرار الشام». وكانت الحركة أطلقت الثلاثاء الماضي معركة تهدف للسيطرة على منطقة إدارة المركبات قرب حرستا، بمختلف مباني القيادة والادارة فيها وبعض المناطق المحيطة بها. وتعتبر هذه المناطق استراتيجية لقوات النظام من حيث دورها اللوجيستي وتموضع قوات الحرس الجمهوري وميليشيات «حزب الله» فيها ومهمة بالنسبة للامن الغذائي للمناطق المحيطة بها. ولم يقتصر القصف على حرستا وعربين، إذ سقط قتلى وجرحى من المدنيين أيضاً في قصف للنظام استهدف بلدات كفربطنا وحمورية وسقبا ودوما وحرستا ومسرابا والنشابية في الغوطة الشرقية. وتسبب القصف في منع الأهالي من تأمين حاجاتهم اليومية وتوقف الأفران وخلوّ الأسواق، كما أعلنت مديرية التربية ومديرية الصحة تعليق الدوام المدرسي ودوام المراكز الطبية خوفاً على حياة المدنيين. وأعلن مسؤول محلي في مدينة دوما أن مستودعاً يحوي مساعدات غذائية تعرض لقصف اول من أمس، بعد ثلاثة أيام فقط على دخول مساعدات إنسانية الى المدينة، وهي كبرى مدن الغوطة المحاصرة التي تعاني أزمة إنسانية حادة. وقال نائب رئيس بلدية دوما إياد عبد العزيز إن المنظمات الإنسانية وزعت ثلثي المساعدات التي دخلت، الأحد الماضي، قبل أن تضطر لتعليق عملية التوزيع بسبب المعارك والقصف. وعلى جبهة أخرى، تمكنت قوات النظام، أمس، من دخول البوكمال، آخر معقل مهم لتنظيم «داعش» في سورية بعد أيام من استعادة التنظيم السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية والحدودية مع العراق. وكان الجيش السوري قد أعلن منذ اسبوع تحرير البوكمال، لكن عناصر التنظيم نجحوا بعد ايام من استعادة المدينة الواقعة شرق البلاد. ودخل الجيش بمؤازرة من سلاح الطيران الروسي مرة أخرى، أمس، إلى المدينة بعد ان شن هجوما من المحاور الغربية والجنوبية والشرقية للمدينة، حسب المرصد. وقال مديره رامي عبد الرحمن «ان الاشتباكات تدور حاليا داخل المدينة»، مشيراً الى حدوث «قصف جوي روسي ومدفعي». وأضاف «ان العملية العسكرية (تجري) بقيادة قوات النظام»، التي سيطرت على الأحياء الغربية والشرقية والجنوبية. وتقع البوكمال في ريف دير الزور وتشكل آخر معقل مهم في سورية لـ«داعش» الذي يسيطر على 25 في المئة من مساحة المحافظة الغنية بآبار النفط. من جهة أخرى، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، أن التطورات الأخيرة في الرقة، شمال سورية، تظهر أن «وحدات حماية الشعب الكردية» (العمود الفقري لـ«قوات سورية الديموقراطية» - قسد) المدعومة من الولايات المتحدة معنية بالسيطرة على أراض لا بقتال تنظيم «داعش». وفي موسكو، عبرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عن أمل بلادها بأن تتمسك واشنطن بالاتفاقات الموجودة في البيان المشترك الذي صدر عن الرئيسين الروسي والأميركي بشأن سورية، الجمعة الماضي، مكررة أن تواجد القوات الأميركية في سورية «غير شرعي».
مشاركة :