تمكنت القوات النظامية، أمس، من دخول البوكمال، آخر معقل مهم لتنظيم «داعش» في سوريا بعد أيام من استعادة الإرهابيين السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية والحدودية مع العراق، حسبما ذكر المرصد السوري، فيما قصفت قوات النظام مستودعاً يحوي مساعدات غذائية في مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية، بينما اتهمت المعارضة قوات النظام باستخدام غاز الكلور في قصفها لمدينة حرستا المجاورة في الغوطة الشرقية، في حين قتل شخص وأصيب عدد آخر في قصف بقذائف الهاون على أحياء في العاصمة دمشق لليوم الثالث على التوالي.ودخل الجيش بمؤازرة من سلاح الطيران الروسي مرة أخرى، أمس، إلى مدينة البوكمال بعد أن شن هجوماً من المحاور الغربية والجنوبية والشرقية للمدينة، بحسب المرصد.وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «الاشتباكات تدور حالياً داخل المدينة»، مشيراً إلى حدوث «قصف جوي روسي ومدفعي». وشن الهجوم في المرة الأولى قوات موالية للنظام وهي ميليشيات عراقية ومقاتلون من «حزب الله» اللبناني وعناصر من الحرس الثوري الإيراني. وأضاف عبد الرحمن أن «العملية العسكرية (تجري) بقيادة قوات النظام» موضحاً أن القوات سيطرت على الأحياء الغربية والشرقية والجنوبية. وتقع البوكمال في ريف دير الزور وتشكل آخر معقل مهم في سوريا لتنظيم «داعش» الذي يسيطر على 25 بالمئة من مساحة المحافظة الغنية بآبار النفط، بحسب المرصد.من جهة أخرى، أعلن مسؤول محلي في مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة أن مستودعاً يحوي مساعدات غذائية تعرّض لقصف الأربعاء، بعد ثلاثة أيام فقط على دخول مساعدات إنسانية إلى المدينة التي تعاني أزمة إنسانية حادة. وقال نائب رئيس بلدية دوما اياد عبد العزيز إن المنظمات الإنسانية وزعت ثلثي هذه المساعدات قبل أن تضطر لتعليق عملية التوزيع بسبب معارك عنيفة اندلعت في المنطقة. وأضاف: «تعرض المستودع لقصف بصاروخين، ثلث المساعدات كان ما زال موجوداً بداخله، لقد انتشلنا ما أمكننا انتشاله (من المساعدات التي سلمت من القصف) ونقلناها إلى مكان آخر». وليس بعيداً عن دوما، نقلت شبكة شام الإخبارية المعارضة، عن ناشطين في حرستا أن قوات النظام استخدمت غاز الكلور السام في منطقة إدارة المركبات العسكرية قرب مدينة حرستا بريف دمشق الشرقي بعد تقدم فصيل حركة «أحرار الشام» وسيطرتها على الموقع ضمن معركة (بأنهم ظلموا) التي انطلقت الثلاثاء. وقالت الشبكة إن ثمة إصابات عديدة بحالات اختناق لعناصر من مقاتلي أحرار الشام ونشطاء إعلاميين كانوا في الموقع لتغطية الاشتباكات والمعارك الدائرة مع قوات النظام هناك.في غضون ذلك، ذكر المرصد أن انفجارات سمعت في وسط دمشق، ناجمة عن سقوط قذائف مجدداً لليوم الثالث على التوالي في المدينة؛ حيث سقطت قذائف على أماكن في منطقة العباسيين في القسم الشرقي من العاصمة، بالتزامن مع سقوط قذائف على منطقة السبع بحرات، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة عدد آخر. (وكالات)
مشاركة :