في خرق جديد لوقف إطلاق النار قصف النظام السوري، أمس، ريف دمشق بصواريخ «أرض أرض»، بعد أقل من أسبوع على الهدنة التي اتفق عليها الجانب الروسي مع فصائل المعارضة. وأوضحت هيئة الدفاع المدني بريف دمشق في بيان، أن قوات النظام استهدفت مدينة عين ترما في الغوطة الشرقية لليوم الثاني على التوالي من جهة حي جوبر، موضحة أن عين ترما تعرضت لقصف بأكثر من 20 صاروخاً الليلة قبل الماضية. ويأتي هذا التصعيد رغم الإعلان الروسي عن اتفاق «تخفيف التصعيد» في عموم الغوطة الشرقية، وهو اتفاق خرقته قوات النظام منذ يومه الأول، حيث أحصى ناشطون مقتل 15 شخصاً وجرح أكثر من 140 آخرين خلال الأيام الخمسة الأولى للاتفاق. وقالت مصادر في المعارضة السورية لـ«البيان»، إنها أبلغت الجانب الروسي بخروقات النظام، وحذرت من استمرار الخرق للهدنة، مؤكدة أن لديها صواريخ تصل قلب العاصمة دمشق. وأضافت المصادر، أن إيران وقوات النظام يحاولان التشويش على الهدنة وجر الفصائل إلى اقتتال جديد، في ظل المساعي الروسية لتهيئة الأجواء للحوار السياسي. من جانب آخر، أكد ناشطون أن الخلافات الروسية الإيرانية بدأت تظهر على السطح في مناطق خفض التصعيد في الجنوب وريف دمشق، لافتة إلى أن الجانب الإيراني يعمل على تخريب الهدنة أينما تم الاتفاق عليها. وقال الناشطون لـ«البيان» إن الميليشيات الإيرانية، تتمركز على أطراف المدن التي يتم فيها الاتفاق على خفض التصعيد، إلا أنها هي من يبدأ بخرق الهدنة، وقد حدث ذلك في الغوطة وفي درعا. في غضون ذلك، غادر 8 آلاف شخص بلدة عرسال بموجب اتفاق بين حزب الله و«النصرة». قال مصدر أمني في لبنان، إن نحو ثمانية آلاف شخص سجلوا أسماءهم لمغادرة منطقة حدودية قرب عرسال إلى أراض تسيطر عليها قوات المعارضة بسوريا، في إطار اتفاق محلي لوقف إطلاق النار بين ميليشيات حزب الله و«جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً). وبدأ سريان الاتفاق يوم الخميس، ويشمل رحيل كل مقاتلي النصرة من محيط عرسال إلى جانب أي مدنيين يعيشون في مخيمات اللاجئين بالمنطقة ويريدون الرحيل مع المقاتلين. على صعيد آخر، بدأ حزب الله وجبهة النصرة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار على الحدود السورية اللبنانية، مع تبادل جثامين مقاتلين من الطرفين. وأنهى الاتفاق الذي أعلنت عنه مديرية الأمن العام الخميس الماضي، العملية العسكرية التي بدأها حزب الله ضد «جبهة فتح الشام» في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سوريا. وبدء تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين حزب الله وجبهة النصرة برعاية الأمن العام اللبناني.
مشاركة :