لبنان أمام اختبار التمسّك بالإجماع العربي

  • 11/17/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تردّدت خلال الساعات القليلة الماضية معلومات مفادها أن لبنان يستعدّ للمشاركة في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الأحد المقبل، وأنّ اتصالات جرت لتنسيق الموقف اللبناني ليكون مترجماً لإجماع اللبنانيين على رفض كلّ ما يهدّد أمن الدول العربية واستقرارها، بالتزامن مع تعالي أصوات تطالب بضرورة رفض كل أشكال التدخل الإيراني وأدواته في الشؤون الداخلية لجميع البلدان العربية الشقيقة. ونفت مصادر رسمية لـ «البيان»، ما يتردّد حول الضغط لسحب عضوية لبنان من جامعة الدول العربية، مشيرة إلى أنّ اجتماع وزراء الخارجية العرب قد يكون جزءاً من مسار عربي موازٍ للنأي بلبنان عن الصراع في المنطقة، عبر تلقّف الوزراء العرب للأزمة الحالية ومباشرة العمل على حلّها، بما يعني أن مواجهة إيران لوقف تدخلها في شؤون المنطقة، ستكون انطلاقاً من الجامعة العربية وبموقف عربي موحّد. الى ذلك، توقعت مصادر أن يكون اجتماع وزراء الخارجية العرب حامياً، لافتة إلى أنّ بحث تدخّل إيران في الشؤون العربية هو عنوان اندرجت تحته الاستقالة التي أعلنها الحريري من الرياض قبل أسبوعين، ووصف فيها إيران بأنها تُخرّب حيث حلّت، وأن يدها يجب أن تُقطع في المنطقة. وذلك، وسط استشعار النظام اللبناني لبيان شديد اللهجة قد يصدر ضد إيران ومعها حزب الله، إثر اجتماع الأحد. تنبّه المصادر من مغبّة الذهاب نحو خيارات تعارض الإجماع العربي، فلبنان لطالما كان شعاره «مع العرب إذا اتفقوا، وعلى الحياد إذا اختلفوا»، فأين الحكمة في أن يصوّب على الرياض الصراع في المنطقة طابعه عربي إيراني، والحريّ به أن يعلن تمسّكه بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات ويطمئن إلى أنه في صدد الالتزام بها قولاً وفعلاً. وتلفت المصادر إلى أنّ حجّة لبنان في حال قرّر رفع السقف ستكون ضعيفة، لاسيما أن استقالة الحريري حدّدت مكامن الداء في الأداء الرسمي، سواء في توازنات التسوية السياسية، والابتعاد الفعلي عن الأزمات العربية. والنأي بالنفس لا سيما بالنسبة لحزب الله الذي يتولّى بالنيابة عن إيران إدارة معارك، أو المساهمة مباشرة بالعمليات العسكرية من سوريا إلى العراق إلى اليمن، ما يحتّم على الدولة درس خطواتها جيداً والانكباب على معالجة أسباب الغضبة السعودية بدل الإمعان في توتير العلاقات معها والتلهّي بمسألة عودة الحريري إلى بيروت، التي لابد ستحدث وقد باتت وشيكة، لاسيّما لجهة كون لبنان لا يستطيع أن يكون غطاءً للسياسات الإيرانيّة، ولا يمكن السماح لإيران بعد الآن بأن تتعامل مع لبنان وكأنه منصّة وقاعدة لها لمحاربة العالم العربي.

مشاركة :