شدّدت المملكة العربية السعودية على أنّ حزب الله أساس المشكلة في لبنان ويهدّد استقرار المنطقة، لافتة إلى «خطوات فعلية» للتعامل معه، وفيما أكّدت الرياض أنّ رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري يعيش في المملكة بإرادته ويستطيع مغادرتها وقتما يشاء، أعربت باريس عن قلقها من نزعة الهيمنة الإيرانية في المنطقة. وأكّد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي، جان إيف لو دريان، أن المحادثات المشتركة تطرّقت لعدة مسائل أبرزها تدخلات إيران ومكافحات الإرهاب، والأزمة اللبنانية، مشيراً إلى تطابق رؤى البلدين في تلك الملفات. وشدّد الجبير على أنّ حزب الله أساس المشكلة في لبنان، باختطافه النظام اللبناني، وأنّ استمراره التدخّل في عدد من الدول العربية، سيؤزم الوضع في لبنان. وأوضح الجبير أنّ ميليشيات حزب الله سلاح في يد إيران، وذلك باعتراف الأمين العام للحزب نفسه، لافتاً إلى أنّ حزب الله يهدد استقرار المنطقة ولبنان على حد سواء. وأبان الجبير أنّ إيران تستخدم حزب الله لمد نفوذها في المنطقة وهزِّ استقرارها، وأنّ استمرار الحزب في نهجه يعرّض لبنان لمخاطر كبيرة، مشدّداً على ضرورة إيجاد وسائل للتعامل مع حزب الله وهناك خطوات فعلية في هذا الصدد. إلى ذلك، أعرب الجبير عن تقديره لموقف فرنسا الذي دان بشدة إطلاق صاروخ باليستي من اليمن إلى الرياض بدعم حزب الله. ولفت الجبير إلى أنّ المملكة ترد على سلوك إيران العدائي في لبنان واليمن، مضيفاً: «كيفما نظرت للأمر وجدت الإيرانيين يعملون بطريقة عدائية. نحن نرد على ذلك العداء، ونقول: طفح الكيل». وطالب الجبير بنزع سلاح جماعة حزب الله اللبنانية، وقال إنها فرع للحرس الثوري الإيراني. على صعيد آخر، قال الجبير إن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري يعيش في المملكة «بإرادته»، ويستطيع أن يغادرها «وقتما يشاء»، معتبراً أن الاتهامات باحتجازه «باطلة»، مضيفاً: «الحريري هنا بإرادته ويستطيع أن يغادر وقتما يشاء، لا يمكن أن نحتجزه، هذه ادعاءات باطلة، قرار عودته منوط به وحده». قلق فرنسي من جهته، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، عن قلق بلاده من نزعة الهيمنة الإيرانية في المنطقة، مشيراً إلى برنامج الصواريخ البالستية. وقال لودريان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير، إنّه ناقش مع المسؤولين السعوديين دور إيران والملفات الكثيرة التي تقلق بلاده نشاطات طهران فيها، لافتاً إلى تدخلات إيران في الأزمات الإقليمية ونزعة الهيمنة لديها، وبرنامجها الباليستي. وتطرق لودريان إلى الحرب ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، معرباً عن ارتياح فرنسي كبير من جراء هزيمة التنظيم المتطرّف في العديد من المناطق التي كانت يسيطر عليها في البلدين. كما لفت لودريان إلى أنّ الورقة الرابحة للمملكة العربية السعودية تكمن في شبابها، مؤكداً ان السعودية تسعى بخطى ثابتة نحو التغيير في المستقبل. دعوة وفي شأن آخر، أعلن لودريان أنّ رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري قبل دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للذهاب إلى فرنسا وسيتوجه إليها مع أسرته. وأكّد لودريان لصحافييْن اثنين أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أُبلغ بموافقة الحريري على الذهاب إلى فرنسا، من دون أن يحدد موعداً للزيارة. وقال الوزير الفرنسي: «الحريري قبل الدعوة للذهاب إلى فرنسا، سيأتي وقد أُبلِغ الأمير محمد بن سلمان بهذا الأمر». وقال لودريان إن الحريري سيسافر إلى فرنسا وقتما يشاء، وسيلقى الترحيب كصديق، مشيراً إلى مساعي باريس من أجل إعادة الأوضاع في لبنان إلى طبيعتها. شراكة وأوضح لودريان أن زيارته للسعودية تندرج في إطار الشراكة التاريخية، وتعزيز العلاقات بين البلدين. ولفت إلى أن الحديث تطرق إلى مسألة لبنان وحرص فرنسا على الحفاظ على استقراره، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، معرباً عن رغبته بالتنسيق بين فرنسا والسعودية حول عدة ملفات. كما أشار إلى أنه تم التطرق إلى مسألة اليمن، وكافة الأزمات الإقليمية، وضرورة التنسيق بين البلدين. وقال: «مصممون على تعزيز الشراكة الفرنسية مع السعودية». وفي وقت لاحق التقى لودريان برئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري في مقر إقامة الأخير في الرياض. وقال الحريري بالفرنسية رداً على سؤال طرحه عليه صحافي حول موعد ذهابه إلى فرنسا بناء على دعوة من الرئيس ايمانويل ماكرون: «أفضّل ألا أجيب الآن سأعلن لكم ذلك في حينه».
مشاركة :