الحكومة مستقيلة و مجلس الأمة معطل ، فجأة في هذه الأجواء المشلولة سياسياً تنفجر أزمة البصل ، هل أزمة البصل مفتعلة أم أزمة سياسية أو أزمة يريدون إشغال الناس بأمورهم اليومية ، مثلما افتعلوا أزمة سحب السيارات المخالفة لحزام الأمان و استخدام الهاتف ، و أن لا هناك أزمة بصل و لا هناك أزمة مخالفة قوانين المرور ، و أن الدول التي تصدر البصل ملتزمة بتصدير شحنات منها للسوق الكويتية ، لذا نعيد للسؤال لماذا انفجرت أزمة البصل في هذا التوقيت مثلما فجروا تطبيق قانون المرور من دون تمهيد ، أو توعية ، هل المطلوب من الحكومة الكويتية المستقيلة برئيسها المكلف و بوزرائها المعنيين أن يرفعوا اللثام و يقولوا الحقيقة أم مطلوب الصمت ، و ما صحة - حسب ما تنقله إلينا وسائل التواصل - عن الضغوط أو الاتصالات التي تلقاها رئيس وزرائنا المستقيل و المكلف بتشكيل الوزارة الجديدة من نظيره رئيس الوزراء المصري يطلب فيه رفع المنع و السماح للمنتجات الزراعية المصرية و التي تسقى من مياه المجاري الملوثة و المحملة بالفضلات الآدمية إلى الكويت ، و إذا صح هل يرتكب رئيس وزرائنا هذه الخطيئة الكبرى من أجل خاطر رئيس الوزراء المصري ، و من أجل ألا تخسر الزراعة المصرية جراء منعها دخول الأسواق العالمية ، و ليست السوق الكويتية و حسب ...؟!إذا لا يظهر الشيخ جابر مبارك الحمد بنفسه على وسائل الإعلام و ينفي صوتاً و صورة أو يؤكد غير الذي يشاع على الصعيد الشعبي ، عن أن أزمة البصل حقيقية و ليست مفتعلة و أن لا ضغوطاً مصرية لدخول منتجاتهم الملوثة أو إن هناك منتجات مصرية ملوثة داخل البلاد ، أقول و أكرر إذا لم يظهر رئيس الوزراء بصفته الرسمية و يكشف الحقيقة ، فلسوف نصدق ما تناقلته وسائل التواصل أو ما يقوله الناس في الديوانيات ، خصوصاً يتزامن مع الأزمة خبر وصول شحنة من البصل المصري إلى البلاد ، لا شيء يجعلنا حيال أخطر مسألة و هي صحة الناس أن نصمت و كأننا حيوانات أو جيفاً كي نفسح في المجال للمنتج المصري الملوث ، و الحامل بأخطر الأمراض لدخول بلادنا و نأكلها و نحن نضحك و مستسلمين لقرار يدل على الاستخفاف و الاستهتار بأرواح الناس من أجل خاطر رئيس الوزراء المصري ، يعني احنا نمرض و نموت بس علشان لا يزعل المصريين علينا ، ما هذه الشهامة و التضحية القاتلة ...؟!و حتى لو كان كل ما يتردد من أخبار صادقة أو أشاعات كاذبة عن صلاحية المنتج المصري فلا يلزمنا أن نصدق أو نكذب فيما يتحدث المزارعون المصريون أنفسهم ، و هم أدرى من غيرهم بالحقيقة يعترفون أنهم يسقون زروعهم بمياه المجاري الملوثة و الحاملة للفضلات الآدمية ، فهل أصدق بعد هذا من القول ...؟!أعود في الأخير لأكرر مسؤولية رئيس الوزراء أن يطّلع الناس على الحقيقة ، الكويت ليست مختبر تجارب فئران ، و لا إنسانها رخيص حتى يتغذى بالملوثات الأدمية ، خصوصاً إن أسواق الكويت مفتوحة وهناك عشرات الدول التي ترحب بتصدير منتجاتها إلينا ، فلماذا ندفن رؤوسنا بالتراب علشان لا نزعلهم ، احنا نموت مش مشكلة ، زعلهم مشكلة ...!!حسن علي كرم