اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم السبت، أن تهديد الإدارة الأمريكية بإغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ما لم يدخل الفلسطينيون في مفاوضات «سلام جدية مع إسرائيل»، وإذا ما قاموا برفع قضايا ضدها على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، «هو تأكيد على سياسة ثابتة ومعادية طالما اعتمدتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة ضد شعبنا وحقوقه الوطنية. كما أنها تعبير عن الدعم المطلق والمتواصل للكيان الصهيوني الذي يتمسك بسياسته الاستعمارية الإجلائية المتناقضة مع قرارات الشرعية الدولية، وبجرائمه المتواصلة التي تنتهك القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية». وأضافت الجبهة في بيان، أن المطلوب لمواجهة هذه السياسة العدوانية الأمريكية يكمن أولا في «عدم الرضوخ للضغوطات التي تمارسها الإدارة الأمريكية على القيادة الرسمية الفلسطينية»، والقطع مع الأوهام والرهانات على أي دور محايد لها تجاه الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي، و«العمل على توحيد الموقف الفلسطيني ضد هذه السياسة ومقاومتها»، من خلال سياسة ومواقف فلسطينية واضحة من جهة، ومن خلال الإسراع في إنجاز المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية من جهة أخرى، كخطوة ضرورية لا بد منها لتوحيد طاقات وقدرات الشعب الفلسطيني لمواجهة السياسات العدوانية الأمريكية، ومواجهة الكيان الصهيوني الذي توفر له هذه السياسات كل عوامل الدعم والإسناد في استمرار احتلاله للأراضي الفلسطينية ورفضه الاقرار بأيٍ من حقوق الشعب الفلسطيني. وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، هدد في وقت سابق اليوم، منظمة التحرير الفلسطينية، بإغلاق بعثتها في واشنطن في حال جرى مقاضاة إسرائيل على جرائمها بحق الفلسطينيين أمام المحكمة الجنائية الدولية، وما لم تدخل في مفاوضات سلام جدّية مع إسرائيل. وقال تيلرسون، بحسب وسائل إعلام أمريكية، إنه «قرر أن الفلسطينيين سينتهكون قانونا أمريكيا ينص على ضرورة غلق بعثة منظمة التحرير الفلسطينية إذا ما دفعوا المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة إسرائيل على جرائم بحق الفلسطينيين». وأضاف، «طبقا لهذا القانون، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيكون لديه 90 يوما ليقرر ما إذا كان الفلسطينيون مشتركين في مفاوضات مباشرة وذات مغزى مع إسرائيل. وإذا فعل ذلك فسوف يستطيع الفلسطينيون الحفاظ على مكتب بعثتهم»، لافتا إلى أنه «من غير المعلوم بعد ما إذا كان الرئيس سيقوم بغلق البعثة الفلسطينية في واشنطن». ومن جانبها عبرت الرئاسة الفلسطينية، عن «استغرابها الشديد من الإجراء الأمريكي الأخير بخصوص مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. خاصة وأن لقاءات الرئيس محمود عباس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تميزت بتفاهم كامل حول خطوات تمهد لخلق أجواء تسمح باستئناف عملية السلام». وحذر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من إغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، مع عدم تجديد قرار فتح المكتب الذي يتم كل ستة أشهر.
مشاركة :