رأت الملازم أول فاطمة أحمد الصديقي رئيس فرع الشئون الذاتية بمركز رعاية الأحداث أن الأسرة «خط الدفاع الأول ضد الجريمة»، حيث يمثل الأحداث النواة الأولى للرعاية الاجتماعية، مضيفة أن للأسرة دورا كبيرا في التنشئة الصالحة من خلال الاهتمام والرعاية والمتابعة المستمرة، ما يهدف إلى إبعاد الأحداث عن جميع المؤثرات التي قد تعرضهم للانحراف والعمل على وقايتهم من آثار المشاكل المترتبة في مثل هذه الظروف خصوصاً في سن مبكرة، من خلال متابعة الأبناء ومراقبتهم بشكل مستمر، والقيام بتلبية احتياجاتهم الأساسية، ومحاولة شغل أوقات فراغهم بالأعمال الإيجابية المنتجة من خلال وضع برامج تعليمية وترفيهية لهم بشكل منتظم.وأشارت إلى أن هناك الكثير من البرامج والأنشطة المقدمة للأحداث في عدة مجالات، حيث يقوم مركز رعاية الأحداث بالتعاون مع برنامج «معًا» لمكافحة العنف والإدمان، بتقديم محاضرات توعوية وتثقيفية وبرامج ترفيهية تقدم لهم على مدار السنة، بالإضافة إلى التعاون مع مركز بتلكو لحالات العنف الأسري لتقديم ورش عمل ومحاضرات تثقيفية لتعزيز الثقة لدى الأحداث من جديد.وعلى الصعيد البدني، يتم التنسيق مع الاتحاد الرياضي للأمن العام لعمل برامج رياضية للأحداث مثل تعليم السباحة بشكل حصص أسبوعية وتدريبهم على حركات رياضية مختلفة، أما عن البرامج الأخرى فيتم تحضير الأحداث للقيام بحفل من فقرات تمثيلية من تقديمهم، وذلك لتنمية المواهب لديهم.وأوضحت رئيس فرع الشئون الذاتية بمركز رعاية الأحداث أن هناك تعاونًا وتنسيقًا وثيقًا بين إدارات وزارة الداخلية ومركز رعاية الأحداث في سبيل تعزيز التعاون في مجال حماية الطفل، حيث تقوم المراكز الأمنية بإرسال الإحضاريات لأولياء الأمور، في حال تعثر على الباحث الاجتماعي بوحدة الرعاية الاجتماعية التوصل له لإعداد التقرير، وإرسال القضايا والتكاليف المرسلة من النيابة العامة لوحدة الرعاية الاجتماعية بالمركز لإعداد التقارير بشأن الأحداث.وأضافت أن الكلية الملكية للشرطة، تقوم بإشراك معظم الأحداث المودعين بالمركز سنويًا بالمعسكر الصيفي، والتنسيق مع مدرب ميداني لتدريب الأحداث في فترة العطلة الصيفية، أما الاتحاد الرياضي فيقوم بالتنسيق مع مدربات ومدربي الاتحاد الرياضي لتدريب الأحداث (الذكور والإناث) للقيام بالنشاطات الرياضية المختلفة.ونوهت إلى أن المسئولين عن برنامج «معًا» لمكافحة العنف والإدمان، يعملون على توفير محاضرين من عناصر شرطة المجتمع لإلقاء محاضرات وورش عمل بداخل المركز للأحداث وذويهم، بالإضافة إلى قيام إدارة العلاقات العامة بترتيب جولات ترفيهية للأحداث في الأماكن السياحية والترفيهية والتعليمية.وتستقبل إدارة الشئون الصحية والاجتماعية، الأحداث المرضى وتوفر العلاج اللازم لهم من الناحيتين الجسدية والنفسية، وحرصًا من وزارة الداخلية على توفير كافة ما يحتاج إليه الحدث منذ دخوله المركز وغاية خروجه منه، فإن إدارة الشئون المالية تعمل على تخصيص مدخرات شهرية وسنوية للأحداث لتوفير الاحتياجات اللازمة لهم من ملابس وأغذية للمناسبات كالأعياد على سبيل المثال.التعليم من الركائز الأساسية لازدهار المجتمعاتمن جهتها، أكدت سها خالد سيار رئيس قسم التطوير أن مركز رعاية الأحداث، يولي الأحداث الرعاية التعليمية الجيدة، حيث يتلقون تدريبًا مهنيًا على أعمال النجارة والزراعة للأحداث الذكور وتصفيف الشعر والخياطة والتدبير المنزلي للفتيات، كما يتم تدريبهم على أعمال الرسم والأشغال اليدوية بالإضافة إلى توفير مكتبة بالمركز، تزود الأحداث بالكتب والقصص، أما بالنسبة للرعاية الدينية فيقوم المركز باستضافة شيوخ الدين والمحاضرين المعتمدين لإلقاء محاضرات وتقوية الوازع الديني لديهم، فيما يمارس الأحداث العديد من الأنشطة الرياضية مثل كرة السلة وكرة القدم والسباحة حيث يتوفر مدرب ومدربة رياضة.وقالت إن التعليم من الركائز الأساسية لنمو وازدهار جميع المجتمعات، ولذلك أولى مركز رعاية الأحداث الاهتمام بالتعليم من خلال إنشاء مدرسة مركز رعاية الأحداث منذُ عام 1984، حيث تم التعاون مع وزارة التربية والتعليم من خلال تنظيم الامتحانات وتوفير الكتب المدرسية وإصدار الشهادات، مؤكدة أنه عند توقيف أو إيداع أي حدث فإن المركز يحرص على ألا ينقطع عن الدراسة، وذلك من خلال إخطار وزارة التربية والتعليم بذلك، حتى ينتظم في الدراسة مباشرة في المدرسة الداخلية لمركز رعاية الأحداث.وأوضحت أن المركز ينظم حفلات ترفيهية يقوم الأحداث بإحيائها مثل الفقرات التمثيلية والغنائية، إلى جانب المسابقات الرياضية وإقامة معارض لمنتجات الأحداث سواء في مجال الأشغال اليدوية أو النجارة أو الخياطة، وزيارة المؤسسات والمرافق الهامة في البلاد وحضور مسرحيات الأطفال وتنظيم جولات خارجية والمشاركة في المسابقات الفنية والثقافية وألعاب التسلية في أوقات الفراغ.ونوهت رئيس قسم التطوير بمركز رعاية الأحداث إلى أن برامج الرعاية اللاحقة للحدث تبدأ قبل خروج الحدث من المركز، حيث يتم إلحاقه بإحدى المدارس الحكومية القريبة من منزله، وبعد خروجه تتم زيارته في منزله ومدرسته للاطمئنان عليه ومحاولة حل المشاكل التي تعترضه وتحول دون تكيفه مع المجتمع المحيط به، بالإضافة إلى إجراء الاتصالات الهاتفية الدائمة مع إدارة المدرسة للتأكد من مواظبة الحدث وحسن سلوكه. وحول أبرز الدورات والبرامج التدريبية التي يخضع لها منتسبو المركز في مجال التعامل مع الأحداث، أشارت سيار إلى أن موظفي المركز تلقوا عدة محاضرات ودورات في القيم والأخلاق ومهارات التواصل وفن التعامل مع الأحداث، ودورة تأسيسية لحقوق الطفل، ودورة التعامل مع السلوكيات الصعبة، ودورة تقييم الخطر، والإسعافات الأولي ومكافحة الحريق، تضمنت خلالها عدة نقاط أساسية منها القيم والمبادئ، حقوق الطفل، مهارات الاستماع والإرشاد والتواصل غير اللفظي، التحليل التبادلي بالإضافة، السياسة والإجراءات.الوقوف على أصل المشكلة للحدث في سياق متصل، أوضحت سمحة أحمد علي أخصائي اجتماعي بمركز رعاية الأحداث أن دور الأخصائي الاجتماعي يتمثل برعاية الحدث منذ لحظة دخوله المركز، حتى خروجه منه، عن طريق دراسة ومتابعة جميع الأمور المتعلقة به وإعداد خطة متكاملة تستهدف تقويم سلوكه وإعادة دمجه في بيئته الطبيعية وذلك عن طريق عمل جلسات فردية وجماعية للحدث وأسرته، مع السعي الجاد للوقوف على أصل المشكلة للحدث ووضع الحلول المناسبة لها من خلال برنامج يومي مناسب مع حالة الحدث والمرحلة العمرية يشتمل على جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والتعليمية والترفيهية.وقالت إن مركز رعاية الأحداث يحرص على المشاركة في تنفيذ البرامج والأنشطة الموضوعة للحدث من خلال متابعة الحدث نفسيا ودراسيا وصحيا، وتحويله للطبيب النفسي والتنسيق معه في حال وجود مشاكل نفسية، وتوطيد علاقة الحدث مع أسرته وإعادة بناء جسور التفاهم والاندماج معهم عبر تمكينه من الاعتماد على نفسه وتحديد خططه المستقبلية. وأكدت أن التواصل الاجتماعي مع أولياء أمور الأحداث وذويهم، أمر مهم جدًا لتشخيص ودراسة حالة الحدث، بحيث تكون الدراسة سرية ويشعر ولي الأمر والحدث بالاطمئنان لعدم البوح بهذه المعلومات إلا للجهات المخولة، نظرًا لكون الغاية من الدراسة والتشخيص، الوصول إلى حل جذري للمشكلة، فمنذُ بداية الدراسة والتشخيص يبدأ الحل والعلاج من خلال أشخاص متخصصين بهذا العمل، يقومون بمساعدة جميع الحالات بشتى أنواعها بأسلوب علمي صحيح.
مشاركة :