ما بين حزب «لبنان» ودولة «حزب الله»!

  • 11/20/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بينما أتأمل ما آل إليه مصير لبنان حينما كانوا يقولون حزب الله دولة داخل لبنان، والآن صار لبنان دولة داخل دولة حزب الله! تذكرت عنواناً قرأته "جمهورية لبنان الإسلامية" في فصل من كتاب (في آفاق الحوار الإسلامي المسيحي) للسيد: محمد حسين فضل الله قبل بضعة أعوام وحينما تحدث عن محاولات حقيقية بغية صبغ اللون الفارسي على بلاد الشام لم يكن على سبيل المبالغة أو التخويف لأن المشروع بدأ فعلياً منذ عام 1982م، وكل تلك المحاولات تؤسس للنظرية التي تؤكد على أن لبنان لا يزال مجرد "ساحة" ولم يدخل بعد مرحلة تكوين "الدولة"، وإذا كان اتفاق القاهرة 1969م قد ساهم في جر لبنان إلى أن يصبح أحد ملاحق قضية فلسطين فإن العديد من الذين طرحوا "مشروع لبنان الدولة" انتهت آجالهم بالتصفية والاغتيال، وبعد أن أصبح لبنان "الساحة الإقليمية" بات وكأنه ساحة كبرى تأتيها ثيران متنوعة تتناطح حيناً من الدهر ثم تنفض الغبار عن جلدها وتمضي. ليست مشكلة لبنان أن ميليشيا (حزب الله) كانت مع العملاء (8 آذار) يصلون البرلمان بدلاً من السجن بقدر ما أنه يصل أنصار حزب الله إلى البرلمان بسبب قوة السلاح المعنوية؛ بحيث تغيب الديموقراطية حين تحضر الأيدولوجيا وحين يحضر السلاح، حينها تكون الحكومات مريضة هزيلة مهددة وهذا ما يُفسّر سلوك وتصريحات حكومة لبنان المتعاقبة مهما تبدّلت طالما ظلّت لبنان حزباً داخل دولة حزب الله! لبنان الذي تم تسييره بأمر النظام السوري الذي كان يدعم المتخاصمين في الحرب الأهلية، ثم بعد اتفاق الطائف دخل الجيش السوري ليضبط الزعماء الذين أقنعهم النظام السوري بأنهم "غير راشدين" حتى يكونوا مستقلين بحكم أنفسهم، في نظري إن الحالة اللبنانية مهما استقلت ستبقى متأثرةً بسوريا إستراتيجياً على الأقل، لكن فرق بين أن يتأثروا بنظامٍ بوليسي كهذا، أو أن يتغير ويأتي النظام الذي يختاره الشعب، حينها سيكون لبنان أمام مصيره هو، لا بد أن يصنع استقلاله الذاتي. حزب الله الذي منذ أن بارك حكومة ميقاتي وحتى عون، وعزلة لبنان الدولية تظهر بعد تشكيل حكومات تدعي أنها حكومة مقاومة، وهي ليست سوى حكومة عمائم!

مشاركة :