المستشارة الألمانية تقوم بمحاولة أخيرة لتشكيل ائتلاف حكومي لتجنيب بلادها انتخابات مبكرة تعني أيضا انتهاءها سياسيا.العرب  [نُشر في 2017/11/20، العدد: 10818، ص(5)]مستقبل ميركل السياسي على المحك برلين – تقود المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأحد محاولة أخيرة لتشكيل ائتلاف حكومي بزعامتها، يكون بإمكانه تجنيب بلادها انتخابات مبكرة، بعد أن فشلت في تشكيل تحالف مع الحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب الخضر في محاولات سابقة. ولم تفلح ميركل منذ أكثر من شهر في تشكيل ذلك التحالف، وهو ائتلاف لم يختبر في ألمانيا من قبل، رغم خوضها مفاوضات شاقة جدا بهدف الاحتفاظ بزعامتها. وكانت مهلة أولى انتهت مساء الخميس دون التوصل إلى أي نتيجة في ظل وجود قضايا خلافية كثيرة من سياسة الهجرة إلى البيئة والأولويات الضريبية. وقال فولكر كاودر، أحد المقربين من ميركل، “نحن مقتنعون بأن قرارا سيتخذ الأحد ولدينا وقت طويل لاستكشاف الوضع”. وفي حال لم يتم التوصل إلى نتيجة يفترض أن تعود ألمانيا إلى صناديق الاقتراع مطلع العام المقبل 2018. وفي هذه الحالة ستجرى الانتخابات دون أن تكون ميركل على رأس الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وقال الخبير السياسي في جامعة بون فرانك ديكير، إن “من مصلحة ميركل ولادة حكومة لأن أي فشل سيعني أيضا انتهاءها سياسيا”. وكانت ميركل التي تحكم ألمانيا منذ 12 عاما، ومعسكرها المحافظ فازا في الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية سبتمبر الماضي دون الحصول على أغلبية برلمانية مريحة تسمح لها بتشكيل الحكومة دون البحث عن تحالفات. وكشف استطلاع للرأي نشرت صحيفة “دي فيلت” نتائجه الأحد أن 61.4 بالمئة من الألمان يعتقدون أن ميركل لا تستطيع أن تبقى في منصبها في حال أخفقت في مفاوضاتها لتشكيل ائتلاف حكومي. ودعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير السبت الماضي الأحزاب المشاركة في مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم إلى تجنب إجراء انتخابات مبكرة. وأكد شتاينماير في مقابلة مع صحيفة “دي فيلت” أنه يتوقع أن تكون هذه الأحزاب على “وعي كامل بمسؤولياتها في تنفيذ إرادة الناخبين”. وأشار إلى أن مشاورات الأسابيع الماضية لا تختلف كثيرا عن مفاوضات تشكيل الائتلافات الحاكمة في السنوات الماضية، متوقعا أن “تتحمل جميع الأطراف مسؤولياتها السياسية دون إعادة الأمر إلى الناخبين”. وأكد زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس، شريك الحكم السابق، مجددا رفض حزبه الدخول في ائتلاف مع تحالف المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي، في حال فشل المفاوضات الراهنة.