اختتم معهد الدوحة للدراسات العليا المعرض الأول للكتاب المستعمل؛ الذي أقيم على مدى يومين بمباني مكتبة المعهد تحت شعار: «امنح كتابك حياة جديدة». ويهدف المعرض إلى توفير كتب مستعملة للطلاب بأسعار رمزية لتشجيعهم على القراءة، وتنادى العاملون بمكتبة المعهد لإقامة المعرض عبر دعوة الأساتذة والطلاب للتبرع بالكتب الفائضة، أو التي يرغبون في مشاركتها مع الآخرين. وشارك مئات الطلاب في المعرض الذي جمع 1200 عنوان في مختلف ضروب المعرفة، وانعقدت مجموعة من الحلقات النقاشية الطلابية بجانب المعرض؛ الذي تميز بالثراء الكبير للتنوع الذي تحظى به أسرة المعهد وأساتذته، الأمر الذي أتاح لرواد المعرض التعرف على ثقافة عدد من الشعوب؛ من خلال العناوين المطروحة في المعرض. وقالت وفاء الجمالي -مسؤولة قسم التزويد في مكتبة المعهد- إنهم جمعوا عدداً من الكتب عن طريق التبرعات من قبل طلاب وأساتذة المعهد، لإقامة المعرض الذي استمر على مدار يومين. وأوضحت أن الكتب التي بقيت من المعرض الأول سيتم اعتمادها كنواة للمعارض المقبلة التي ستكون أكبر وأشمل. وأضافت أن المعرض اقتصر في نسخته الأولى على أسرة المعهد، ولكنه سوف يتمدد ليشمل في المرات المقبلة عدداً أكبر من المهتمين بالقراءة واقتناء الكتاب، مضيفة إلى أنهم يتطلعون في المعهد للعب دور كبير في تنشيط القراءة وسط الطلاب وجميع فئات المجتمع. ومن جانبه، قال محمود شعراوي -الموظف بمكتبة المعهد لـ«العرب»- إن الفكرة نبعت من موظفي المكتبة بإقامة معرض للكتاب المستعمل في أسبوع القراءة تحت شعار: «امنح كتابك حياة جديدة»، وذلك بدعوة الطلاب والأساتذة للتبرع بكتب من مكتباتهم لدعم المعرض، مشيراً إلى أنهم حصلوا على عدد من الكتب فاق توقعاتهم، إذ أنهم توقعوا الحصول على 150 إلى 200 كتاب، وربما 300 كتاب كحد أقصى، ولكنهم جمعوا في فترة وجيزة 1200 كتاب، الأمر الذي يعني التجاوب الكبير من قبل أسرة المعهد مع الفكرة. وقال شعراوي إن الكتب تم بيعها للطلاب بأسعار رمزية؛ تبدأ من 1 ريال إلى 10 ريالات، لأن الغرض الأساسي من إقامة المعرض هو تشجيع الطلاب على القراءة، وليس الكسب المادي، منوهاً إلى أن حصيلة مبيعات الكتب ستعود على الطلاب في شكل بعض الخدمات البسيطة في مكتبة المعهد، ولا سيما أن المبلغ الذي تم جمعه ليس مبلغاً كبيراً. وأوضح شعراوي أن المعرض شمل عدداً من العناوين القديمة والجديدة، فبعض المتبرعين قدموا كتباً صادرة خلال هذا العام، وكان هذا الأمر لافتاً، مشيراً إلى أن التبرع بالكتاب يعود لطبيعة الإنسان، إذ يفضل البعض الاحتفاظ بالكتب لنفسه، بينما يرغب البعض في مشاركتها مع الآخرين. وقال إن نجاح الفكرة دفعهم للمناقشة حول إمكانية توسعتها للمشاركة مع بقية المؤسسات التعليمية داخل قطر، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوات تحتاج إلى نقاشات موسعة، وتحضيرات كبيرة؛ قبل إنزالها إلى أرض الواقع. وبدورها، قالت مجد أحمد حمد -الطالبة بقسم الأدب المقارن بالمعهد- إنها زارت المعرض؛ واقتنت عدداً من الروايات نتيجة لاهتمامها بهذا النوع من الكتب لطبيعة دراستها، مشيرة إلى احتواء المعرض على عدد من العناوين القيمة، بسبب تباين خلفيات الطلاب وأساتذة المعهد وتعدد جنسياتهم. وأضافت: قد يحصل زائر المعرض على عنوان لكتاب ممنوع في بلده من طالب آخر من جنسية مختلفة، لأن الكتب تم جلبها أساساً بواسطة الطلاب القادمين للمعهد من عدة دول. وأكدت مجد أن المعرض مثّل فرصة كبيرة للطلاب، لتبادل الآراء وتقييم الكتب في جوٍّ من النقاش المفتوح؛ الذي يميز معهد الدوحة للدراسات العليا كمؤسسة أكاديمية وبحثية.;
مشاركة :