كشف مسؤول عسكري في الجيش اليمني، عن أن عدداً من قيادات الحوثيين والحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح، فروا من العاصمة اليمنية صنعاء خلال الأيام الماضية باتجاه مواقع غير معلومة، وذلك بعد اشتداد الخلاف بين طرفي التحالف في العملية الانقلابية على الحكومة الشرعية؛ خوفاً على حياتهم وذويهم من أعمال انتقامية لأحد الطرفين. وفي حين لم تعرف الوجهات التي لجأت إليها تلك القيادات، إلا أن المخابرات اليمنية تعمل على رصد مواقعهم والتواصل معهم في حال ثبت أنهم لم يشتركوا في أعمال قتالية مباشرة، وفي حال أبدوا رغبتهم في تصحيح مسارهم والمشاركة مع الجيش الوطني في تحرير ما تبقى من مدن تقع تحت سيطرة الانقلابيين. ومنذ نشوب الخلاف، شهدت العاصمة اليمنية، تحركات متسارعة لميليشيات الحوثيين، للسيطرة على زمام الأمور داخل المدنية والمواقع التي يسيطرون عليها في إقليم تهامة، من خلال عزل الكثير من القيادات العسكرية في الحرس الجمهوري، وتنصيب موالين للميليشيات للإدارة والإشراف المباشر على الخطط العسكرية، في حين زُج بأعداد من هذه القيادات في السجون لرفضهم الامتثال وتنفيذ أوامر الحوثيين. ويأتي فرار القيادات العسكرية، بالتزامن مع تقدم الجيش اليمني في جبهة نهم القريبة من العاصمة اليمنية، وقربهم من مديرية «بني حشيش» التي يفصلها عن مركز العاصمة 9 كيلومترات، والتي شهدت، بحسب المصدر العسكري، فرار 5 من قيادات الانقلابين في الجبهة الرئيسية التي يسعى الانقلابيون إلى عدم التفريط فيها لقربها من العاصمة. وأوضح اللواء أمين الوائلي، قائد المنطقة العسكرية السادسة في الجيش اليمني، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن عوامل عدة أسهمت في فرار هذه القيادات سواء كانت من أتباع الحوثيين، أو الموالين لعلي صالح، وخروجها بشكل غامض، منها الخوف من انعكاس الخلاف بين الحلفاء على تقاسم السلطة وإدارة التحركات العسكرية بشكل كامل، خصوصاً من جانب الحوثيين والتي اشتدت في الأيام الأخيرة. وأشار الوائلي إلى أن الخوف الذي ينتاب القيادات العسكرية مقترن بما يحدث الآن من تبادل للاتهامات بين الطرفين والقبض على قيادات رئيسية، وتوجيه اتهامات لها بالاستيلاء على الممتلكات أو رفض تنفيذ الأوامر، لافتاً إلى أن ذلك سيدفع في الأيام القليلة المقبلة إلى زيادة عدد الفارين، وتحديداً من يدرك أنه سيكون هدفاً وسيحاكم بشكل أو بآخر دون وجود أسباب سوى انتمائه في حال سيطر الحوثيون على زمام الأمور بشكل كامل، والعكس بالنسبة لقيادات الحوثيين الذين باتوا يدركون قرب الخطر. وتطرق إلى الانتصارات التي تتحقق كل يوم في جبهة نهم من قبل المنطقة العسكرية السابعة، وهرب القيادات العسكرية للانقلابيين من المواجهات المباشرة، وانعكاسه في المقام الأول على أتباعهم في الجبهة، وعلى مركز قيادتهم في صنعاء، ما سيكون له أثر كبير في خوف وزعزعة الثقة في صفوف الانقلابيين وآلية تعاطيهم مع هذا التقدم. وتحدث عن سعيهم للتحقق من معلومات وردت من جهات عدة لرصد مواقع تواجد القيادات التي فرت من صنعاء، وكيفية تحركهم، موضحاً أن هناك من يخاف على أهله في العاصمة من فتك الانقلابيين في حال انضم الجيش، وهناك موالون سواء لصالح أو للحوثيين، وفراره ناتج من خوف من أن يكون ضحية لمحاكمة عسكرية. وأكد قائد المنطقة العسكرية السادسة، أن القيادات التي فرت من صنعاء تدرك تماماً عدالة الحكومة الشرعية في تطبيق الأحكام وإنصاف المظلومين، ومطمئنة في حال لجأت إلى قوات الجيش الوطني الذي يتحرك بسرعة عالية في الجبهات كافة؛ وهو ما سيدفع بقيادات كثيرة من الصف الثاني إلى التمرد على الانقلابيين.
مشاركة :