باحث إيطالي في الآثار البحرية يهدم نظرية حصان طروادة، ويقول إن الإغريق أخفوا الجنود داخل سفينة. العرب [نُشر في 2017/11/22، العدد: 10820، ص(24)]الأسطورة خدعة عسكرية روما – يزعم باحث إيطالي في الآثار البحرية أنه تحقق من أن ثمة خطأ في ترجمة رواية الشاعر الملحمي الإغريقي القديم هوميروس حول كيفية فتح اليونانيين القدماء لمدينة طروادة، والتي تقول إن ذلك تم عن طريق حشد مجموعة من الجنود داخل حصان خشبي وتقديمه هدية لأبناء المدينة. واعتبر أن هذا الخطأ الذي ظهر في الترجمة بعد حرب طروادة بقرون، أدى إلى اختلاق أسطورة زائفة. ويجادل الباحث فرانشيسكو تيبوني في كتاب من تأليفه صدر مؤخرا في إيطاليا، بأن الحصان الشهير في الأسطورة كان في الحقيقة سفينة تجارية تحمل اسم “هيبوس” باللغة اليونانية القديمة، وكان يعلو مقدمتها تمثال كبير لرأس حصان كعلامة لها. وتعني كلمة “هيبوس” أيضا حصانا. وقال تيبوني “على مدار التاريخ طرح الكثير من الأكاديميين ترجمة الكلمة هيبوس على أنها تعني سفينة”. وأضاف “غير أنه كان هناك شيء مفقود على الدوام، واستطعت باعتباري عالما في مجال الآثار البحرية وضع المعلومات المتفرقة جنبا إلى جنب لتكتمل الصورة”. ووفقا للأسطورة قام الإغريق الذين يحاصرون مدينة طروادة -التي كانت تقع في ما يعرف اليوم بالمنطقة الشمالية الغربية من تركيا- بالتظاهر بأنهم ينسحبون من ميدان المعركة، تاركين خلفهم حصانا خشبيا ضخما تختفي بداخله مجموعة من الجنود.قصة حصان طروادة كخدعة عسكرية تعتبر بسيطة ويسهل تذكرها، وكل الناس سمعوها على الأقل مرة واحدة في حياتهم وقبل مواطنو طروادة الحصان باعتباره هدية ونقلوه داخل أسوار المدينة، مما عرضهم لهجوم من الغزاة الماكرين الذين كانوا كامنين بداخله. وظهرت هذه القصة لأول مرة في ملحمة الإلياذة التي أبدعها هوميروس في الفترة بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد. ويرى إرنست بيرنيكا وهو بروفيسور أجرى أبحاثا في الموقع الأثري عند مدينة طروادة أن “قصة حصان طروادة كخدعة عسكرية تعتبر بسيطة ويسهل تذكرها، وكل الناس سمعوها على الأقل مرة واحدة في حياتهم”. وأوضح تيبوني أنه في القرن الثاني قبل الميلاد كتب عالم الجغرافيا اليوناني باوسانياس أن فكرة استخدام الإغريق حصانا “لا تحمل مصداقية، حتى لو تم استخدام شكل الحصان ليمثل هذه الأسطورة”. وقال إنه أكثر توافقا مع منطق التفكير في هدية الإغريق الغادرة لأهالي طروادة على أنها سفينة وليست حصانا، لأنه كان من المعتاد استخدام السفن التجارية في حمل الإتاوات مثل المعادن الثمينة إلى الأعداء المنتصرين. كما أن تجويف السفينة يمكن أن يتيح مكانا أفضل لإخفاء الجنود مقارنة ببطن حصان، ومن ناحية أخرى فإن الإشارة التي جاءت في القصيدة الملحمية للشاعر الروماني القديم فرجيل بعنوان الإنياذة بدعوة أهالي طروادة إلى إغراق هدية الإغريق، تبدو خارجة عن السياق إذا استبعدنا تفسير السفينة. وأفادت إليني ستيليانو وهي باحثة في مجال الآثار بأثينا “نحن نتعامل هنا مع ما نسبته 50 بالمئة من الأساطير و50 بالمئة من التاريخ، ومن هنا بوسع أي فرد أن يصدر التفسيرات التي تحلو له”.
مشاركة :