الظفرة:سلام أبوشهاب ضمن برنامج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإعادة توطين المها العربي الذي تديره هيئة البيئة - أبوظبي، أطلق صباح أمس 14 رأساً من المها العربي بمحمية قصر السراب في صحراء الربع الخالي بمنطقة الظفرة والتي تبعد 200 كيلو متر عن العاصمة أبوظبي. وكانت جهود المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، في إعادة توطين المها العربي في البرية نموذجاً يحتذى به في جميع أنحاء العالم، وبفضل الدعم الكبير من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة - أبوظبي، أصبحت الإمارات موطناً لأكثر من 10 آلاف رأس من المها العربي، 5000 منها في إمارة أبوظبي. وشهد عملية إطلاق المها العربي د. ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، ونورة محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ورزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي ود.شيخة سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في الهيئة. ومع عملية إطلاق 14 رأساً من المها العربي مُنحت فرصة جديدة للحياة في البرية بمحمية قصر السراب بعد أن كانت على وشك الانقراض، وأصبحت المها العربي اليوم قادرة على التجول بحرية في واحدة من أكبر الصحارى في العالم -الربع الخالي - وستتاح الفرصة لنزلاء وزوار منتجع وفندق قصر السراب بإدارة أنانتارا للتعرف إلى أحد أكثر الأنواع شهرة في شبه الجزيرة العربية ومشاهدتها في بيئتها الطبيعية.وقال الزيودي: تحتضن إمارة أبوظبي 6 محميات بحرية و13 محمية برية تشكل 13% و15.4% من مساحة الإمارة على التوالي تضم العديد من الموائل ذات الأهمية البيئية الكبيرة، ويعتبر إطلاق الهيئة اليوم للمها العربي مثالاً جلياً يبرز اهتمام الدولة والتزامها بالحفاظ على التنوع البيولوجي وتنميته باعتباره من أولوياتها الرئيسية.وقالت نورة الكعبي: «لا يكتسب المها العربي أهمية بيئية في المنطقة فحسب، بل له أيضاً أهمية ثقافية، ولطالما كان للمها العربي قيمة مهمة في الحضارات المتعاقبة الماضية في شبه الجزيرة العربية جعلتها من أكثر الحيوانات تميزاً في المنطقة، كما برزت المها العربي بشكل ملحوظ في الأدب والشعر العربي، ليس فقط بسبب جمالها وتميز مظهرها، لكن أيضاً بسبب قدرتها على التكيف بشكل كبير مع بيئتها الصحراوية، وكذلك لقوتها وشجاعتها، وإنها للحظة فخر لشعب دولة الإمارات ونحن نشهد على تحقق رؤية وتطلعات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد للمها العربي التي أصبحت اليوم حقيقة واقعة».وقالت رزان خليفة المبارك: «كان الاهتمام الشخصي والخاص للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ودعمه المستمر وبُعد نظره الدافع الحقيقي وراء نجاح عملية إعادة توطين المها العربي في البرية لتصبح نموذجاً يحتذى به في جميع أنحاء العالم، وتطورت هذه الجهود إلى برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي، الذي يعتبر اليوم من أنجح وأمتع القصص التي يرويها حماة الطبيعة، ويمثل نجاحاً كبيراً لبرامج الحماية والإكثار في الأسر». وأضافت: «على مدى السنوات العشر الماضية نجح البرنامج، الذي يحظى بدعم من ديوان ولي العهد، في تحقيق رؤيتنا بإيجاد مجموعات طليقة من المها العربي في بيئاته الطبيعية، داخل محميات واسعة ضمن المناطق التي كانت تعيش فيها في السابق، وتكوين قطعان متنامية قادرة على الاعتماد على ذاتها، والتجول بحرية في مواطنها الطبيعية». مبادرة إقليمية وتابعت المبارك «ساهمت جهودنا المحلية والإقليمية في تغيير حالة المها العربي في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة من «مهددة بالانقراض» إلى «معرضة للانقراض» في عام 2011». علاوة على ذلك، يساهم مركز دليجة لإدارة الحياة البرية في أبوظبي في تعزيز استدامة واستمرار الأجيال القادمة من المها العربي، وحماية أعداده من المؤثرات السلبية للتزاوج الداخلي على المدى البعيد». ووفق المبارك «امتدت جهود الإعادة على المستوى الإقليمي، حيث تم إطلاق المها في المناطق المحمية، ليس فقط في الإمارات، بل أيضاً في سلطنة عُمان والأردن، كذلك نقوم باستضافة الأمانة العامة لصون المها العربي، كمبادرة إقليمية منبثقة عن اللجنة التنسيقية لصون المها العربي.وقالت د.شيخة سالم الظاهري: «من خلال إطلاق المها العربي في محمية قصر السراب، نكون قد نجحنا مرة أخرى في إتاحة الفرصة للجمهور للوصول إلى المناطق المحمية والتواصل مع الطبيعة، ولقد عملنا بشكل وثيق مع منتجع وفندق قصر السراب لتدريب مرشديهم لضمان أن يتعرف نزلاء الفندق إلى هذا الحيوان المهيب في البرية، والاستمتاع بتجربة ملهمة وغنية بالمعلومات. وستواصل الهيئة القيام بدورها بمراقبة المحمية لضمان سلامة وصحة هذا النوع المهم».وقال وائل سويد المدير الإقليمي لمنتجعات أنانتارا في أبوظبي: إعادة التوطين في محمية قصر السراب، توفر فرصة استثنائية لضيوفنا لمشاهدة هذا الحيوان الرائع المهدد بالانقراض. نجاح متواصل نجح برنامج الشيخ محمد بن زايد لإطلاق المها العربي الذي يعرف بأنه أحد أنجح برامج المحافظة على الأنواع في العالم، في تغيير مصير أحد أكثر الأنواع شهرة في شبه الجزيرة العربية. ومنذ انطلاقه في عام 2007، أطلقت الهيئة المها العربي في العديد من المناطق المحمية في الإمارات وعُمان والأردن، ففي السنة الأولى من البرنامج، تم إطلاق 98 رأساً في محمية المها العربي، و87 رأساً أخرى في عام 2011، ونمت هذه الأعداد لتصبح المحمية موطناً ل 835 رأساً من المها العربي استناداً إلى المسح الجوي الأخير الذي أجرته الهيئة أوائل عام 2017. وتبلغ مساحة محمية قصر السراب 304 كيلومترات مربعة، وتقع على بعد 200 كيلومتر إلى الجنوب من مدينة أبوظبي، ويوجد بالمحمية 16 نوعاً من النباتات، وحوالي 30 نوعاً من الطيور، تم تسجيلها أثناء عمليات المراقبة الدورية التي أجريت خلال السنوات القليلة الماضية، كما يوجد 13 نوعاً من الزواحف و10 أنواع من الثدييات. المها تقلل حاجتها من الماء صيفاً وتُعرف المها العربي محلياً بعدة مسميات منها «السولع» و«الوضيحي»، وتُعد شبه الجزيرة العربية الموطن الأصلي الوحيد للمها العربي، ويعتبر هذا النوع من المها أكبر أنواع الظباء التي كانت ترعى سابقاً في سهول وصحاري المنطقة، وتقلل حاجتها لاستهلاك المياه خلال فصل الصيف، عندما تكون المياه شحيحة، ويمكن أن تزود نفسها بالماء من قطرات الندى التي تتشكل على سطح النباتات الصحراوية، وبهذه الطريقة، يمكنها البقاء على قيد الحياة لمدة تسعة أشهر دون شرب الماء، ولونها الأبيض يعكس حرارة الشمس، وترتفع درجة حرارة جسمها في الأيام الحارة وتخرج الحرارة الزائدة مع برودة الجو في ساعات الليل، ويظهر الجمل سلوكاً مماثلاً، إلا أن درجة حرارة المها تصل إلى درجات أعلى بكثير، وتبقى درجة حرارة دم المها العربي التي تدخل دماغها أقل بكثير من درجة حرارة جسمها، وهي تتحكم بذلك عن طريق تشغيل الدم الذي يتم ضخه إلى الدماغ قبل الدم الآخر الذي يمر عبر ممرات الأنف، والتي يتم تبريدها عن طريق تبخر السوائل، وهي واحدة من أصعب الفرائس التي يمكن الوصول إليها نظراً لقوتها وشجاعتها ورؤيتها الواضحة، والمها هو اسم شائع للإناث في العالم العربي، وتعتبر المها العربي من أكبر الظباء حجماً، حيث يصل وزنها إلى 120 كيلو جراماً، ويبلغ عمرها الافتراضي حوالي 20 عاماً، ويغلب اللون الأبيض على الذكور والإناث، ويصل الذكور إلى سن البلوغ بين عام ونصف إلى عامين، وتلد أنثى المها عجلاً واحداً سنوياً، بعد فترة حمل تبلغ 8.5 - 9 أشهر، وتنمو القرون في الذكور والإناث على حد سواء، إلا أن قرون الإناث عادة ما تكون أقل سُمكاً، وفي موسم التزاوج يتناطح ويتعارك الذكور لإظهار القوة وفرض السيطرة، وتعد المها العربي من الكائنات النباتية، التي تتغذى على الأعشاب والبراعم وأوراق الشجر، وتستطيع المها العربي تتبع المطر من مسافات طويلة، وبإمكانه أن يتجول آلاف الكيلومترات.
مشاركة :