بريجيت ياغي لـ «الراي»: أنصح كل مَن يعاني مرض «الأنا» أن يفكّر مثلي - مشاهير

  • 11/25/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

بين الغناء والتمثيل، تحاول الفنانة اللبنانية بريجيت ياغي أن تنوّع تجربتها الفنية. فهي انتهت من تصوير مسلسليْن، كما أنها تستعدّ لعمل مسرحي، أما غنائياً فهي طرحتْ أخيراً أغنية بعنوان «بتستاهل». وفي حديثها مع «الراي»، تقول بريجيت إنها لا تعاني عقدة النجومية، مؤكدة أن الأمر يعكس ثقة عالية بالنفس، كما أنها على قناعة تامة بأن «ما هو من نصيبي سأناله، وإذا لم أَنَله فهذا يعني أن لا خير لي فيه وليس من مصلحتي»، مؤكدة أن هذا التفكير يريحها كثيراً «ولا يتسبب لي بعقد نفسية»، كما نصحتْ كل مَن يعاني مرض «الأنا» ان يفكر مثلها كي يخف مرضه... ● طرحتِ أخيراً أغنية جديدة بعنوان «بتستاهل»، فهل تفكرين بتصوريها أيضاً؟ - هذا الأمر وارد جداً. الأغنية كلاسيكية، وهي من كلمات وألحان مي مطر وتوزيع طوني أبي خليل واستوديو وميكساج رالف سليمان. ● تبدين بعيدة عن الدراما؟ - كلا، ولكن الأعمال التي صوّرتُها لم تُعرض بعد. فأنا انتهيتُ من تصوير مسلسل «سكت الورق»، كما شاركتُ في المسلسل السوري «غضبان» الذي ألعب فيه دور البطولة إلى جانب فهد النجار، وهو سيُعرض في رمضان 2018. وأتدرب حالياً على مسرحية جديدة ستُعرض في ديسمبر المقبل، وهي مسرحية غنائية كوميدية، أشارك فيها غناءً وتمثيلاً ورقصاً، وأنا سعيدة جداً لخوضي هذه التجربة، خصوصاً أنني خريجة مسرح. ● هل تحاولين أن تحقققي نوعاً من التوازن بين تجربتيْك الغنائية والتمثيلية؟ - لستُ من النوع الذي يخطط لأن يراه الناس على الشاشة كل شهرين بعمل جديد، بل أنتظر العمل الذي يُقْنِعني. ربما النص الذي أقبل به لا يعجب غيري، وأكثر ما يهمّني قناعاتي وإحساسي وأن أكون منسجمة مع الأشخاص الذين أعمل معهم. أنا أحرص على النقطة الأخيرة كثيراً، ولذلك أبحث عن النوع وليس عن الكمّ، كما أحرص كثيراً على اختيار أدواري. ليس بالضرورة أن يكون الدور مركّباً، بل أقصد العرض بشكل عام، نصاً وإنتاجاً وإخراجاً وممثلين. أنا أسأل عن كل هذه التفاصيل، من دون أن أتدخل في ذلك، ولكن يهمّني أن أعرف مَن هم الأشخاص الذين يشاركونني العمل. تصلني الكثير من العروض خارج لبنان، ولكن ألا يفترض أن يكون العمل الذي أسافر من أجله «محْرز» كي أغيب عن بيتي شهرين أو ثلاثة أشهر؟ ولذلك، أفضّل أن أبقى في بيروت على أن أُشارِك خارج لبنان في أعمال لستُ مقتنعة بها. ● كونك خرّيجة مسرح، هل يلعب هذا الأمر دوراً في كونك لا تعانين عقدة النجومية وتقديم أدوار البطولة؟ - لا أعاني هذه العقدة، وهذا الأمر يَعكس وبكل تواضع ثقة عالية بالنفس. والفنان الذي يملك ثقة بنفسه يفرض نفسه في أيّ دور يقدّمه. هناك أمور لا يمكن أن أتغاضى عنها لأنها من حقي، كترتيب اسمي في «تيتر» المسلسل، ولكنني لا «أعلّق» كثيراً على هذا الموضوع عندما أشعر بأنني حصلتُ على حقي بطريقة صحيحة. وإذا كان العمل مثلاً يضمّ ممثلين يكبرونني سناً وتاريخاً، فلن أقبل أن يكون اسمي قبل اسمهم، لأنني أحترمهم وأحترم تاريخهم الفني. عادةً، لا أتحدث في موضوع ترتيب الأسماء إلا إذا شعرتُ بعدم الإنصاف. ● ولكن ألا ترين أن هذا الأمر، يمكن ألا يوصلك إلى أدوار البطولة كما نادين نسيب نجيم أو نادين الراسي أو سيرين عبدالنور؟ - لنفترض أن العمل يقوم على بطولات مشتركة، هل أتشاجر مع القيّمين على العمل من أجل أن يكون اسمي أول اسم؟ هذا اسمه «قلّة عقْل». ربما لم تصلني الفرصة المناسِبة حتى الآن، ولكنني لستُ من النوع الذي «يقتل» نفسه من أجل هذه الأمور، بل «أقتل» نفسي من أجل عملي. ما تقولينه أفكر فيه بيني وبين نفسي كي أشجع نفسي، لأن الإنسان هو الذي يعطي دافعاً لنفسه، ولكن الفرصة التي تسمح لي بأن أتواجد في عمل من بطولتي لم تصلني حتى الآن. ● هل ترين أن هناك أشخاصاً محظوظين أكثر من غيرهم في مجال التمثيل؟ - كل إنسان ينال نصيبه، وربما لم يحن الوقت المناسب كي أنال ما أستحقه. أنا أفكر بهذه الطريقة. ● في كل الأحوال لا تزالين صغيرة في السن؟ - لستُ صغيرة إلى هذا الحدّ. ما هو من نصيبي سأناله، وإذا لم أَنَلْه فهذا يعني أن لا خير لي فيه وليس من مصلحتي، وهذا الأمر لا يُحْزِنني، بل يجعلني أفكّر أنه ينتظرني الأفضل. أنا مقتنعة جداً بهذا التفكير وهو يريحني كثيراً، والأهمّ من كل ذلك أنه لا يتسبّب لي بعقد نفسية، وأنصح كل واحد يعاني مرض «الأنا» أن يفكر مثلي فربما يخفّ هذا المرض عنده. ● من المهمّ أنك تفكرين بهذه الطريقة مع أنك لعبتِ دور البطولة في أول أعمالك السينمائية «بحر النجوم»؟ - منذ أن كنتُ طفلة وأنا أعيش هذه الأجواء ووفق هذه المبادئ والقِيم التي ربّاني عليها والدي ووالدتي، ولذلك أشعر بأنني مرتاحة ومتصالحة مع نفسي. أي عرض يصلني أفرح، ولكنني لا أعد نفسي به، وفي حال لم يتحقق فإنني لا أهتمّ، بل أسعى لأن يكون العمل المقبل أفضل منه. الحياة فيها «طلعات ونزلات» ويجب أن يتوقّع الإنسان كل شيء، الأسوأ كما الأفضل وأن يظل متفائلاً. ● وهل هذا السبب هو الذي دفعك للاتجاه نحو التعليم، وهل شعرتِ يومها بأنك لا ترغبين بالعمل في الفن وأُقفلت الأبواب بوجهك؟ - لم أكن أرغب في التعليم، ولكن مدير المدرسة التي تخرّج منها إخوتي وهو صديق لوالدي عرض عليّ أن أعطي حصصاً للأولاد عن مادة المسرح، كوني خرّيجة مسرح. وهذه التجربة أفادتني كثيراً، وجعلتْني أعرف كيف أتعامل مع الأولاد. وفي حال طُلب مني اليوم أن أترك التدريس، فإنني سأرفض لأن هذه التجربة علّمتني كيف أتعامل مع أولادي مستقبلاً. تلاميذي تراوح أعمارهم بين عمر 10 و14 عاماً، وهو عمرٌ صعب ويتطلّب أسلوباً معيناً في التعاطي. التلاميذ يتعاملون معي على أنني نجمة وإنسانة مشهورة، ولذلك لا يرضون زعلي. التدريس رسالة جميلة جداً، وتخصيص يومين في الأسبوع لتحقيقها هو أمر مهم جداً، كما أنه يتيح أمامي الفرصة للتعرّف على تلاميذ جدد عاماً بعد عام، ويوجد بينهم مَن يملك موهبة كبيرة. وأؤكد لكِ أنني اتجهتُ نحو التعليم لأنه طُلب مني ذلك، وليس لأنني شعرتُ بأن أبواب الفن مقفلة في وجهي.

مشاركة :