أبدى الكاتب والصحفي الأمريكي الشهير، توماس فريدمان، إعجابه بشخصية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال لقاء أجراه معه لصحيفة «نيويورك تايمز»، وبالتغيير الذي يقوده.واستهل فريدمان سطور مقالته، في «نيويورك تايمز»، بإشادته ب«الربيع العربي السعودي» الذي يقوده الأمير الشاب بالمملكة من خلال أهم عملية إصلاح، لم تشهد مثلها أية منطقة في الشرق الأوسط، لا سيما تلك الدول التي مرّ بها ما يسمى «الربيع العربي» وأنهكها ودمر معظمها، إذ إن محمد بن سلمان بدأ بتغيير رأس الهرم من أعلاه وحتى أسفله، بدءاً من الشخصيات البارزة في السلطة وطبقة الأثرياء المخملية، إضافة إلى إعادته بناء الشخصية السعودية استناداً للنموذج الإسلامي المعتدل، وهو ما اعتبره الكاتب الأمريكي بأنه لن يقلب موازين السعودية رأساً على عقب فحسب بل سيغير مفهوم الإسلام في جميع أرجاء العالم، مشيراً إلى أن الأحمق فقط هو من لا يؤيد هذا التغيير.الكاتب الأمريكي، الحائز جائرة «بوليتزر» ثلاث مرات، أوضح أنه التقى بولي العهد في قصر عائلته في حي «العوجا» شمالي الرياض، مشيراً إلى أن ابن سلمان يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة. وكان الأمير خالد، سفير السعودية في واشنطن وهو شقيق ولي العهد، موجوداً وكذلك عدد من الوزراء، وتشاركوا جميعاً أطباقاً من لحم الضأن.ويرى فريدمان أنه إذا أحس الشعب بأن ابن سلمان يقوم بمكافحة الفساد فعلاً وبشفافية،فإن من شأنها أن توضح للمستثمرين السعوديين والأجانب في المستقبل أن النظام سيسود على الكل، فإن الشعب سيضع الكثير من الثقة الجديدة بالحكومة.ولكن في حال تحولت العملية إلى إجراءات تعسفية، ولم تخضع لسيادة القانون، فإن الأمر سينتهي بزرع الخوف وإثارة قلق المستثمرين السعوديين والأجانب. وأكد الكاتب الأمريكي أن كل السعوديين يؤيدون ابن سلمان، مشيراً إلى أن من تحدث معهم من دون استثناء، في الأيام التي قضاها بالمملكة، أعربوا عن دعم مطلق لحملة الأمير.فريدمان تحدث عن الأجواء التي تم فيها الحوار، قائلاً: «قام أحد الوزراء الموجودين بإخراج هاتفه، وأطلعني على صور ومشاهد فيديو للسعودية في الخمسينيات من موقع يوتيوب، وظهر فيها صور لنساء بلباسهن المعتاد، ويتجولن مع الرجال في الأماكن العامة، فضلاً عن الحفلات الغنائية ودور السينما. لقد كانت مكاناً تقليدياً ومعتدلاً، ولم تكن مكاناً يمنع فيه الترفيه، غير أن هذا تغير بعد عام 1979».ويرى فريدمان أنه «إذا ما تمكنت السعودية من معالجة فيروس التطرف الذي يعادي تعدد الآراء ويكن الكره للنساء، والذي تفشى بعد عام 1979، فإنها ستتمكن من نشر الاعتدال في جميع أنحاء العالم الإسلامي».
مشاركة :