يؤكد القبض على ثلاثة فتيان سعوديين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاما، قادمين من الأراضي اليمنية بطريقة غير مشروعة، بعد أن خرجوا من البلاد بغرض الالتحاق بمواطن القتال، أن مسلسل التغرير بصغار السن من أبناء الوطن والزج بهم في مناطق الصراع، يحتاج إلى حملات توعوية مضادة لكشف زيف هذا الفكر المخادع الذي يتلبس بالدين لتحقيق مآرب سلطوية ومكاسب مادية. لابد أن تتكامل جميع الجهات الأمنية والثقافية والإعلامية لتحصين الشباب من هذا الفكر المنحرف، وهذا ما أكد عليه أمس صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «الخليج العربي والتحديات الإقليمية»، والتي طالب فيها وسائل الإعلام بعدم ربط أسماء الجماعات الإرهابية بالإسلام، مؤكدا أنه لا يجوز أن يطلق على مثل هذه التنظيمات الإرهابية الدموية صفة الدولة الإسلامية، لأن الإسلام بريء من أفعالهم. إن مثل هذه المسميات المرتبطة زيفا وبهتانا بالدين، قد تسهم بزيادة أعداد المغرر بهم من الشباب الإسلامي الذي يجهل ممارسات تلك الجماعات ومبادئهم ومكرهم الفكري والسياسي، فالإسلام دين التسامح ودين السلام ولا تجمعه مع الإرهاب أي صلات أو قواسم مشتركة، لذا لابد من تكاتف جهود المسلمين عامة والعلماء والدعاة خاصة لاستعادة الصورة الحقيقية للدين الإسلامي وكشف زيف ذلك الفكر المنحرف عن تعاليم الإسلام والذي تحاول جماعات الظلام والإرهاب والتطرف تكريسه، كما أننا بحاجة لطرق وآليات علمية وفكرية وأمنية متطورة لفضح مخططات تلك الجماعات التي تعتبر من أبرز التحديات والمهددات للأمن الإقليمي حيث إنها تشكل خطرا حقيقيا على المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص.
مشاركة :