سجل متحف الحيفة لصاحبته شرعاء فايد حمود المعروفة ب “أم فايز” نموذج لعشق المرأة الجنوبية للتراث وحبها لجمع قطعه، وتطويره بهوية جديدة. وأكدت “أم فايز”  أن متحفها الذي يقع في حي الغزالة بمحافظة بيشة يعتبر من المتاحف القديمة، ويضم ١٠٠٠ قطعة، موزعة على العديد من الأقسام التي تعبر عن حقب تاريخية متعددة،وعن مكوناته، قالت إنه يضم حلي المرأة من الفضيات والأساور والحجول والعقود والقلايد، إضافة إلى أعمال المرأة التي برعت فيها كالخياطة والتطريز وصناعة الخوص والقطع الفضية المزينة بالأحجار الكريمة. وأشارت  “أم فايز” إلى أنها تقوم بعقد العديد من الدورات التدريبية في متحفها للتعريف بهذه الحرف والحفاظ عليها من الأندثار، وتشارك في المناسبات الوطنية والرسمية، وتقيم برامج للفن التشكيلي والرسم، وتعرض في ساحة كبيرة أفلام وثائقية عن مشاركة المتحف في الجنادرية، وإعداد القهوة والمهراس، وإحياء المهن القديمة من خلال استضافة مستمرة للأسر المنتجة وتقديم الوجبات الشعبية المشهورة في بيشة واستعادت ذاكرة إنشاء المتحف، قائلة إنها قامت بإنشاء المتحف على ارض خاصة بها قبل ٣ سنوات، وتستقبل الزوار من كل مكان، موضحة أنها حصلت على القطع من خلال الشراء أو الميراث من الأهل. وتابعت أنها تعمل جاهدة على الحفاظ على الموروث القديم، وإخراجه في قالب مطور حتى يمكن الاستفادة منه، مؤكدة أن الحفاظ على هذا الموروث الشعبي يعتبر أمانه ومسؤولية تستدعي أن يشعر بها أبناء هذا الوطن. ونوهت بجهودها في تطوير شكل الخوص إلى نموذج حديث يضم الأدوات المكتبية والصناديق. من جهته، بين مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة أن هيئة السياحة والتراث الوطني تدعم أصحاب المتاحف، وتشركهم في كثير من المناسبات الوطنية، كما تكرم أصحابها تقديرا لجهودهم في حفظ الترات الوطني. عن ما تمتاز به “أم فايز من حرف”، قال: “البرنامج الوطني للصناعات والحرف اليدوية  “بارع ” يتابع ويقوم بدعم هذه المبادرات من الحرفيات السعوديات، بعد حصرهن ضمن قاعدة بيانات عريضة على مستوى المملكة، ويلحقن ببرامج التدريب والاستضافات في المهرجانات التراثية والتعريف بهن على المستوى المحلي والعربي”، مشددا على أن هذه الحرف تعبر عن تراث المملكة وحضارتها والذي يجب أن ينتقل الشعور بالمسؤولية تجاه هذا الأمر إلى المواطن والمواطنة، وأن لا يظل هذا الأمر مسؤولية حكومية. يذكر أن “أم فايز” كرمت في حفل أبها عاصمة السياحة العربية، وسبق أن شاركت في مناسبات هامة كمهرجاني الجنادرية والبادية ومعارض الشارقة.