في كل مرة يتحدث فيها سمو ولي العهد إلى وسائل الإعلام، يزداد العالم انبهاراً وإعجاباً وذهولاً من الفكر السعودي غير التقليدي، واللغة الشابة والطموحة، الشفافة والمُباشرة، ونزداد نحن ثقة بمُستقبلنا، واعتزازاً ببلادنا ومُقدراتنا، وثباتاً بالحق مع قيادتنا، ولعل أكثر المذهولين في الحوار الأخير هو الصحفي (توماس فريدمان) الذي لم يتوقّع أن يجد هذا الكم من الشفافية والصراحة من الأمير محمد بن سلمان خصوصاً في قضايا حساسة كان يصعب الحديث عنها وتناولها, وبعضها ما زال جارياً الآن، ولم يكن يعلم أيضاً بهذا التأييد الكبير والشعبية الجارفة التي يحظى بها الأمير محمد بين أوساط المواطنين السعوديين، والكل يعلم ويقرأ مقالات وتحليلات الصحفي الأمريكي السابقة عن المملكة وسياساتها, وكيف جاءت مُغايرة في مقاله الأخير عندما اقترب أكثر من المشهد، وشاهد بأم عينه كيف تتغيّر السعودية وتتقدَّم بثبات، إنَّها حقائق على أرض الواقع، تختصر الزمن بقفزات نحو المُستقبل . الأمير محمد بن سلمان لم يحاول يوماً التجمُّل في حواراته وكلماته وخطاباته بعبارات فضفاضة، أو الاختباء خلف مُفردات عائمة، أو ترديد شعارات رنَّانة تعوَّد الشارع العربي على سماعها والهتاف لها، بل يتحدث في كل مرة بلغة شجاعة وواثقة مُحدَّدة، تكشف الواقع بشفافية مُتناهية وصراحة تامة، وتصوِّر المُستقبل -الذي يبدو للبعض خيالاً صعب المنال- كهدف سيتم تحقيقه والوصول له بالاعتماد على خطوات رُسمت بعناية فائقة تعتمد على المُعطيات والأرقام كحقائق دون مُبالغة أو تهويل، اقترنت بخطوات إصلاحية وتصحيحية جراحية بدأت بالتزامن معها بالفعل، مما يعني إصلاح الواقع والمُضي نحو المُستقبل في ذات الوقت. حديث سمو ولي العهد الذي نشرته (نيويورك تايمز) ومضامينه، يحتاج إلى مقالات ومقالات لتحليله والتعليق عليه، وهو ما بدأنا نقرأ عناوينه في الصحف العالمية في اليومين الماضيين، ونشاهده كموضوع رئيس في برامج حوارية تليفزيونية مهمة، كأمر طبيعي لأهمية ومكانة الرجل أولاً، وتوقيت حديثه ومضمونه ثانياً الذي شمل الخطوات الإصلاحية والتصحيحية التي يعيشها المجتمع السعودي بشيء من التفصيل، مع تلك الإجابات الواضحة والصريحة فيما يخص إجراءات مُكافحة الفساد التي شغلت الرأي العام العالمي وفندت المزاعم حولها، إضافة لخطر إيران المُستمر وقيادتها الهتلرية، والحرب في اليمن وقضايا أخرى.. إلا أنَّ الأكثر تأثيراً -برأيي- هي كلمات الأمير محمد المؤثِّرة عن عجلته من أمره، كون الحياة قصيرة وهو يريد أن يرى ما يدور في ذهنه يتحقق أمام عينه.. كُلّنا معك يا سمو الأمير. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :