تبدو روسيا في طريقها للغياب عن بطولة عالمية أخرى، وذلك بعدما أبقى الاتحاد الدولي لألعاب القوى على عقوبة الايقاف الصادرة بحقها منذ نوفمبر 2015 بسبب التنشط الممنهج، وذلك بحسب ما أعلن الأحد. وقال النروجي رون اندرسن، المدير المستقل المسؤول عن فريق الاستقصاء المعين من قبل الاتحاد الدولي لالعاب القوى من أجل القضية الروسية، أنه تم "الوفاء ببعض الشروط المطلوبة من أجل السماح لروسيا بالعودة (الى المشاركة)، لكن لا تزال هناك نقاط رئيسية عالقة، مثل إعادة تأهيل الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات بوصفها وكالة مستقلة لمكافحة المنشطات، واعتراف السلطات الروسية بالاستنتاجات التي خلص إليها تقرير ماكلارين وبالتنشط الممنهج الذي حصل باشراف السلطات العليا في الدولة". وتابع "طالما أنه لم يحصل هناك اعتراف بما حدث سابقا، فليست هناك ضمانات بأن ما حصل لن يتكرر مجددا". ويأتي هذا القرار قبل أيام معدودة على انعقاد الاجتماع الهام لتنفيذية اللجنة الأولمبية الدولية من 5 الى 7 ديسمبر في لوزان، من أجل البحث بالسماح لروسيا بالمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقررة في بيونغ تشانغ (9 الى 25 فبراير) من عدمه. ولن يعقد الاجتماع التالي للاتحاد الدولي لالعاب القوى قبل بطولة العالم داخل قاعة والمقررة بين 1 و4 مارس المقبل في برمنغهام، ما يعني أن روسيا مستبعدة عن البطولة، كما كانت حال رياضيي العاب القوى لديها خلال اولمبياد ريو 2016 أو بطولة العالم لألعاب القوى الصيف الماضي في لندن. وسبق للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) أن قررت الخميس الابقاء على ايقاف روسيا، ما يزيد المخاوف من احتمال منع الرياضيين الروس من المشاركة في أولمبياد 2018 الشتوي. وكان قرار "وادا" متوقعا على نطاق واسع، لاسيما بعد رفض روسيا الاقرار بوجود نظام تنشط، بحسب ما أظهر تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين، والذي أجرى تحقيقاته بتكليف من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات. وبعد صدور التقرير الأولي لماكلارين في 2015، اعتبرت روسيا "غير ملتزمة" بمعايير مكافحة المنشطات، بعد ورود اتهامات في التقرير بوجود نظام تنشط ممنهج لمدى أعوام لاسيما خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة سوتشي الروسية عام 2014، بضلوع مباشر من وزارة الرياضة المحلية وأجهزة الأمن الروسية. وطلبت الوكالة الدولية من روسيا ان "تقبل علنا" بما توصل اليه تقرير ماكلارين، وتتيح لـ "وادا" الوصول الى عينات البول الموجودة في مختبرات مكافحة المنشطات في موسكو، وذلك ضمن سلسلة من المطالب قبل الموافقة على رفع الايقاف. وأمام اجتماع الوكالة الدولية في سيول، أقر رئيس اللجنة الأولمبية الروسية ألكنسدر زوخوف بأن نظام مكافحة المنشطات في روسيا قد فشل، الا انه رفض تحميل المسؤولية لمسؤولي الوكالة الروسية. ومنع العديد من الرياضيين الروس من المشاركة في اولمبياد ريو 2016، وقد يكون استبعاد أولمبي آخر بعد الاجتماع الحاسم لتنفيذية اللجنة الأولمبية الدولية الشهر المقبل. واوقفت الوكالة الروسية للمنشطات في نوفمبر 2015 مع بداية الفضيحة التي كشفها تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين بخصوص نظام تنشط ممنهج للدولة الروسية تورطت فيه العديد من أجهزتها، من وزارة الرياضة الى أجهزة الأمن، خلال الفترة الممتدة بين العامين 2012 و2015. ومنذ ذلك التاريخ، أوفت الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات بأغلب الشروط التي حددتها الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات. لكن الاخيرة لا تزال تنتظر إقرارا صريحا من موسكو بالاستنتاجات التي توصلت اليها "وادا" والواردة في التقرير الذي كلف ماكلارين بإعداده عام 2016، خصوصا البعد المؤسساتي للمنشطات في روسيا.
مشاركة :