ما إن انتهت المقابلة مع عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عضو وفدها إلى حوار القاهرة حسين الشيخ، على تلفزيون فلسطين الرسمي، التي أعلن فيها أن «نسبة تمكين حكومة التوافق الوطني في قطاع غزة لم تتجاوز خمسة في المئة، حتى شرع عدد من الغزيين، بسخرية، بحساب المدة التي تحتاجها للتمكين الكامل. وأصبح مصطلح «تمكين» الحكومة مثاراً للسخرية والغضب لدى معظم الفلسطينيين في قطاع غزة، البالغ عددهم مليونا مواطن، يعيش الكثيرون منهم ظروفاً اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية، في ظل أزمات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم وتلوث مياه البحر المتوسط وغيرها من الأزمات الناجمة عن عشر سنوات من الانقسام. ويطالب الفلسطينيون في قطاع غزة الحكومة بالعمل على إنقاذ القطاع من الكوارث التي يعيشونها، في وقت يحذر مراقبون من أن الأوضاع قد تنفجر وتؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها في حال «تقاعست الحكومة عن أداء مهماتها وظلت تتذرع بالتمكين». وقال الشيخ في مقابلة مع تلفزيون فلسطين إن الحكومة لم تتمكن في الجانب المالي ولا يوجد أي جباية فعلية من الحكومة، وفي حال تمكنت الحكومة «ستُرفع الإجراءات العقابية بشكل تلقائي عن غزة، لأن الحكومة لن ولم تعاقب نفسها». وأضاف أن الحكومة «لم تتمكن إدارياً ومالياً ولا أمنياً في قطاع غزة و «لم نتقدم سنتميتراً واحداً في ملف الأمن في قطاع غزة. فكل طواقمنا حفاةٌ عراةٌ في المعابر ولا يمكن التمكين على المعابر من دون الأمن». واعتبر أن «كل الإشكالات، التي واجهتنا في الجانب الإداري في اجتماع القاهرة الأسبوع الماضي، هي قصة الموظفين غير الشرعيين في غزة». وشدد على أنه «من دون تنفيذ بنود الاتفاق» الذي وقعت عليه حركتا «فتح» و «حماس» في 12 الشهر الماضي في القاهرة «لا يمكننا إنهاء الانقسام وتمكين الحكومة في غزة». وقال: «نحن (فتح) ذاهبون إلى المصالحة بقرار وطني فلسطيني حر لإنهاء الانقسام وحماية مشروعنا الوطني، ولم نأت إلى المصالحة بقرار إقليمي، ولا جزء من لعبة إقليمية دولية» في إشارة ضمنية إلى حركة «حماس»، مطالباً من وصفهم «أحرار» الحركة «بحماية مسيرة المصالحة والدفاع عنها، وعدم السماح لأي تيار بأن يحكم عليها بالفشل». وكان عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، عضو وفدها إلى حوار القاهرة، صلاح البردويل، اتهم وفد «فتح» والسلطة الفلسطينية بالرضوخ لضغوط أميركية لعدم إتمام المصالحة. وقال البردويل إن «الضغوط الأميركية نجحت في دفع السلطة للتراجع عن ملفات المصالحة»، مضيفاً أن رئيس الاستخبارات العامة الفلسطينية، عضو وفد «فتح» إلى حوار القاهرة اللواء ماجد فرج أبلغ «حماس» أثناء زيارة إلى غزة أخيراً أنهم «لا يستطيعون التقدم في المصالحة بسبب هذه الضغوط». وحول سلاح المقاومة، الذي ترفض «حماس» وفصائل مسلحة أخرى تسليمه أو التنازل عنه، اعتبر الشيخ أن «سلاح المقاومة ليس شأناً تنظيمياً أو فصائلياً ويجب أن نتفق عليه، فلن يكون إلا سلاح واحد وقانون واحد». وبعد ساعات قليلة اعتبرت «حماس» أن تصريحات الشيخ تعكس «سوء النية». وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري إن «تصريحات الشيخ إخضاع سلاح المقاومة تعكس سوء النوايا وتمثل تكراراً لمطالب الاحتلال» الإسرائيلي.
مشاركة :