في كل موسم للمطر أهالي مدينة جدة يحبسون أنفاسهم حتى تمر هذه السحابة بكل ما تحمله من زخات مطر وبارق ورعد، خوفاً من الله أولاً ثم عدم وجود الثقة في أداء أمانة جدة بتصريف مجاميع مياه الأمطارالذي طال انتظاره من عشرات السنوات، وتتجدد معه سنوياً الوعود التي تتبخر مع تبخر السحابة التي تغطي سماءه، ولعلي أذكر خبراً نشر في الأول من ربيع الثاني لعام 1400هـ عن بدء العمل في مشروع تصريف مياه الأمطار لمدينة جدة لمدة 6 شهور ضمن قنوات تكلفتها 600 مليون ريال !!نحن الآن في عام 1439هـ وقد تضخمت الميزانيات المخصصة لتصريف مياه الأمطار سنوياً مع تصريحات لبعض المسئولين عن هذه المشاريع وانتهاء هذه الأزمة السنوية، ولكني أعتقد بأنهم نجحوا في تصريف انتباهنا وفشلوا في تصريف مياه الأمطار، فأتمنى أن تُطال هذه التصريحات والمسئولون من قبل الجهات الرقابية المختصة وأن يتحمل كل مسئول مقصر ما يستحقه من العقاب وأن يتم الكشف عن الأسباب الحقيقة لكل ما يحدث سنوياً في مدينة جدة من امتلاء الانفاق والشوارع وحتى الكباري والفيضانات وكذلك مقاولو المباني التي تسربت المياه الى داخلها عبر جميع المنافذ المخصصة وغير المخصصة لمكاتب ومنازل حتى تسربت المياه من خلال مخارج الكهرباء في مشاهد تكررت، أما الأرواح التي قضت آجالها من جراء هذه الفيضانات فهي في ذمة الله بذنب كل من تهاون أو قصر في تقديم الخدمة الواجب توفيرها لمثل هذه الأسباب.باعتقادي الجازم أن ما حصل في مدينة جدة قبل أيام لن يمر مرور الكرام في ظل توجه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لمحاربة الفساد وكل من يقف خلفه كائناً من كان، وأن يد الحزم سوف تنال كل من شارك في التهاون والتقصير في مقدرات الوطن وأرواح أبنائه لكي يعلم الجميع أن أي تصريح يصدر من قبل أي مسئول سوف يسأل عنه ويحاسب عليه، وكذلك أي تقصير أو إهمال أو إخفاق في أداء المهام الموكلة اليه، فلن تقبل الدولة أياً من ذلك في حق مواطنيها الذين يستحقون التقدم للأمام والأفضل دائماً.بقي أن أقول أن ليس كل ما ينشر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي صحيحاً بل أنه في بعض الأحيان يكون أقل من الواقع .. كما أنصح سكان مدينة جدة بتعلم التنفس العميق تحت الماء حتى تمر السحابة !!.
مشاركة :