أصبحت التحاليل الطبية اليوم من الأمور الروتينية عند حدوث أي طارئ صحي، لأنها تساعد الطبيب في تشخيص المرض وعلاجه ومراقبة تطوره. لكن على رغم التقدم الكبير في عالم التحاليل الطبية، التي تشعبت وتعددت، ما زالت الأخطاء في نتائج تلك التحاليل تحصل، ما يؤدي الى إرباك الطبيب والمريض في آن معاً، سواء على صعيد التشخيص أم على صعيد العلاج. ويمكن الأخطاء في التحاليل الطبية المخبرية أن تحدث في ثلاث مراحل: قبل إجراء التحليل، وأثناءه، وبعده. وقد يلعب الطعام دوراً في إعطاء نتائج مغلوطة، فهناك أطعمة يمكنها أن تحدث بلبلة على صعيد النتائج، فمثلاً يمكن الأسماك الغنية بمادة اليود أن تؤثر في نتائج فحوص الغدة الدرقية. وتستطيع الخضروات الغنية بالفيتامين ك أن تلقي بظلها على النتيجة الطبيعية لتجلط الدم. وحتى الحليب ومشتقاته الغنية بالكلس والفوسفور، يمكنها هي الأخرى أن تؤدي إلى إعطاء أرقام غير صحيحة تتعلق بهذين المعدنين. ويجب الأخذ في الاعتبار نوعية الأدوية التي يتناولها المريض، فهي قد تؤثر في نتائج بعض الفحوص، مثل الملينات، وأدوية الزكام، والأسبرين، والمنومات، ومسكنات الألم، ومضادات الحموضة، وحبوب منع الحمل، والفيتامينات وغيرها. كما يجب عدم إغفال دور الأنشطة الرياضية العنيفة، التي يمكنها أن تتسبب في إعطاء قراءة مغلوطة لنتائج بعض التحاليل الطبية، والشيء نفسه يمكن قوله عن الحالة النفسية. لا شك في أن نتائج التحاليل الطبية يجب أن تكون في غاية الدقة، لكن يبقى الخطأ فيها وارداً، من هنا على الطبيب والمخبري الحذر، فعند وجود أي شك في النتيجة تجب إعادة التحليل.
مشاركة :