تؤكد تحليلات العاملين بداخل الأوساط النفطية أن ما تمر به الأسواق العالمية لا سيما مؤشر الأسعار هي حالات طبيعية لا تستدعي القلق أو التخوف من استمرار الهبوط. في ذات السياق استبعد الدكتور محمد الشطي استمرار وتيرة هبوط أسعار النفط عند مستويات كبيرة تهدد استقرار أسواق النفط، وقال: إن متوسط سعر نفط خام برنت خلال العام الحالي ظلّ يدور حول متوسط 107 دولارات للبرميل خلال الأشهر يناير - سبتمبر وهو المستوى المقبول للأسعار في صناعة النفط والغاز كما تم التعبير عنه في العديد من المحافل الدولية. وأوضح الشطي أن هنالك عدداً من العوامل أسهمت في اختلال توزان الأسواق النفطية وهي تعافي إنتاج النفط الليبي ليصل إلى 800 ألف برميل يومياً وهو الأمر الذي سيساهم في زيادة المعروض من النفط الخفيف الفائق النوعية، واستمرار ارتفاع إجمالي إنتاج النفط الخام وسوائل الغاز في الولايات المتحدة الأمريكية باتجاه 12 مليون برميل يومياً مع نهاية العام 2014، وثبات الإنتاج العراقي عند 3 ملايين برميل يومياً، وقيام بعض الهيئات الدولية بتخفيض توقعاتها لتنامي الطلب العالمي خلال العام 2014، لتعكس بذلك واقع ضعف الطلب خلال الأشهر الماضية. وأشار إلى أن نمو الطلب العالمي على النفط خلال الربع الأخير من العام الحالي سيساعد على إعادة التوازن للأسواق العالمية وبالتالي دعم تحسن أسعار النفط. وأضاف الشطي لعل حال أسعار النفط الحالية مقابل المستقبل، حيث أن الأسعار في المستقبل مازالت حسب المنحنى السعري – forward curve – تمثل توقعات بالارتفاع يقابله هبوط في متوسط الأسعار حالياً، وهذه تؤكد حقيقة قلق السوق بخصوص استمرار الأجواء الجيوسياسية، والتي قد تشتد في المستقبل وتؤثر على إمدادات السوق، كذلك أيضاً السوق مقبلة على الربع الرابع من هذا العام والذي عادةً ما يقوى فيه الطلب على أساس موسمي مع برودة الطقس وارتفاع الطلب على النفط خصوصا الفائق النوعية والخفيف .
مشاركة :