يمضي برنامج منشد الشارقة، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قُدُماً بمتسابقيه، إذ أثبت منذ موسمه الأول جدارته ليس على الساحة المحلية فحسب، بل على الساحتين الإقليمية والدولية، ليغدو حلماً للكثير من الطاقات الإبداعية، التي تمتلك موهبة الإنشاد، وتعشق الفن الهادف، فتحول البرنامج إلى مدرسة رافدة للساحة الفنية، وشاهد ينقل مدى اهتمام الشارقة، بتشجيع الأجيال الجديدة والموهوبة من الطلبة على احتراف مجال الإنشاد، والارتقاء به.شهد البرنامج على مدى سنواته الـ10، اهتماماً كبيراً من صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي يعطي كل ما من شأنه الارتقاء بالكلمة والمحتوى جل الاهتمام والمتابعة، وأكدت مؤسسة الشارقة للإعلام من خلال البرنامج على دورها في تعزيز الواقع الإعلامي ورفده بمضامين إيجابية تنسجم مع توجيهات سموه الرامية إلى الاعتناء بكل ما يتعلّق بالفنون العربية والإسلامية، وتخصيص ما يلزم للارتقاء بها، وتطويرها.تجلى هذا الاهتمام بتوجيهات سموه ليضم البرنامج منشدين من جميع الدول العربية، الأمر الذي أثرى البرنامج بمزيد من الأصوات والمواهب، حيث تجاوز حدوده الجغرافية ليخترق بعداً إقليمياً وعالمياً، ويضفي عليه تطوراً لافتاً وارتفاعاً في نسبة المشاركين، فضلاً عن القاعدة الجماهيرية العريضة المتابعة لفن الإنشاد.طاف «منشد الشارقة» في دورته العاشرة أرجاء الوطن العربي، مانحاً الفرصة للمنشدين من مختلف المستويات لعرض مواهبهم عبر جولة اختبارات في 10 بلدان عربية، انطلقت من سلطنة عُمان والسعودية في 10 أغسطس الماضي، ثم انتقلت إلى كل من السودان والجزائر ومصر وتونس والمغرب ولبنان، واختتمت في الإمارات يوم 10 سبتمبر الماضي.ويفتح المنشد الباب أمام ثلاث عشرة موهبة فنية، هم المتأهلون في دورته العاشرة، فتضم القائمة كلاً من عثمان العباسي (السعودية)، وصالح الخلايلة (الأردن)، ويوسف محمود (مصر)، وعلي بن صالحة (تونس)، وياسين حموش (الجزائر)، وياسين لشهب (المغرب)، وسعيد بن شملان الطنيجي (الإمارات)، وأحمد قيمة (سوريا)، وسلطان السامرائي (العراق)، وحامد هاشم الحبشي (اليمن)، وخالد محجوب (السودان)، ووليد علاء الدين (لبنان)، وعبد الفتاح جحيدر (ليبيا).وشهدت مرحلة الاختبارات الأولية للبرنامج، التي أقيمت خلال شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، أكثر من 850 مشاركة عبر الأداء الحيّ أمام لجان التحكيم، بجانب مئات المشاركات الإلكترونية عبر الإنترنت. وتميزت جولة اختبارات الدورة العاشرة للبرنامج باختيارها لاثنين من المشاركين السابقين لتحكيم الاختبارات وفقاً لبلدانهم، لمقابلة المواهب وإعطائها النتائج الأولية التي سمحت لعشرة منشدين من كل دولة للتأهل إلى مرحلة التصفيات النهائية، وقامت لجنة تحكيم البرنامج في الشارقة، باختيار صوت واحد ليمثل كل دولة، بالإضافة إلى اختيار المتأهلين من بين المتقدمين عبر الإنترنت.استطاع البرنامج عبر دوراته الماضية أن يتحول إلى أكاديمية إنشادية حلقت من خلالها مئات الأصوات في فضاء الإنشاد، وأصبح لها مكانتها وذاع صيتها في رحاب هذا الفن الهادف، وبات البرنامج خلال الأعوام العشرة المنصرمة محط أنظار الباحثين والدارسين، وتمت مناقشة رسالة دكتوراه في جامعة روما الأولى بإيطاليا استعرضت تجربته، ونال من خلالها الباحث الفلسطيني إياد مروان حافظ درجة الدكتوراه، كما كان البرنامج عنوان مشروع تخرج لطالبة جزائرية في كلية الإعلام.يحظى البرنامج بإقبال كبير من المشاهدين في مختلف الدول العربية والغربية، وشارك فيه خلال الأعوام الماضية متسابقون من جميع الدول العربية، وكذلك من فرنسا، وبلجيكا، وإيطاليا، وأندونيسيا، وماليزيا، والبوسنة والهرسك، وتركيا، ما أكسبه بُعداً عالمياً.
مشاركة :