طرابلس (أ ف ب) - دانت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء سلسلة من الإعدامات الجماعية التعسفية لعشرات الاشخاص في مناطق خاضعة لسيطرة الرجل القوي في شرق ليبيا المشير خليفة حفتر. ودعت المنظمة ومقرها نيويورك "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر الى الوفاء وعده بالتحقيق في هذه الوقائع وتسليم مشتبه به في وقائع قتل مماثلة سابقة للمحكمة الجنائية الدولية. وعثرت الشرطة في 26 تشرين الأول/اكتوبرعلى جثث 36 رجلا، تم إعدامهم جميعا، قرب الأبيار، نحو 50 كلم شرق بنغازي ثاني كبرى مدن ليبيا. وبعد يومين، أمر حفتر المدعي العام العسكري بالتحقيق في الواقعة، لكن بدون التوصل لنتائج او اعتقال مشتبه بهم. وقال إريك غولدستين، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة إن "تعهدات الجيش الوطني الليبي بالتحقيق في عمليات القتل غير القانونية المتكررة في مناطق سيطرته شرق ليبيا لم تؤد إلى أي نتيجة حتى اليوم". وتابع "إذا كان التعهد بالتحقيق في ما حصل في الأبيار مجرد وعد فارغ آخر، فهذا يعني التغاضي عمّا يبدو أنها جرائم حرب". وقال مسؤول أمني حينها لوكالة فرانس برس إن الجثث تعود على الارجح لجهاديين بينهم 19 أجنبيا من جنسيات مختلفة. وأشارت هيومن رايتس ووتش الى أنها راجعت قوائم عدة تضم 25 اسما لأشخاص عُثر عليهم في الأبيار، ولكنها لم تتمكن من تحديد ما إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين تابعين لقوات تعارض "الجيش الوطني". ونقلت عن أقارب ستة من الضحايا أنهم كانوا مدنيين قُبض عليهم في منازلهم أمام عائلاتهم، من قبل جماعات مسلحة مرتبطة بالجيش الوطني. وأكد الشهود أن أي جماعة مسلحة لم تظهر مذكرة اعتقال. وخلال العامين الماضيين، اتُهم مقاتلون في الجيش الوطني الليبي بتنفيذ اعدامات بحق جهاديين معتقلين. وفي اب/اغسطس الفائت، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق محمود مصطفى بوسيف الورفلي الذي يقود كتيبة تدعم قوات المشير حفتر، للاشتباه بتورطه في مقتل 33 شخصا في مدينة بنغازي. والورفلي متهم بأنه أعطى أوامر أو نفذ شخصيا سبعة إعدامات بين اذار/مارس وتموز/يوليو من العام الجاري وفي حزيران/يونيو 2016، في وقائع تم تصويرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول قوات حفتر إن الورفلي معتقل لديها بالفعل وسيحاكم أمام محكمة عسكرية. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تسود الفوضى ليبيا وتتنازع السلطة فيها حكومتان: حكومة الوفاق المدعومة من المجتمع الدولي والتي مقرها في طرابلس، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها حفتر. © 2017 AFP
مشاركة :