تحت شعار "ما نسيناك يا بوخالد"، يحيي مركز جابر الأحمد الثقافي مسيرة "الصوت الجريح"، الفنان عبدالكريم عبدالقادر، من خلال عمل إنتاجي ضخم بمؤثرات بصرية حديثة ومشاهد تعبيرية راقصة، ليوثِّق رحلة هذا الفنان الكويتي المخضرم، الذي أطرب الجماهير، وأثرى المكتبة الغنائية الكويتية على مدى 60 عاما، نجح خلالها في أداء أنواع مختلفة من الفنون التقليدية، مثل: السامري والخماري والليوة والطمبورة، إلى جانب تميزه في الأغنية الحديثة. والفنان عبدالكريم عبدالقادر، الذي لم ينقطع عن جمهوره منذ إطلالته الأولى في عام ١٩٦٥، بل واصل مسيرته الحافلة بأعمال متنوعة ارتبطت بالهوية الكويتية، وعبَّرت عنها خير تعبير، تفوق بالكمّ والكيف معا، فقد أبدع المئات من الأغنيات الجميلة، توزعت على ٤٧ ألبوما غنائيا نُفِّذت بمختلف وسائل التسجيل التي تباينت باختلاف الزمان، وتعاقب الوسائل التكنولوجية، من الأسطوانات البلاستيكية، إلى الكارتردج، ثم الكاسيت، وصولا إلى "السي دي"، إضافة إلى الإذاعة والتلفزيون. لم يتمسك عبدالكريم عبدالقادر بلون محدد من الغناء، فقد كان مواكبا لتغيُّر الذوق العام، مع التزامه دائما بإضفاء شخصيته الفنية على كل لون قدَّمه. يتضح ذلك عند انتقاله من الأغنية الطويلة التي تميَّز بها في سبعينيات القرن الماضي، مثل: "غريب"، "باختصار"، و"أعترف لج"، وغيرها، والتي تراوحت مدة كل منها بين 15 و18 دقيقة، إلى الأغنية القصيرة التي لا تتجاوز نصف هذا الوقت، وكل أغنية قدمها؛ طويلة كانت أو قصيرة، ومهما اختلفت ألوانها الفنية، كان لها دائما جمهورها الخاص. فهو من غنى للكويت "حبي وتقديري لها"، و"أم الثلاث أسوار"، و"محمل الخير"، و"وطن النهار"، وقد مثلت الأخيرة؛ بعفويتها وإحساسها الصادق، رمزا لتحرير الوطن. ولم تغب الأغنية الرياضية كذلك عن إنتاج الفنان الكبير، ربما أيضا من باب الانتماء، فكانت أغنية "بسم الله"، التي أثارت حماسة متابعي منتخب الكويت الوطني (الأزرق) في عصره الذهبي. يحيي أمسيات الاحتفاء بالفنان عبدالكريم عبدالقادر، والتي ستقام على مدى ثلاث ليالٍ متتالية، من الاثنين (٤ ديسمبر) حتى الأربعاء (٦ ديسمبر)، على خشبة المسرح الوطني، كل من الفنانين المبدعين عادل الماس وطارق سليمان وحنان رضا، وتقدم من خلالها 12 لوحة استعراضية بأحدث التقنيات والمؤثرات البصرية، لأجمل أغاني عبدالكريم عبدالقادر.
مشاركة :