عبق التراث بين أحضان الطبيعة

  • 11/30/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

رأس الخيمة: بكر المحاسنةتقف قرية محمد بن راشد التراثية، بين أحضان جبال منطقة وادي شعم في إمارة رأس الخيمة، شاهدة على عراقة التاريخ، محمّلة بعبق الماضي لتنطق بكل ما هو جميل وتراثي لتروي عبر طيات جدرانها آثار وتراث وعادات أجدادنا وتنقل لنا من خلال ما تتضمنه من أركان ونماذج للمنازل التقليدية والمقتنيات التراثية أنماط حياة أهل الإمارات عبر التاريخ.القرية من أهم الأماكن التاريخية والتراثية التي تجذب الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم على مدار السنة، للتعريف بتراث وتقاليد أهالي الإمارات، خصوصاً أهالي المناطق الجبلية، للزوار. أنشاها سعيد عبدالله الظهوري، في عام 1995 بين أحضان جبال منطقة وادي شعم، لتكون دليلاً على حياة الأجداد قديماً.يقول الظهوري: «أنشأت القرية لتكون مزاراً سياحياً وتاريخياً تحمل بين زواياها ملامح الماضي وتاريخ أشخاص عاشوا منذ مئات السنين على أرض الإمارات ولتعريف الأجيال بماضيهم وتاريخ أجدادهم والحياة القاسية التي عاشوها، ولإحياء التراث الشعبي والمحافظة عليه من الاندثار، وغرسه في نفوس الأجيال الجديدة للتمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة».يضيف: «منذ 1995 أنشأت القرية بين أحضان جبال منطقة وادي شعم التابعة لإمارة رأس الخيمة لكي تجسد حياة أهل الإمارات عامة وحياة أهالي المناطق الجبلية في الماضي، وعملت على بناء المنازل التقليدية ووضعت فيها العديد من مقتنيات الأهالي الأثرية إلى جانب الأركان التراثية الخاصة بحياتهم، حتى أصبحت قرية تراثية متكاملة وأطلقت عليها مسمى (قرية محمد بن راشد للتراث) في 2006 وذلك تعبيراً عن مشاعر الحب والوفاء والعرفان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومنذ إنشائها أصبحت مزاراً يقصدها السياح من داخل الدولة وخارجها، إلى جانب طلاب المدارس والمعاهد والجامعات، والمهتمين بالتراث وتاريخ الأهالي من المواطنين والمقيمين».تضم القرية بين جنباتها العديد من المقتنيات التراثية التي يتجاوز عمرها مئات السنين والمتوارثة من الأجداد، التي تتنوع بين العملات والفخاريات والأواني النحاسية والمعدنية القديمة وبعض الأدوات المنزلية المصنوعة من سعف وجريد النخيل، إلى جانب بعض الأسلحة القديمة والأدوات الموسيقية، إضافة إلى أدوات الزراعة والصيد وبعض المقتنيات الخاصة بحياة البحر، إلى جانب عدد من نماذج البيوت القديمة المبنية من الحجارة والطين المطعم بالحصى والقصب وسعف وجريد النخيل، ومنها المنزل الجبلي القديم المبني من الحجارة الصلبة التي كان يجلبها السكان من الجبال ويكون سطحه من سعف وخوص النخيل، ويضم بداخله مستلزمات الأهالي قديماً، من معدات إضاءة وملابس تقليدية وأدوات زينة، ويحتوي المنزل على غرف نوم وجلوس ومعدات طهي فخارية ونحاسية، إلى جانب المواقد والحطب معدات حفظ المياه والتمور وأواني الطهي وصناعة اللبن بالطرق التقليدية القديمة.ويشير الظهوري إلى أن القرية تضم بداخلها أركاناً تراثية تحتوي على مقتنيات الحلي والفضيات والنحاسيات، والأسلحة النارية القديمة والسيوف والخناجر التي كانت تستخدم للدفاع عن النفس وللزينة، إضافة إلى دلال القهوة العربية وأدوات إعداد القهوة العربية بالطرق التقليدية وبعض الأدوات المنزلية المصنوعة من سعف النخيل التي اعتمد عليها الأهالي قديماً في شتى مجالات الحياة اليومية، والعديد من الأدوات الزراعية الخاصة بأهالي الجبال خصوصاً أدوات حصاد حبوب القمح حيث كانت تشتهر المنطقة بزراعة حبوب القمح والشعير قديماً، خصوصاً في الوعوب الجبلية المنتشرة في المنطقة، والتي لا يزال الظهوري محافظاً على مهنة زراعة حبوب القمح وحصاده حتى وقتنا الحاضر، والعديد من أدوات المهن التقليدية القديمة التي ازدهرت في زمن الأجداد والآباء.يقول: «الاهتمام بالتراث وجمع المقتنيات أصبح الأمر بالنسبة لي رسالة حب إلى وطني وهدية للأجيال المقبلة ولجميع سكان الدولة، إذ تعكس ومحتويات القرية معاناة أجدادنا وآبائنا من صعوبة الحياة وكيف أبدعوا في إنشاء حياة أساسها التعاون والإخاء والالتزام بالأخلاق».

مشاركة :