رحب المجتمع المحلي والدولي بالسعودية الجديدة وهي تعلن عن صفحة جديدة تتصدر تاريخ لن ينساه المواطن الصالح ولن يسقط من ذاكرة الفاسدين … يد العزم اجتثت الفساد من جذوره ووضعت ضمن أولوياتها محاربته حتى وإن استشرى في بيئة المتنفذين مستغلي السلطة.الجميع في هذا الوطن الغالي يتطلع لأن يكون مركز الملك عبد الله للدراسات البترولية “كابسارك” بعد كل ما حشد له من ميزانيات ضخمة وسبل للنجاح بأن يكون رافعة حقيقية تنجز الأهداف التي أنشئ أجلها، “كابسارك” كلف بناؤه مليارات كثيرة وتصرف عليه مئات الملايين.المملكة تمر بمرحلة تطبيق رؤية 2030 من خلال إستراتيجيات قوية طموحة، تحمل الكثير من الأمل، وتتخطى الاهتمام بالمظاهر لتركز على الجوهر والمحتوى، فهل محتوى كابسارك يقابل المبالغ الهائلة التي صرفت عليه، في حين أن ما رصد له من إمكانيات لم يحظ مثله بعشرها، ومع ذلك مازال يقبع في ترتيب متأخر للسنة الثانية على التوالي عند مقارنته بمراكز الأبحاث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا!ما على المهتم ليدرك حجم الخلل الذي وقع لكي يصل بهذا الكيان العملاق إلى أسفل الدركات، إلا أن يراجع السير الذاتية لقائمة الوظائف البحثية ليقف على حقيقة صادمة وهي أن رئيس الأبحاث الأجنبي المتسلط قد استقطب غالبية الأجانب ممن لم يسبق لهم العمل في مجال الأبحاث وإنما أتى بهم من مكاتب استشارات كالذي كان يعمل به! ورغم ذلك وضعوا في مناصب قيادية عالية لتبرير رواتبهم ومميزاتهم العالية! وهذا مؤشر واضح على فساد الفكر الإداري المسيطر على كابسارك والذي يتفنن في تهميش الباحث السعودي!كابسارك أذهب كل مقدراته ليكون مرتعا لهؤلاء الأجانب عديمي الفائدة قليلي الخبرات، وواقع الحال أنهم جاؤوا ليتدربون على حساب المركز … ألم يكن الباحث السعودي أولى بهذه الفرص الذهبية؟! حتى يستفيد من التدريب والامتيازات المصاحبة له، وأجزم أن كفاءة شبابنا ووطنيتهم ستجعل منهم عناصر مهمة للمركز وللوطن، ولعل ضعف هذه الكوادر الأجنبية والتداخل مع مراكزها الأجنبية السابقة، هو أحد الأسباب التي جعلت مركز كابسارك يقبع في قاع أسفل القائمة سنتين متتاليتين.قبل رؤيتنا المباركة، وتصحيحاتها الاقتصادية الشاملة، كان من المتعارف عليه أن مشاريع أرامكو السعودية لايستطيع أحد أن يحاسبها ولا تفرض عليها رقابة خارجية! مما قد أعطى بعض مسؤوليها غطاء لممارسات أساؤوا فيها استخدام هذا التحفظ، ولكن رؤية 2030 والتصحيح الشامل أتى بمحاسبة الجميع وبمرحلة تاريخية للقضاء على الفساد، ولكن إلى متى وملفات كابسارك المثيرة للجدل مغلقة أو معلقة أو منسية؟!* هل تمت محاسبة المبالغ الضخمة التي صرفت على مبنى كابسارك؟* لماذا تم بناء مساكن فخمة بتكاليف فلكية لمسؤولي وزارة البترول السابقين ومسؤولي وزارة الطاقة الحاليين؟!* هل تمت محاسبة الميزانيات الفلكية التي صرفت على الاستشارات والمؤتمرات الخارجية؟* هل تمت محاسبة المصروفات والبذخ الذي صرف في المهام الخارجية من قبل أجانب المركز؟!* لماذا نسمح لكابسارك بأن يبعث برسائل خاطئة إلى العالم بشيطنة النفط ودعم نظريات تغيير المناخ؟!* الى متى يستمر كابسارك بدون حوكمة فعالة ومقاييس مراقبة وتقييم؟!غياب الحوكمة الفعالة وغياب المراقبة والتقييم وكذلك مقاييس الإنجاز والنجاح يعتبر من أحد أسباب فشل المركز في تحقيق أهدافه لأنه يزيح أسباب الفشل عن كاهل إدارة كابسارك. ففي ظل غياب الحوكمة، تمادت إدارة ابحاث المركز الأجنبية بدون رادع في الاتجاه الخاطئ، لأن غياب المراقبة والتقييم المؤسساتي على مقاييس الإنجاز والنجاح من الواضح أنها أطلقت العنان واعطت إدارة المركز حرية شبه مطلقة في التهرب من تحقيق الأهداف المنشودة، فلو كانت هناك حوكمة وصرامة للتمسك بأهداف المركز لما انفلت عقده، لأن التساهل والتغاضي الغير المبرر، فسره أجانب المركز على انه رخصة للتمادي في الفشل والإخفاق! فمتى سننقذ كابسارك قبل ان يتم تحويله لمركز استشارات عديم الفائدة!—————————————————————————————————————————————————————————-خاص كل الوطند. فيصل مرزامستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط، مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا
مشاركة :