يسرى السيد يكتب: أيها الإرهابيون تقدموا.. تقدموا

  • 11/30/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

(تقدموا.. تقدموا.. كل سماء فوقكم جهنم.. وكل أرض تحتكم جهنم.. تقدموا…!!) قالها الشاعر الفلسطينى الرائع “سميح القاسم ” قاصدا العدو الإسرائيلى ولم أجد مثلها مفتتحا لما حدث فى مجزرة مسجد الروضة بشمال سيناء وقبلها من حوادث إرهابية هنا وهناك؛ 310 شهداء ونحو 160 مصابا ونحو 30 طفلا راحوا ضحية عمليه واحدة فى مسجد الروضة وخلفوا معهم ملايين الأسئلة الملطخة بدماء الأبرياء، منها: ·  هل هناك فارق بين مجازر الجماعات الإرهابية فينا وبين ما فعله العدو الاسرائيلى منذ وعد بلفور وحتى الآن؟!  يعنى .. ما الفارق بين فعل هذه الجماعات  وبين ما فعله العدو الإسرائيلى بنا فى مدرسة بحر البقر وقانا ودير ياسين وجنوب لبنان.. إلخ. باختصار:  معقولة.. جماعة بيت المقدس وداعش والقاعدة وإخوانهم يحررون القدس عن طريق بحار الدم فى سيناء ومحاولة تحويل مصر الى سوريا وعراق ليبيا .. الخ  بعد ان حولوها لاطلال من خراب!! يعنى ما الفارق بين نيتهم وبياناتهم ومحاولاتهم المستمرة للاستيلاء على سيناء وبين حلم الإسرائيليين  المستمر فى الاستيلاء عليها واخرها التلويح  على لسان وزير اسرائيلية منذ ايام بان ” شمال سناء قد تكون وطنا بديلا للفلسطنيين “..  والسؤال هل يسعى الارهابيون للاستيلاء على سيناء لانفسهم ام  لتسليمها الى اسرائيل؟! نعم الواقع الذى نعيشه صار  عالما من الألغاز  إلى درجة أنه لا يوجد أمامنا سوى طرح الأسئلة مع إدراكنا بعدم  وجود إجابات عنها مثل: هل هناك علاقة بين ما حدث ويحدث فى سيناء وما ذكرته الـ”بى بى سى”  منذ ساعات عن  قول الرئيس الأسبق حسنى مبارك  عام 1983طبقا لمحضر اجتماع بينه ورئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر بأنه لا يمانع فى استضافة فلسطينيين يقيمون فى لبنان فى مصر، وبين تصريحات الوزيرة الإسرائيلية الآن وقيام الجماعات الارهابية بحادث سيناء؟! ( وهو ما نفاه الرئيس مبارك فى بيان له لاحقا، مؤكدا أنه لم يفكر  أبدا فى التفريط فى ذرة رمل مصرية)، لكن المهم من وجهة نظرى هذا السؤال: هل تعطى هذه التصريحات والتسريبات إشارة أخرى لنا، وعلينا أن نفهمها بأن هذه الجماعات الإرهابية ما هى إلا الذراع الإرهابية المسلحة لأمريكا وإسرائيل ينفذان به أحلامهما فى تفتيت وتدمير الجسد العربى وإشعال النيران هنا وهناك حتى لا يبقى فى المنطقة فى نهاية المطاف سوى إسرائيل وتركيا وإيران وبقايا أطلال أو بضعة سطور فى كتاب التاريخ تقول : “كان هنا قوم اسمهم العرب، وبسبب خلافاتهم قدموا بلادهم  لنا على صينية من ذهب  مثلما فعل اجدادهم فى الأندلس!!” نعم..  هم كالجراد الذى يأتى على الأخضر واليابس. نعم.. هم “التتار” الجدد وكل منهم “دراكولا”  الذى لا يشبع من الدماء والخراب. نعم.. هم يتقدمون على جثثنا ومعهم جحافل من الجراد والبوم  ونحن فى واد التيه. نجح المخطط فى سوريا والعراق واليمن وليبيا  فى تحويلهم إلى أطلال مدن وبقايا آثار مدمرة وملايين من القتلى والمصابين والمشردين واللاجئين، وننشغل نحن بتصنيف الجراد وجحافل التتار … هل ينتمون إلى داعش ام القاعدة او بيت المقدس ام جبهة النصرة ؟  لاندرك حتى الآن انها مسميات لكيانات وجماعات تعددت أشكالها لكن: زعيمها وعقلها وممولها والمدبر والمخطط لها هو واحد!! ابحثوا عن المستفيد من هذا الخراب الذى يصيب بلادنا،  الواحد تلو الآخر،   لتعرفوا العدو الحقيقى لنا  ..علينا عدم الاهتمام بالادوات وعلينا مواجهة العدو الاصلى لكن كيف يتم ذلك : · وقد اعتبرنا اسرائيل الصديق ونتحالف معه فى السر والعلن فى تدمير ماتم والتخطيط لتدمير ماتبقى منا ؟!  لم نتعلم ولم نتعظ من الشيطان الامريكى وذيله الإسرائيلى الذى جر المنطقة لحرب تلو الاخرى حتى لا تتوقف ماكينات مصانعه ولو للحظة عن  انتاج اسلحة الموت والدمار … ·   جرونا لحرب السنوات الثمانية بين العراق وايران كى يستنزفوا العراق والعرب وايران معا فى حرب استمرت من سبتمبر 1980 إلى اغسطس  1988 لتصنف  بانها من أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين و أدت إلى مقتل زهاء مليون شخص من الضحايا وخسائر مالية تقدر بحوالي 1.19 ترليون دولار. بوجه شيطانى يوسوس فى نفوسنا وبالوجه الاخر يمد السلاح لايران لينتقم من ثورتهم وانهيار عرش الشاه.. ولايصدق احد منا الملعوب الامريكى حتى تكشفه  فضيحة إيران- كونترا ضمن صفوف إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريجان حيث تم الكشف عن حقيقة دعم واشنطن للعراق فى الظاهر  وبيع الاسلحة لإيران فى السر  واستخدام الأموال لدعم الثوار في نيكاراجوا لاشعال النيران هناك . ويتكرر السيناريو حين رمت السفيرة الأمريكية بالعراق  أبريل جلاسبي بـ”السنارة ” إلى الرئيس صدام حسين بقولها :  «ليس لدينا أي رأي حول الصراعات العربية العربية مثل نزاعك مع الكويت”  و قضية الكويت ليست مرتبطة بأمريكا.»….وبلع صدام  “الطعم ” وفهم ان كلام السفيرة ضوء اخضر لغزو العراق وحدث ما حدث !! · وتكرر الامر  بعد ذلك كثيرا ومازالت “الشباك ” منصوبة فى انتظار صيد جديد ، ومما يزيد الامر سوءا ان العرب لم يعد فى جسدهم مكانا خاليا من جرح ونزف ليحتمل جرحا جديدا .. باختصار  عدونا  هو امريكا واسرائيل..  والادوات نحن وبعض الجماعات المتطرفة او الارهابية …ولأن الوضع قد يختلف فى المسمى  والتوقيت فقط  ، لكن لا يختلف فى المضمون والوجهة …   فالهدف هو “مصر ” درّة التاج والتاريخ القريب والبعيد خير شاهد …اذا سقطت انفرط عقد المنطقة ….وإذا صمدت وتعافت وقويت كتبت شهادة وفاة الغزاة والإمبراطوريات الاستعمارية … المصريون كتبوا شهادة وفاة الإمبراطورية التى لا تغب عنها الشمس.  من هنا انكسر سيف نابليون وحلم فرنسا العظمى …ومن هنا دق عبد الناصر آخر مسمار فى نعشها فى الجزائر ونعش الإنجليز فى بورسعيد ولم يمهله العمر ليفعل نفس الامر فى نعش الأمريكان والصهاينة . لذلك هو تار “بايت”  وخوف من لعنة الفراعنة التى أصابت من تجرأ على تدنيس ترابها الطاهر من الهكسوس إلى الصليبيين . تحتوى الكل ولا يحتويها أحد …تهضم الكل ولا يهضمها أحد، تنتصرعلى الكل ولايهزمها أحد، مهما طال الزمن عند البعض فهو “فيمتو” ثانية فى دولة عمرها آلاف السنين.

مشاركة :