أظهر استطلاع شهري، تجريه رويترز، أن مديري صناديق الشرق الأوسط صاروا أكثر تفاؤلا تجاه الأسهم السعودية، بعد أن بدأت السلطات حملة واسعة على الفساد. وبحسب الاستطلاع، الذي شمل 13 من كبار مديري الصناديق بالمنطقة، وأجري على مدى الأسبوع الأخير، توقع 46 بالمئة من الصناديق الآن زيادة مخصصاتها لسوق الأسهم السعودية في الأشهر الثلاثة القادمة، ولا يتوقع أي منها تقليص تلك المخصصات. وتعكس هذه النسبة تفاؤلا بالأسهم السعودية هو الأكبر منذ يوليو، وتأتي مقارنة مع 31 بالمئة توقعوا زيادة المخصصات، وثمانية بالمئة توقعوا خفضها في استطلاع الشهر الماضي قبل الإعلان عن حملة التطهير. وشملت الحملة احتجاز عشرات من الأمراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال، وتجميد ألفي حساب بنكي، وأثارت قلقا في سوق الأسهم لاحتمال تسببها في إضرار الاقتصاد وتقويض الشركات المرتبطة بالمحتجزين. نتيجة لذلك، أظهرت بيانات البورصة أن مبيعات المستثمرين الأجانب فاقت مشترياتهم في الأسابيع الثلاثة الأولى من الشهر الحالي. كما انتاب القلق المستثمرين أيضا جراء تصاعد التوترات بين السعودية وإيران، وهو ما عززه عدم الاستقرار في لبنان. لكن الكثير من مديري الصناديق يقولون إنهم تغاضوا عن القلاقل القصيرة الأجل الناتجة عن حملة مكافحة الفساد وركزوا بدلا من ذلك على الفرص التي وفرها برنامج الإصلاح الاقتصادي السعودي، بما في ذلك عمليات الخصخصة ومشاريع التنمية الكبيرة الجديدة وعزم المملكة رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات العام المقبل. وقالت أرقام كابيتال في دبي: حملة مكافحة الفساد، التي شهدناها في وقت سابق هذا الشهر، بجانب تصاعد التوترات بين إيران والسعودية، تدفعنا للحذر بشأن انكشافنا السعودي في المجمل. وأضافت: نظرتنا الطويلة الأمد متفائلة حين تجمع بين مبادرات الإصلاح ومساعي الانفتاح. ولا يسجل القطاع غير النفطي بالاقتصاد السعودي نموا يذكر هذا العام، ومن غير المتوقع أن يشهد أداء أفضل كثيرا في العام المقبل، بسبب التطبيق المزمع لضريبة قيمة مضافة نسبتها خمسة في المئة. لكن من المتوقع أن يزيد الإنفاق على مشاريع التنمية بوتيرة متوسطة في 2018، ربما بالاعتماد جزئياً على أموال جرى استعادتها في الحملة على الفساد، ومن ثم فإن بعض الصناديق بدأت تتطلع إلى تعاف اقتصادي في 2019. وقال ساشين موهيندرا، مدير المحفظة في شركة أبوظبي للاستثمار، إنه في الوقت الذي ستدعم فيه الإصلاحات الاقتصادية والتنظيمية والاجتماعية في المنطقة ككل النمو في الأجل الطويل فإننا في الوقت الراهن نتوقع أن يواصل المستثمرون الإقليميون توخي الحذر الشديد، وأن تظل أحجام التداولات منخفضة نسبيا مقارنة بالمستويات المعتادة. (رويترز)
مشاركة :