«خريف البراءة».. رواية تنتصر للتسامح

  • 12/2/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: علاء الدين محمود«خريف البراءة»، رواية جديدة للروائي اللبناني عباس بيضون، صدرت عن دار الساقي للنشر، عام 2016، فازت بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب، فرع الآداب، وتتناول ظاهرة الإرهاب، وكيف يُنتج الإنسان المتعصب دينياً في عالمنا الذي تمدد فيه الإرهاب، وذلك من خلال إبراز علاقة أب إرهابي يقتل زوجته ويسفك الدماء، ويتسلط على إحدى القرى ويقتل أهلها، بابن متسامح محب للخير والحب والسلام، وتعكس الرواية جدلية الاختلاف بين الشخصيتين.وبأسلوبية ممتعة ينقلنا السرد إلى فضاء خاص «قرية» ترمز إلى كل القرى والمدن العربية، التي لا تخلو من مثل هذه القصص، فالرواية تنفتح على مشهد الأب «مسعود»، وهو يقتل زوجته ويهرب حيث يلتحق بجماعة دينية متشددة، ويعيش على قتل الأبرياء، بينما يكبر الابن «غسّان» في كنف خاله «جواد» يتيماً وحاملاً وزر جريمة أبيه، يعود «مسعود» بعد 18 سنة ويبدأ حملته في ترويع أهل البلدة والقضاء على كل من يعارضه، إلى حد يقرر فيه غسّان اغتيال أبيه، بعد أن استغرق في قتل الأبرياء. ومن خلال السرد والرمزية التي ضمنها بيضون الكثير من حواراته ينتصر الروائي لفكرة التسامح.وقد وجدت الرواية إقبالاً كبيراً وسط جمهور القراء في مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع القرائية المتخصصة، واتفق معظمهم على أن الرواية قد تناولت بشكل ممتع قضية راهنة تعاني منها المجتمعات العربية وهي قضية الإرهاب والتشدد في الدين، ووجدوا أن الكاتب نجح عبر أسلوب شائق من تفادي النمطية والتقليدية في التناول، خاصة أن الموضوع قد طرق كثيراً في مختلف المجالات الأدبية والأجناس الإبداعية، فاستطاع الكاتب أن ينجح في تكثيف المشاهد لخلق حالة إنسانية نابذة للعنف.ويقول أحد القراء: «الروائي متمكن وقوي المراس، ورغم هذه النهاية الموجعة إلا أنني ما كنت سأختار غيرها لو خيرت في ذلك.عمل متقن وبارع وممتع ويصلح لفتح شهية القراءة»، ويرى قارئ آخر:«أن الرواية نجحت إلى حد كبير في نقل الواقع المجتمعي وتصويره، رغم القسوة الكبيرة الموجودة في السرد، فمعظم القصص والأحداث والشخصيات التي تبرز في الرواية، هي موجودة في معظم البلاد العربية، والكاتب نجح في جذب القراء عبر هذه الحمولة الرومانسية الكبيرة التي تخللت النص السردي، ويبدو أن روح الكاتب بوصفه شاعراً قد انداحت في العمل الروائي»، فيما يرى قارئ آخر:«الرواية في غاية الإمتاع حتى أن القارئ ليجد نفسه في حالة لهاث يلاحق سطورها الممتعة. كما أن القارئ يجد فيها متعة في استكشاف ما سكت عنه الكاتب تصريحاً فضمنه بين سطور النص، فالرواية تميل في كثير من الأوقات إلى الرمزية، كما نجح المؤلف في الإفلات من الملل عبر السرد المتسارع والأحداث المتوالية بلغة جذابة وبسيطة»، ويرى آخر «الرواية لكاتب شجاع، كشف عن الكثير من المسكوت عنه في المجتمعات العربية عبر سرد صادق وصادم، فبعض شخوص الرواية تجدهم في كل مكان في أية قرية أو مدينة عربية».ورغم الإجماع الكبير في المواقع القرائية على الجودة الفنية للرواية، والأسلوب المختلف الذي تفرد به الكاتب في وصف الأحداث ورسم الشخوص، إلا أن بعض القراء وجدوا أن الفكرة مكررة وتقليدية، وأن الكاتب مال في بعض الأحيان إلى التضخيم وحشد العاطفة عبر السرد الإنساني الرومانسي، وأن الشخصيات نمطية يقف بعض منها إلى جانب الخير، والآخر إلى جانب الشر.

مشاركة :