قال سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني رئيس مجلس إدارة مجموعة ooredoo والرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار: إن استثمار قطر بالمعرفة والخبرة الكبيرة لقيادتنا الحكيمة، شكلت العوامل الحاسمة التي مكنت الدولة من تحقيق التقدم والازدهار والوقوف في وجه الحصار.خلال الكلمة التي ألقاها أمام جمع كبير في جامعة جورج تاون قطر، حدد سعادة الشيخ عبدالله «المقومات» التي مكنت دولة قطر من مواصلة نجاحاتها، والمعايير التي من شأنها تعزيز تلك النجاحات، والحفاظ على استمراريتها ليستفيد منها أجيال المستقبل. كما أشار الشيخ عبدالله إلى أهمية استثمار قطر في قطاع التعليم، ودوره في دعم الاقتصاد المعرفي، ما ساهم في إيجاد وصقل مهارات وخبرات مجموعة مميزة من الكفاءات التي تقود قطر لتخطي العقبات والتحديات التي تواجهها. وخلال كلمته، أضاف الشيخ عبدالله: «قطر تواجه حصاراً، إلا أن هذا الحصار لم يكن له أثر ملموس على الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين، فرفوف المحال مليئة بالبضائع، والشركات تمارس أعمالها كالمعتاد، والناقلة الوطنية تحلق في الأعالي. لقد تخطينا جميع العقبات بسلاسة، وذلك بفضل استعداد قيادتنا الحكيمة لمواجهة مثل هذه التحديات، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان رفاهية شعبنا. وهنا جاء دور الخبرات التي أشرت إليها سابقاً، إذ ساهمت تلك الخبرات بتخطي جميع العقبات التي واجهتها البلاد خلال الأسابيع الأولى من الحصار، وأوصلتنا إلى الاستقرار الذي ننعم به الآن.» كما ألقى سعادة الشيخ عبدالله الضوء على العوامل الرئيسية التي تساهم في بناء ثقافة النجاح، مثل امتلاك رؤية واضحة عن الهدف المنشود، والوجهة التي يريد أن يصل إليها الإنسان، إلى جانب تقييم شفاف لنقاط القوى والضعف، وفهم عميق للفرص المتاحة، بالإضافة إلى المخاطر المحتملة وإمكانية تطور البيئة التي يمارس الأفراد أعمالهم فيها، ووضع استراتيجية تناسب نقاط القوة وتعوض عن نقاط الضعف دون إغفال المخاطر. تجربة وتطرق سعادة الشيخ عبدالله كذلك إلى تجربته الشخصية، في ooredoo وجهاز قطر للاستثمار، وقدّم أمثلة حية عن كيفية تطبيق هذه المبادئ في الحياة العملية. فخلال حديثه عن ooredoo، أشار الشيخ عبدالله إلى النمو الذي حققته المجموعة، بداية من شركة واحدة تعمل في دولة واحدة، وتقدم خدماتها لحوالي مليوني عميل في عام 2005، إلى أن أصبحت اليوم مجموعة عالمية تقدم خدماتها لأكثر من 150 مليون عميل في عشر دول، وتمتلك علامة تجارية قيمتها تزيد عن 3 مليارات دولار. ونوّه سعادته إلى الخبرات المتراكمة والكبيرة التي اكتسبتها الشركة من خلال أعمالها في العديد من الأسواق العالمية، وكيف أن تلك الخبرات ساعدت الشركة على إجراء تحديثات موسعة على شبكات الاتصالات في العراق من خلال شركة «آسياسل»، والاستحواذ على حصة كبيرة في شركة «إندوسات» في واحدة من أكبر الصفقات في قطاع الاتصالات، بالإضافة إلى الفوز برخصة تقديم خدمات الاتصالات في ميانمار بعد منافسة مع كبريات الشركات العالمية. خبرات كما أكد سعادة الشيخ عبدالله على اكتساب مجموعة ooredoo لخبرات مميزة بفضل الخطوات الشجاعة في استثماراتها الخارجية قائلاً: «لو أننا بقينا في حدود دولتنا ونقدم الخدمة لمليوني عميل فقط، فهل كان بإمكاننا الحصول على تلك الخبرات وبناء شبكة متينة من العلاقات حول العالم؟ فسعي دولة قطر لتوجيه بوصلتها إلى الاستثمار خارج الحدود أصبح مقوماً رئيسياً للنجاحات التي حققناها.» أما فيما يخص جهاز قطر للاستثمار، فقد أكد سعادة الشيخ عبدالله على تفويض الجهاز وإدارة الصندوق السيادي للدولة، وبناء عليه تم عقد عدد من الصفقات الضخمة خلال السنوات الماضية. كما أن المشاريع الجديدة أسهمت باكتساب خبرات مهمة للجميع في الجهاز، بالإضافة إلى الاستقرار المالي الذي مكن قطاع البنوك في قطر من تجاوز التأثيرات الأولية للحصار. مقياس وفي ختام كلمته، حث سعادة الشيخ عبدالله الحضور على التفكر بالمعاني العميقة للنجاح، وإلى النظر إلى ما هو أبعد من المكاسب المادية، مؤكداً على أن المقياس الحقيقي للنجاح هو القدرة على مساعدة الآخرين، وتمكينهم من تحقيق النجاح. وأضاف سعادته قائلاً: «إن تحقيق النجاح يعتمد على الفرد بالدرجة الأولى، فكلما زادت حصيلته العلمية وخبراته، حقق المزيد من النجاحات.;