كتب - إبراهيم بدوي:أكد سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، أن الإعلام القطري التزم المصداقية وعدم الإساءة للرموز أو الخوض في الأعراض على عكس إعلام دول الحصار، مؤكداً أننا لا نردّ على الإساءة وإنما وظيفتنا هي إعطاء معلومات كافية للجمهور لتقييم الأوضاع. جاء ذلك في جلسة الإعلاميين بمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تحت عنوان «الأزمة الخليجية: إعلام أزمة أم أزمة إعلام»؟وقال سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني: الإعلام القطري قبل الأزمة كان له سقف معيّن في التعامل مع الأخبار المتعلقة بدول مجلس التعاون الخليجي ورغم صدمتنا مثل الشارع العام القطري بما حدث بعد قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية إلا أننا التزمنا بعدد من المبادئ الموجودة عندنا من قبل الأزمة أولها المصداقية وعدم الخوض في الرموز بالإساءات وعدم استخدام المنابر الإعلامية للإساءات سواء للرموز أو الأعراض أو إدخال الفن والجوانب الأخرى التي أدخلتها دول الحصار بالإساءة إلى دولة قطر وتعاملنا بشكل عقلاني، وفي هذا الصدد فإنني أشكر جميع الإعلاميين القطريين والمقيمين على مواقفهم الطيّبة. وأضاف: أنت بحاجة إلى هؤلاء الإعلاميين فهم الأبطال الحقيقيون في هذه المعركة الإعلامية، وشدّد على أن موقف الإعلاميين القطريين والمقيمين في الدفاع عن الموقف القطري كان أقوى بكثير من غثاء السيل عند الطرف الآخر. وأشار إلى المفارقة بين الإعلام في قطر ودول الحصار قائلاً: دول الحصار انجرفت بالنظر إلى الحرب الإعلاميّة كهدف في حد ذاته وإن الانتصار الحقيقي في إقناع الجمهور داخلياً أو خارجياً وأيضاً استخدام الأغاني المسيئة والتطرّق للأعراض واستخدام الأطفال في المسلسلات التي أنتجتها دول الحصار وكل ذلك يخسرهم الرأي العام وكثرة أصوات الباطل لا تجعل منه حقاً. وحول الرد على الحملات الإعلاميّة ضد قطر قال سعادته: لا نردّ على الإساءة وإنما وظيفتنا الأولى هي إعطاء معلومات كافية للجمهور لتقييم الأوضاع وفي بداية الأزمة كان هناك تفاعل من الناس ومساندة عاطفيّة تحوّلت إلى قناعات بإعطاء المعلومات الكافية وشرح المواقف والأمور المعقدة في العلاقات الخليجية واضطررنا إلى إظهار هذه الأمور للرأي العام ليحكم عليها. وأوضح أن الصحافة القطرية تملكها شركات على عكس بعض الصحف في دول الحصار، لافتاً إلى أنه بعد قرصنة وكالة الأنباء القطرية، اتصل الزملاء لاستيضاح الأمر، واستبعدت أن تذيع قناة العربية هذا الخبر المفبرك ولكن تفاجأت بأنها نشرته بالفعل كما كان الأستديو مستعداً بالضيوف رغم أن هذه التحضيرات تحتاج إلى وقت ولكن خلال ربع ساعة حضر الضيوف وتم تجييش الاتهامات في مدّة زمنية قصيرة كما أن الصحف رغم الوقت المتأخر بعد منتصف الليل نزلت في اليوم الثاني في دول الحصار وبها مقالات منشورة تهاجم قطر وتروج لأكذوبة نظام الحمدين. وأضاف، حاولنا تحليل الاتهامات ومنها أن قطر تدعم الأحواز وإيران في نفس الوقت وكان أمراً غريباً وأيضاً دعم قطر لإسرائيل وحماس وبالطبع فإن سرعة توجيههم للاتهامات أوقعتهم في الكثير من الأخطاء وكان لابد كإعلام قطري أن نستغل هذه الفرصة لإثبات عدم مصداقيتهم فقد تعرضنا لمحاولة قرصنة في المؤسسة القطرية للإعلام وأيضا إذاعة قطر وقناة الكأس وأصبح هذا المنهج منوالاً لهم. بسبب الإساءة للرموز والخوض في الأعراضإعلام دول الحصار خسر الشارع العربي أكد سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني أن الإساءات ضد دولة قطر لم تتوقف فقط على الرموز بل تطرقوا للأعراض وكانت العرب حتى في الجاهلية تأنف أن تخوض في الأعراض. وقال: كسروا جميع الحواجز في هذا الجانب وهذا لا يعني أن مجتمعات دول الحصار يقبلون بهذا الكلام فهي سياسات إعلامية منحطة وليست منهجاً اجتماعياً؛ ما خسرهم شريحة كبيرة من الشارع العربي. نواجه الذباب الإلكتروني بعقلانية قال سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد إن الذباب الإلكتروني ليس جديداً فقد بدا فى الأزمة بين قطر والإمارات عام ٢٠١٢ قبل أزمة ٢٠١٣ و٢٠١٤ ولاحظنا زيادة الحسابات الوهميّة والإساءات. وهذا ليس منهجنا ولا فلسفتنا في إدارة الإعلام. وأضاف: منهجنا في مواجهة تلك الافتراءات هو الاستماع لخصمك وتحليل كلامه وبعدها ننقده بردّ عقلاني منطقي. مروان بشارة: الجزيرة.. مساحة كبيرة للحرية قال مروان بشارة المحلل السياسي بشبكة الجزيرة إن مساحة الحرية التي تمتلكها قناة الجزيرة كقناة مموّلة من دولة تعدّ مساحة كبيرة مقارنة مع قنوات إعلاميّة عالمية تمولّها عدد من الدول. وضرب مثلاً بأن الذي يتحدّث في قناة مملوكة لروسيا مطالب بتمجيد القيادة الروسية والذهاب إلى أبعد من ذلك بإطلاق الأحكام الإيجايبة على سياستها في العالم، ودعم حلفائها ويمكن أن تصل إلى مرحلة تمجيد بشار الأسد. لا يوجد تنسيق مع الجزيرة نفى سعادة الشيخ عبد الرحمن وجود أي تنسيق بين المؤسسة القطرية للإعلام وقناة الجزيرة قائلاً: لا يوجد تنسيق بيننا وقناة الجزيرة من قريب أو بعيد ولكن التواصل يبقى اجتماعياً في حدود العلاقات الإنسانية بين أي مجموعة يربطها مجال عمل واحد ولا نحاسب أو نجرم أحداً على هذه العلاقات أو على التعاطف مع أي طرف. دول الحصار تجرّم المشاعر الإنسانية أكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام أنه لا يمكن التحدّث عن الإعلام والأزمة الخليجية دون التحدّث عن مشكلة تجريم التعاطف مع قطر، لافتاً إلى أن سمو الأمير حثّ المواطنين والمقيمين على عدم الإساءة أو التطاول وشجعهم على الأخلاق الرفيعة. وقال: على النقيض كانت دول الحصار تجرّم التعاطف مع قطر وتحاسب الناس على مشاعرهم الإنسانيّة. ياسر أبو هلالة المدير العام لـ الجزيرة:الدكتاتوريات العربية أسوأ من النازية قال ياسر أبو هلالة، المدير العام لقناة الجزيرة، إن التمويل الحكومي لوسائل الإعلام أفضل من تمويل القطاع الخاص على الرغم من وجود سلبيات في كلا الطرفين وذلك للاعتبارات التي يفرضها القطاع الخاص على الصحفي والعلاقات مع المعلنين. وأشار إلى أن تمويل الإعلام مثل تمويل الحكومات للتعليم والقضاء كخدمة عامة وهو من واجبات الدولة حتى تمكن الناس من الوصول إلى المعلومة. وأكد أن الجزيرة وقفت مع الربيع العربي لأنها تؤمن بحق الشعوب في الحرية والحياة الكريمة والكرامة وحالتها أشبه بالإعلام الغربي الذي دعم تطلعات الشعوب عند انهيار المعسكر الاشتراكي وهدم جدار برلين ولم يقل لهم أحد إنكم غير مهنيين، إضافة إلى موقفهم من النازية. وقال: الدكتاتوريات العربية أكثر سوءاً من النازية والاتحاد السوفيتي الذي صنع بعض الأشياء المفيدة بينما لم تقدّم الدكتاتوريات العربية أي شي ذي بال. وعن موقف الجزيرة في اليمن قال: الجزيرة كانت منذ اليوم الأول مع تطلعات الشباب في الميادين وكذلك كان موقفها واضحاً عندما تعرّض اليمن لانقلاب الحوثي وبالتالي فإن الجزيرة لم تكذب على أحد أو تبالغ لأنها وصفت كل شيء بمسماه لأن الانقلاب الحوثي جاء على قيادة شرعية ومنتخبة، موضحاً أن موقفهم من عاصفة الحزم جاء متسقاً مع موقفهم من الانقلاب لأن عاصفة الحزم أعلنت لاسترداد الشرعية في اليمن وكنا نتوقع انتهائها في أسابيع محدودة. لا رقابة على الصحف .. والحكومة تتقبل النقد حول الرقابة على الصحافة قال سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد إن الرقابة تم رفعها عن الصحافة القطرية عام ١٩٩٦ وبلا شك إن هذا الأمر يخضع لتطوّر. وأضاف: الصحف القطرية أو المؤسسة القطرية للإعلام وتليفزيون قطر الرسمي تتعرّض بالنقد للكثير من الجهات الحكومية مثل برنامج بصراحة وحديثه عن موضوع أشغال وموضوعات كثيرة أخرى والنقد مقبول. سنتابع أداء إعلامهم إذا حدثت مصالحة قال سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني: إنه إذا حدثت مصالحة خليجية سنتابع أداء إعلامهم مثل قناة الإخبارية السعودية أو قناة دبي أو البحرين، وإذا توقفت حملاتهم سنتوقف بدورنا، لأن هذا في نهاية المطاف دول مجلس التعاون وهو في النهاية تليفزيون قطر الرسمي. صلاح نجم مدير الأخبار في الجزيرة الإنجليزية:قنوات دول الحصار فقدت مصداقيتها قال صلاح نجم، مدير الأخبار في قناة الجزيرة الإنجليزية، إن الخط التحريري موحد في كل قنوات شبكة الجزيرة حيث يرتكز على الموضوعية والمصداقية والمهنية. وأكد عدم وجود إعلام محايد بصورة كاملة، موضحاً أن الفيصل في خاتمة المطاف يتمثل في المهنية التي سقط في امتحانها عدد من القنوات الإخبارية في الأزمة الأخيرة حيث مضت بعض القنوات في بث أخبار منسوبة إلى مصادر إعلامية وهو أمر دخيل على المهنة. وقال: حال انتهاء أزمة الخليج الأخيرة سيختفي عدد من القنوات الإخبارية لأنها فقدت جمهورها تماماً بسبب التدخلات الحكوميّة في أعمالها وحوّلت عملها الإعلامي والإخباري إلى مجال الدعاية الفجّة.
مشاركة :