فشل مساع قطرية للتوسط بين صالح والحوثيين

  • 12/3/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت مصادر مطلعة أن قطر حاولت دعم الحوثيين في خلافهم الأخير مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وذلك عبر محاولة إبطاء أي تحرك لصالح بالاتصال عليه لعرض وساطة مع المتمردين الحوثيين. وقال مقربون من علي صالح لـ«الشرق الأوسط»، إن صالح رفض تدخل قطر ووساطتها بعد أن تلقى اتصالات قبل 72 ساعة من خطابه الذي أذيع عبر التلفاز، وحتى بعد ساعات من هذا اللقاء. وأكد أن الأمر أصبح بيد الشعب الذي يعتبر المؤتمر الشعبي جزءاً منه. وذكر الدكتور عادل الشجاع عضو حزب المؤتمر الشعبي العام لـ«الشرق الأوسط»، أن مكتب وزير الخارجية القطري تواصل مع المكتب الخاص لعلي صالح، لطرح مبادرة وساطة بهدف تخفيف التوتر مع الحوثيين، لكن صالح رفض أن يزج بالمؤتمر الشعبي العام في يد قطر التي لها مآرب سياسية. وأضاف أن قطر تواصلت في هذه الفترة مع وزير الخارجية الأسبق أبو بكر القربي، وأبدت رغبتها في استضافته لعرض تفاصيل الوساطة التي ترغب في القيام بها بين حزب المؤتمر الشعبي والحوثيين لاحتواء الأزمة الراهنة، ولكن رئيس المؤتمر علي صالح رفض هذه الدعوة التي أبلغهم بها القربي، وشدد على أن فرصة كافية تُركت للحوثيين لكنهم لم يستفيدوا منها. ولفت الشجاع، إلى أن قيادة المؤتمر الشعبي تدرك أن القطريين في الوقت الراهن يبحثون عن حلفاء مؤقتين نتيجة للأزمة التي تمر بها قطر مع عدد من الدول. وبيّن أن المؤتمر الشعبي العام يعرف أسباب تقدم قطر للعب دور الوساطة، كونها تريد في الوقت الراهن أن يكون لها موطئ قدم لتعزز من قوة الحوثي وتوفر له الاستمرار في التصعيد، رغبة منها في فتح ثغرة لاستمرار التحالف العربي في الحرب كي تتنفس من خلالها، لأنها تدرك أن هذا الاستنزاف يضعف جميع الأطراف، وبالتالي تكون قطر بمأمن في المرحلة المقبلة إذا استمرت الحرب. ووصف ما حدث أمس في صنعاء بالثورة الشعبية التي لا يمكن التراجع عنها، مبيناً أن مجلس النواب هو من سيقود المرحلة الانتقالية إلى أن يبدأ الحوار مع جميع المكونات السياسية، لحين اختيار الشعب الذي سيقوده في المرحلة المقبلة. إلى ذلك، لم تستبعد وزارة الخارجية اليمنية، أي تدخل لقطر بين طرفي الانقلاب، بحسب الدكتور منصور بجاش وكيل وزارة الخارجية اليمني. وقال وكيل الوزارة لـ«الشرق الأوسط» إن قطر خرجت من التحالف العربي وتربطها الآن علاقات مع إيران، وتسعى إلى أن ترتبط بمصالحة في أي طريق ترى من خلالها خلق سياسة تتبعها، وأجندة تعمل عليها، موضحاً أنه حتى الآن لا توجد معلومات حقيقية عن التحرك الأخير لقطر، ولكن هذا لا يلغي أن قطر تتجه بسياستها يميناً وشمالاً. واعتبر بجاش أن تصريحات صالح بادرة طيبة إن صدقت النيات، وفي حال عودة المؤتمر الشعبي العام تحت مظلة الشرعية، مشدداً على أهمية تضافر جهود الجميع من أجل التخلص من الدور الإيراني المشبوه في اليمن والمنطقة، وهي بادرة تخدم الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي، التي من خلالها يعود اليمن لأحضان الحكومة. ورحب بأي تواصل أو تفاهم حول عودة ما تبقى من أجزاء تقبع تحت سيطرة ميليشيات الحوثيين إلى حاضنة الحكومة الشرعية، وأن تندحر هذه الميليشيات التي لا تمثل سوى إيران وتهدف إلى زعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة، مؤكداً أن الحكومة لا تعارض دخول أي حزب للمشاركة السياسية بشرط أن يكون تحت مظلة الشرعية، وأي طرف سيأتي معترفاً بشرعية الحكومة واليمن العربي، وليس اليمن الفارسي فهو مرحب به. وفي السياق ذاته، أكد علي البخيتي العضو السابق في المؤتمر الشعبي العام لـ«الشرق الأوسط»، أن معلومات موثوقة وردت له من صنعاء تفيد بأن مسؤولين رفيعي المستوى في قطر تواصلوا مباشرة مع علي صالح، وتحديداً قبل 72 ساعة من الأحداث التي جرت أمس في صنعاء، لا سيما أنهم شعروا بأن مزاعم الحوثيين بدأت تتهاوى، للتوسط بعقد هدنة مع أنصار الله، على أن تتولى قطر ترتيب الوضع لإيجاد شراكة حقيقية في السلطة، مقابل وعود ومغريات بدعم مالي سخي للمؤتمر الشعبي العام. وقال البخيتي: «كان المسؤولون القطريون يحذّرون علي صالح من خوض معارك مع الحوثيين لأنها ستضعفهم جميعاً، وستمكن التحالف بقيادة السعودية من السيطرة على الموقف، والمناطق التي في صنعاء وهو ما سيجعل الحوثي وصالح لا يستفيدون أي شيء». وأكد أن صالح أبلغهم رفضه لهذه الوساطة، مبيناً أن الخيار أصبح بيد الشعب اليمني الذي ثار على الحوثيين وكان المؤتمر جزءاً من هذا الشعب، وعرض لهم ما حدث في الفترة السابقة.

مشاركة :