«بلاتر- ابن همام» علاقة مريبة لعبت بمصير المونديال القطري

  • 12/5/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن النظر في ملف الفساد القطري من دون التطرق إلى جذور العلاقة المريبة والغريبة التي جمعت بين السويسري جوزيف بلاتر، والقطري محمد بن همام الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي، فالعلاقة بينهما بدأت بالصداقة والدعم، وانتهت بالعداوة والعقاب، فمحمد بن همام ساهم بشكل كبير في انتخاب بلاتر رئيساً للاتحاد الدولي عام 1998 خلفاً للبرازيلي جواو هافيلانج، كما سانده في تجديد ولايته عام 2002، عندما وجه أصوات القارة الآسيوية لمصلحته في مواجهة الكاميروني عيسى حياتو، بيد أن العلاقة بين الرجلين ساءت في أعوام 2009 و2010 و2011، إثر وقوف بلاتر ضد ابن همام في انتخابات المقعد الآسيوي في اللجنة التنفيذية للفيفا عام 2009. في منتصف عام 2011، وأثناء الاستعدادات الأخيرة لإجراء انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بين السويسري جوزيف بلاتر والقطري محمد بن همام، أحيل المرشح القطري للتحقيق إثر اتهامه بدفع رشى لأعضاء في كونجرس «فيفا».ولم يكن ذلك الانسحاب الإجباري المفاجئ، قبل الانتخابات بيومين فقط، إلا نتيجة لحرب خفية بين بلاتر وابن همام، فاز على إثرها السويسري بولاية رابعة بالتزكية.ولم يكن ملف تنظيم قطر لمونديال 2022، غائباً عن المشهد، حيث كان المد والجزر في تلك العلاقة متوازياً مع القلاقل والعقبات التي كانت تظهر على السطح، ثم تغوص، وهي العلاقة التي وصفها الصحفي الألماني توماس كيستنر في مقال نشره بصحيفة «سوديتشا سايتنغ» يوم 25 مايو/أيار 2011 بالعلاقة المبنية على «المناورة»، حيث قال وقتذاك: «تجلت المناورة عبر بحث بلاتر في الملفات القديمة، والتحقيق في الأصوات التي منحت لقطر لتنظيم مونديال 2022، فبلاتر رجل ذكي جداً، ويحب نفسه، وقد بدأ يلعب على أوتار سحب تنظيم مونديال 2022 من قطر، ومنحه لإنجلترا، مطالباً بإثباتات تدين قطر، على الرغم من نفيه السابق لهذه الاتهامات، والغاية من مناورة بلاتر هي انسحاب محمد بن همام من سباق رئاسة «فيفا»، وفي هذه الحالة يغض بلاتر الطرف عن شراء الأصوات، ويبقى التنظيم لقطر، وإلا سيكشف أوراقاً ومستندات، بمساعدة إنجليزية، من أجل منح إنجلترا تنظيم مونديال 2022 بدلاً من قطر».المناورة السويسرية نجحت بامتياز، فانسحب القطري ابن همام من انتخابات رئاسة الفيفا، بتوصية من أصحاب القرار في بلاده من أجل احتفاظ قطر بحق تنظيم مونديال 2022، وعدم التحقيق في الأصوات التي منحت لقطر لتنظيم البطولة، وبعدها أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم حكماً يقضي بتوقيف ابن همام مدى الحياة بتهمة تقديم رشى قبل انتخابات رئاسة الفيفا التي جرت في يونيو/حزيران 2011 التي كان مرشحاً فيها ضد بلاتر.

مشاركة :