وثائق ابن لادن: علاقة مريبة بين «القاعدة» وإيران وقطر

  • 11/3/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكة قرابة 470 ألف ملف إضافي أخذت من المجمع السكني لزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، في هجوم قوات نخبة البحرية (المارينز) الأمريكية عليه في أبوت آباد شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد في مايو/‏أيار 2011.وسمح مدير الوكالة مايك بومبيو بنشر الملفات في إطار الشفافية وتمكين العامة من فهم القاعدة وزعيمها السابق.الملفات المفرج عنها تبني على المواد التي سبق الكشف عنها من مجموعة أبوت آباد بواسطة مكتب مدير المخابرات الوطنية.وكانت الوكالة صرحت في 20 مايو 2015 والأول من مارس/‏آذار 2016 و19 يناير/‏كانون الثاني 2017 بالنشر بعد فحص ومراجعة المواد بواسطة لجنة من الوكالات الاستخبارية التابعة للوكالة التي تشرف على 16 وكالة برئاسة الاستخبارات المركزية.وقد رفعت الوكالة السرية عن مواد أخذت من أبوت آباد تشمل خطابات وأشرطة فيديو ومواد سمعية ومواد أخرى تتيح الفرصة للشعب الأمريكي الحصول على نظرة أعمق في خطط وأعمال تنظيم القاعدة الإرهابي، وعلاقته المريبة بكل من إيران وقطر.قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بومبيو إن الوكالة ستواصل البحث عن كل الفرص، لتشارك المعلومات مع أفراد الشعب الأمريكي مع مراعاة الالتزام بحماية الأمن الوطني.تشتمل المواد على مسموعات ووثائق وصور وفيديوهات وملفات سوفت وير من الكمبيوتر.وعرضت المواد باللغة العربية الأصلية وفي صورة أقرب إلى الأصل ما أمكن، وتم تعديل المعروضات بحيث لا يمكن إعادة تحريرها أو التدخل فيها.المجموعة التي تم التصريح بنشرها تشمل:المفكرة الشخصية لابن لادن وأكثر من 18 ألف وثيقة في ملفات.حوالى 79 ألف ملف، تشمل مواد سمعية وصورا وتشمل أشرطة للتدريب على الخطابة أمام الجمهور، ومراسلات بالفيديو، وصور جمعت أو صنعت بواسطة القاعدة من أجل أغراض مختلفة.أكثر من 10 آلاف ملف فيديو تشمل تسجيلا لحمزة بن لادن وهو مراهق، وفيديوهات منزلية، ومواد مصورة خام أو بيانات وإعلانات من أسامة بن لادن، ودعاية للتنظيم.هذه المواد مثل التي سبق إطلاقها توضح أصول الانقسام اليوم بين القاعدة وتنظيم داعش، والخلافات الاستراتيجية والمبدئية والدينية بين القاعدة وحلفائها، والصعوبات التي واجهتها القاعدة في وقت قتل ابن لادن.المواد الأخرى تشمل:تحضيرات القاعدة للاحتفال بالذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر/‏أيلول، واهتمام التنظيم، ومحاولة بث رسالة التنظيم في الإعلام الغربي.جهود ابن لادن للحفاظ على الوحدة بين التنظيم والتنظيمات والجماعات المتفرعة عنه رغم الخلافات حول التكتيكات والأمور المبدئية.جهود القاعدة لإعادة تأهيل صورتها المتدهورة بين المسلمين جراء أخطاء، والعروض الإعلامية السلبية.ومع إطلاق المجموعة الرابعة من الملفات تبقى من مجموعة أبوت آباد الملفات التي لم يكشف عنها وتشمل مواد حساسة، بحيث إن الكشف عنها من شأنه أن يدمر الجهود لحفظ أمن الولايات المتحدة، والمواد المحمية بحقوق الملكية، والمواد الإباحية، والبرمجيات الخبيثة، والملفات الفارغة والمتخربة والمكررة. على سبيل المثال بعض الملفات المحجوبة هي فيديوهات محمية بحق الملكية مثل أفلام: إنتز، باتمان فارس غوتام، لحظات عظيمة في الحياة البرية ل«بي بي سي»، سيرة أسامة بن لادن، سيارات، الدجاجة الصغيرة، سي أن أن تقدم: أكثر المطلوب الأول في العالم، أبطال الغد، ايس ايج: فجر الديناصورات، على خطى ابن لادن ل«سي أن أن»، وسلسلة وثائقيات ل«ناشيونال جيوغرافيك» مثل قتلة الكونغ فو، وداخل القبعات الخضر(قوات المارينز)، مفترسون في حرب، أكثر الثعابين السامة في العالم، وحضارة البيرو، والشر المقيم، ركوب العواصف: صدام الأشرار، قصة الهند، والكرملين من الداخل، والفرسان الثلاثة، وأين يوجد أسامة بن لادن.وتظهر الملفات أن ابن لادن كان يقرأ للمفكر الأمريكي نعوم شومسكي، والصحفي الفائز بجائزة بوليترز بوب وودوارد وقال باحثون في معاهد البحوث والدراسات أن الملفات تلقي الضوء على العلاقة الغامضة بين القاعدة وإيران.وقال الباحثان توماس جوسيلين وبيل روغيو، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، اللذان سمح لهما بالاطلاع على الملفات قبل نشرها، أنها تلقي أضواء جديدة، تساعد على ملء الفجوات والمناطق المظلمة في العلاقة بين القاعدة وإيران.ففيديو زواج ابن لادن المسمى حمزة يظهر الولد المفضل عند أبيه، والفيديو الذي بثته الجزيرة التقط في إيران.وكانت رسائل ابن لادن التي كشف النقاب عنها سابقا تتحدث عن إعداد الوالد ابنه حمزة ليخلفه في قيادة التنظيم الجهادي العالمي. وحالت الغارة التي قتل فيها الوالد التحاق الابن به.وهو الآن في ال27_28 من العمر ويقيم في إيران.ونشر الباحثان دراسة من 19 صفحة في مجلة الحرب الطويلة «بناء على وثائق ابن لادن درسا على ضوئها العلاقة بين إيران والقاعدة.وكان بومبيو وعد الشهر الماضي في سمنار استضافه مركز الدفاع عن الديمقراطية بنشر الوثائق التي تفضح العلاقات بين القاعدة وإيران. وقال بومبيو إن الوثائق تكشف أن بين الطرفين علاقات وارتباطات، وأضاف أنه في وقت من الأوقات كان الإيرانيون يعملون جنبا إلى جنب مع القاعدة. وأشار أيضا إلى أن هناك ارتباطات تقضي بأن يأمن الطرفان بعضهما بعضا، وأن يضمنا ألا ينقلب أحدهما على الآخر، ويشير الباحث جوسلين إلى أن إحدى الوثائق تكشف أن «إيران وفرت التدريب والمال والسلاح للإخوان السعوديين في القاعدة» لكن من أجل مهاجمة مصالح الولايات المتحدة في الخليج.وتشير إحدى الوثائق إلى أن ابن لادن كتب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي مطالبا بإطلاق سراح معتقلين من القاعدة، بل إن القاعدة اختطفت دبلوماسيا إيرانيا من أجل مبادلته في صفقة مع طهران.والغريب أن الوثائق تكشف أن ابن لادن كان كثير الريبة من الإيرانيين، وأنه شخصيا كان عاكفا على وضع خطط لمناهضة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.لكن رغم كل شيء يؤكد الباحثان في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أن إيران كانت تمثل للقاعدة «شريان حياة رئيسيا»على الأرض الإيرانية.ويعتقد الباحثان أنه رغم الخلافات بين إيران والقاعدة إلا أن مصالحهما تقاطعت باعتبار أن الاثنين يعاديان أمريكا، إلى جانب ذلك يتساءل محللون وسياسيون سابقون عن الهدف من إطلاق الرزمة الأخيرة من ملفات أبوت آباد، وقال مستشار في مجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما:«هذه الملفات الجديدة لا تقول لنا شيئا لا نعرفه من قبل»وأضاف على تويتر«أعتقد أن بومبيو أطلق هذه الرزمة من الملفات لإثارة قضية إيران كراع للإرهاب، ما يدفع الولايات المتحدة نحو فتح جبهة صراع مع طهران». وكانت الولايات المتحدة قد ذكرت نهاية العام الماضي أن إيران ومنذ 2009 تمكن القاعدة من نقل الأموال والمقاتلين عبر أراضيها. قرقاش: وثائق ابن لادن بخط يده تؤكد علاقة قطر بالإرهاب أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الوثائق التي كشفت عنها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لها علاقة بدور قطر في دعم التطرف والإرهاب.واعتبر قرقاش عبر «تويتر» أمس، أن أوراق أسامة بن لادن بخط يده، تؤكد العديد من الافتراضات، فهو يدعم «الجزيرة» في تبنّي الثورات، ويعوّل على القرضاوي في ليبيا ويريد الفوضى للبحرين. وأضاف: «كرّاس ابن لادن بخط يده مهم لمعرفة مواقف التطرف والإرهاب، وتقاطع المواقف مع توجهات الشقيق المرتبك واضح ومقلق، أزمة قطر هي عن التطرف والإرهاب».

مشاركة :