عدن: فاروق عبدالسلام طوى اليمن حقبة مؤسس حزب «المؤتمر الشعبي العام» الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، المغدور بنيران ميليشيا جماعة الحوثي الموالية لإيران، خلال الأحداث المأساوية المرافقة لانتفاضة صنعاء؛ وذلك عقب معاصرته الطويلة للحياة السياسية اليمنية. وكان «صالح»، قد حكم البلاد لمدة 33 عاماً منذ 1978 حتى 2011، وتنحى بعدها بتسليمه السلطة إلى نائبه آنذاك الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، بموجب المبادرة الخليجية، التي رعتها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي. وأكدت ردود الأفعال المختلفة حيال أحد الأحداث البارزة على صعيد المشهد السياسي والميداني للحرب والأزمة في اليمن، المتمثل باغتيال وتصفية «صالح»، أن الغريم لليمن ودول الجوار بمنطقة الخليج العربي، واحد وهي ميليشيا جماعة الحوثي الإيرانية، وأن صنعاء ستواصل الانتفاضة ضد الميليشيا الطائفية؛ لأنها انتفضت من أجل وطن وليس من أجل شخص، وشددوا على ضرورة إعادة ترتيب وتوحيد صفوف حزب المؤتمر الشعبي العام، وانضوائه تحت راية الشرعية في مواجهة الحوثي، كون الحرب مستمرة، والتحالف العربي لن يسمح ببقاء سيطرة المتمرد الانقلابي الحوثي على صنعاء. كما اعتبرت بعض المواقف أن رحيل صالح، يمهد لمرحلة جديدة تتحقق فيها كافة آمال وتطلعات وأحلام أبناء جنوب وشمال البلاد، من خلال مرحلة يسودها الأمن والأمان والاستقرار، بحيث تكون قائمة على العدالة والمساواة، بعيداً عن مرحلة الإقصاء والتهميش، التي عاشها اليمن واليمنيون خلال المراحل الماضية؛ بعد سيطرة الميليشيا الانقلابية على العاصمة. وقال سفير السعودية في اليمن محمد آل جابر، «إن الغريم واحد، والمملكة تقف دوماً مع أشقائها اليمنيين مهما حدث من جرائم حوثية، وأن ما قام به الحوثي من غدر ونقض للعهود هو جزء من تربيته الإيرانية». ومن جانبه، أكد سفير اليمن في الولايات المتحدة أحمد عوض بن مبارك، أنه مهما حصل سيتمسك اليمنيون بشعار «لا حوثي بعد اليوم»، وأن صنعاء لم تنتفض من أجل شخص، وستنتصر لعروبتها ضد الفكر الكهنوتي السلالي الإيراني الدخيل. وبدوره اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي إبراهيم آل مرعي، أن «صالح» قتل نفسه في 21 سبتمبر/أيلول 2014، بتقدير موقف سياسي خاطئ، وانحيازه لإيران على حساب وطنه والأمة العربية، وشدد على ضرورة إصدار أعضاء حزب المؤتمر في الداخل اليمني بياناً يتضمن بعد نعي الرئيس السابق صالح، الانضمام للشرعية تحت لواء الرئيس هادي، وتوحيد الصف مع أعضاء المؤتمر خارج اليمن ومع كافة الأحزاب في وجه الحركة الحوثية الكهنوتية الإيرانية الإرهابية. كما قال الإعلامي المقرب من «صالح»، نبيل الصوفي: إن الحوثيين ليسوا مجوساً ولا روافض ولا انقلابيين ولا إيرانيين، هم أخطر من كل ذلك، ومجرد جماعة لا يعمل لديها إلا الزناد، وهي تقول لكل من يعتقد أنه يمكن التعايش معها: «ما في مننا فائدة، يا قتلتنا وإما سنقتلك»، وهي غير قادرة على ممارسة العمل السياسي حتى لو أراد بعضها ذلك؛ لأن أي شخص سياسي ينتمي لها فإنه سيفقد أي تأثير. ومن جهته، أشار الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور حسين لقور، إلى أنه على الجميع حالياً أن يدركوا بأن صنعاء لن تُترك لحكم الحوثي، ومقتل صالح سيكون دافعاً لأنصاره للانضمام إلى الشرعية والسعي للانتقام لمقتل زعيمهم. وقال المحلل السياسي والإعلامي ياسر اليافعي: باختصار التحالف العربي حدد عدواً، الجميع يجمع على مقاتلته، وهو الحوثي، وإن الحرب مستمرة، ولا يمكن أن يسمح التحالف بأن يبقى الحوثي مسيطراً على صنعاء. وقال: «إن رحيل «صالح»، يمثل مرحلة جديدة في تاريخ اليمن، وسبباً لإشعال ثورة ضد ميليشيا الحوثي وقوى الفساد، وفتح صفحات جديدة تؤسس لمرحلة يسودها العدل والمساواة في الشمال والجنوب، ونسأل الله الرحمة والمغفرة للرئيس السابق المغدور صالح». كما قال المحلل السياسي باسم الشعبي: «لم نكن نتمنى هذه الخاتمة المأساوية ل«صالح»، ولكنه اختارها بنفسه والمعركة مستمرة».
مشاركة :