الأكراد يلوحون بتدويل «انتهاكات الحشد الشعبي»

  • 12/6/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كثّفت واشنطن والأمم المتحدة اتصالاتهما ببغداد وأربيل للإسراع في إيجاد حل للخلافات بينهما، في موازاة جهود محلية في الاتجاه ذاته يبذلها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم. وهدد الأكراد بتدويل قضية «الانتهاكات التي ترتكبها قوات الحشد الشعبي في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها». جاء ذلك بعد محادثات أجراها رئيس حكومة كردستان نيجيرفان بارزاني ونائبه قباد طالباني مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، في محاولة لدفع الدول الغربية إلى ممارسة ضغوط على بغداد كي تبدي مرونة في فتح باب للمفاوضات وحل الأزمة التي خلفها إجراء الأكراد استفتاء على الانفصال. واتفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع ماكرون على «أهمية حل الخلافات بين أربيل وبغداد عبر الحوار»، على ما أفاد بيان للبيت الأبيض. بالتزامن، يواصل معصوم لقاءاته مع المسؤولين والقادة السياسيين في بغداد، عقب محادثات كان أجراها مع الزعماء الأكراد في محاولة لتذليل العقبات التي تقف حائلاً دون المفاوضات بين الطرفين. وجاء في بيان رئاسي أنه التقى نائبه زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي و «أكدا على توحيد الخطاب السياسي وتجاوز الأزمة بين أربيل وبغداد، والإسراع في إقرار الموازنة الاتحادية». كما أكد خلال لقائه الأمين العام لمنظمة «بدر» القيادي في قوات «الحشد الشعبي» هادي العامري، العمل على «تعزيز الثقة بين الطرفين وإطلاق حوار أخوي وبناء قريباً، يضمن اتفاقات لحل الخلافات وفقاً للدستور». وأعرب خلال استقباله السفير التركي في بغداد فاتح يلدز عن ثقته «بقدرة العراقي على تجاوز الصعوبات الداخلية بما فيها الأزمة الطارئة عبر التفاهم»، في حين جدد يلدز موقف بلاده «الداعم حماية وحدة العراق وسيادته». في أربيل، بدأ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق يان كوبيتش محادثات مع المسؤولين الأكراد، ودعا خلال لقائه مستشار «مجلس أمن إقليم كردستان» مسرور بارزاني إلى «حل الأزمة بين أربيل وبغداد بأسرع وقت ممكن». ولفت إلى أن «الدستور هو الأساس الذي يجب أن يستند إليه الجميع في حل الإشكالات بعيداً من استخدام القوة والعنف تحت أي ظرف وبأي شكل من الأشكال، والمنظمة الأممية ومجلس الأمن الدولي سيستمران في مساعيهما الرامية إلى حلحلة الأزمة». في المقابل، أكد بارزاني أن «الإقليم أوفى بالالتزامات الملقاة على عاتقه لبدء الحوار، لكن بغداد ترفض القيام بأي خطوة فعلية»، عازياً سياسة بغداد التصعيدية إلى «التنافس في الانتخابات، ومن المجحف أن يدفع مواطنو الإقليم ضريبة هذا التنافس، وندعو إلى البدء بالمفاوضات وفق جدول وتوقيت محددين»، وزاد أن «بغداد تنادي بتطبيق الدستور والإقليم أكد رغبته في ذلك، لكن الطرف المقابل يمارس الانتقائية في تطبيق المواد». وأكدت منسقة مكتب الإقليم لشؤون اللاجئين في المنظمة الدولية مونيكا نورو لدى لقائها مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في الحكومة الكردية فلاح مصطفى، أن منظمتها «تواجه عقبات في تنفيذ خططها المتعلقة بتقديم المساعدات إلى النازحين جراء الحظر المفروض على مطارات الإقليم (بقرار من الحكومة الاتحادية)». وعاد الوفد الكردي برئاسة نيجيرفان إلى الإقليم عقب محادثات أجراها مع ماكرون في باريس، وبعد زيارة ألمانيا للقاء القيادي في «الاتحاد الوطني الكردستاني» كوسرت رسول الذي يخضع للعلاج. وأعلن الناطق باسم حكومة الإقليم سفين دزيين أن «وزير الثروات الطبيعية آشتي هورامي عائد إلى كردستان»، لينهي السجال الذي دار حول ادعاءات نواب هروبه قبل قرار حظر الطيران على الإقليم أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي. وقال نيجيرفان في مقابلة بثتها أمس قناة «فوكس نيوز» الأميركية، إن حكومته «تسعى إلى حل الخلاف مع بغداد بناء على الدستور لكن الأخيرة غير مستعدة»، لافتاً إلى أن «حق الشعب الكردي في تقرير المصير يظل قائماً ولسنا نادمين على إجراء الاستفتاء». وأعرب عن «خيبة أمل من موقف واشنطن المعارض للاستفتاء وما تلاه من تداعيات ومهاجمة القوات العراقية الإقليم مستخدمة الدبابات الأميركية، إذ كنا نتوقع دعماً منها إذا تعرضنا للخطر». واستدرك: «إلا أن واشنطن تبقى بالنسبة إلينا الحليف الأول وهذا محل فخر، ونأمل منها أن تدعم قضيتنا». من جهة أخرى، أعلنت وزارة «البيشمركة» في بيان «عقد اجتماع بإشراف الوزير بالوكالة كريم سنجاري مع ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، للبدء بتنفيذ الخطوة الأولى لإصلاحات في الوزارة وإعادة تنظيم القوات». وأضافت أن «خمس نقاط ستدخل حيز التنفيذ بإشراف الدول المذكورة في إطار مشروع طويل المدى». يذكر أن «البيشمركة» تتلقى منذ بدء الحرب على «داعش» مساعدات مالية وعسكرية من «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، إلا أنها تفتقر إلى إدارة وقيادة موحدة بسب انقسامها بين الحزبين، «الاتحاد الوطني» و «الديموقراطي» الذي كان زعيمه مسعود بارزاني وقد اتهم قياديين في الأول بـ «الخيانة» وتسليم محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها إلى السلطات الاتحادية في أعقاب خوض الأكراد استفتاء على الانفصال. في كركوك، هدد حزب «الاتحاد الوطني» بتدويل ملف «الانتهاكات التي ترتكبها قوات الحشد الشعبي بحق المواطنين الأكراد في المحافظة وبلدتي طوزخورماتو وداقوق شمال محافظة صلاح الدين»، وقال النائب عن الحزب محمود عثمان خلال مؤتمر صحافي أمس إن «الأكراد يتعرضون لانتهاكات تدخل ضمن جرائم الإبادة الجماعية من قوات الحشد الشعبي والقوات الاتحادية، وصبرنا بدأ ينفد».

مشاركة :