تلقفت قناة الجزيرة التابعة لتنظيم الحمدين نبأ مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والذي اغتالته ميليشيات الحوثي الإيرانية بأبشع الصور الإعلامية، محاولة الثأر والمناكفة مع الرجل الذي رحل، خصوصاً بعد أن أعلن عن الحوار مع دول الجوار. كانت التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة، أشبه بالانتقام من الميت، حيث أوعزت لكل الأبواق الحوثية الظهور على شاشتها لتبرير الدم والغدر. ولم تتأخر قناة الفتنة والاستفزاز باستضافة أبواق الإرهاب وعلى رأسهم الناطق باسم الجماعة الحوثية محمد عبدالسلام، الذي منحته الجزيرة فرصة تبرير القتل. ويتساءل مراقبون: هل من المهنية بمكان أن تمنح القاتل فرصة للتحدث أمام كل اليمنيين الغاضبين من تلك الجريمة. استفزاز حاولت الجزيرة ليلة مقتل صالح استفزاز كل مشاعر الشعب اليمني، بإظهار وجهة نظر الحوثيين وهم يدافعون عن فعلتهم البشعة، متسترة بكذبة الموضوعية الإعلامية، فيما الهدف الأبرز من هذا التعاطي مع الميليشيات الحوثية النيل من الموقف الأخير لصالح الذي مال في أيامه الأخيرة إلى جانب التحالف العربي. وحتى بعد أن مات الرجل، لا تزال «الجزيرة» تصر على استخدام كلمة المخلوع، فيما تقول الثقافة الاجتماعية العربية الإسلامية، أن يطلق عليه لفظ الراحل بدلاً من «المخلوع». وعلى الفور نظمت «الجزيرة» برامجها التلفزيونية لانتقاد الرئيس السابق الذي غدر به الحوثيين، وتحميله كل مشاكل اليمن، فيما أظهرت الحوثيين بمظهر المدافع عن النفس. تبعيّة تحولت «الجزيرة» بالأمس إلى منبر آخر يساند الميليشيات الحوثية إعلامياً، وذهب البعض إلى حد وصفها بأنها تابعة لقناة المسيرة الحوثية، نظراً لاندفاعها وحرصها على الاتصال بالشخصيات الحوثية، بل إنها ذهبت أكثر من ذلك، إذ استضافت شخصيات بثوب «محللين» تنال من المملكة العربية السعودية، علماً أن البرنامج معني بتغطية الأزمة في اليمن. وفضح مغردون قناة الجزيرة في تغطيتها لمقتل صالح ، معتبرين أنها رأس الفتنة في اليمن وغيرها من الدول العربية. وذهب مغردون للقول إن دور «الجزيرة» مساند لوسائل الإعلام المدعومة من إيران، مثل قناتي الميادين والمنار وغيرهما من القنوان التلفزيونية المموّلة من إيران. ففي كل مرة تكشف قناة «الحمدين» عن وجهها القبيح، ولعل الأحداث المقبلة ستكشف المزيد من بشاعة هذا الوجه الإعلامي.
مشاركة :